كابوس العنوسة

عبد الله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 23:07
المحور: الادب والفن
    

العنوسة مشكلة من المشاكل التى تؤرق مجتمعاتنا العربية , إذن هى مشكلة إحتماعية ليس فيها خصوصية بمجتمع دون الاخر , كما أنها لا تخص الآناث فقط كما هو راسخ فى أذهان بعض العامة , إنها تخص الآناث والرجال , والعنوسة تختلف من مجتمع الى اخر , فهى فى المجتمعات البدوية والريفية يعتبرون الفتاة التى تعدى عمرها العشرين ( عانس ) , أما فى المجتمعات الحضرية فهم يعتبرون الفتاة التى تجاوز سن الثلاثين ( عانس ) , والعنوسة أصبحت وصمة عار على أسرة الفتاة وعلى الفتاة نفسها , وبصراحة شديدة هذه الظاهرة مقلقة جدا لكثير من الاسر , لان الفتاة أذا لم تتزوج فى بداية سن العشرين , فأنها تصاب بالقلق النفسى والآحباط وشرود فى الذهن .
عندما كنت أدرس فى أحدى دول النفط , وجدت هذه الظاهرة منتشرة بصورة مخيفة , كما لاحظت أن هناك لازالت العصبية القبلية ووالتى تتدخل فى عدم تزويج الفتاة إلا لشاب من قبيلة الفتاة , وهذا فى حد ذاته يعتبر عاملا من عوامل عنوسة الفتاة .
كما لاحظت أما مات زوجها وترك لها بنتا , وهذه الآم أخذت ترفض كل شاب تقدم لبنتها , لماذا ؟ لآنها خائفة من الوحدة القاتلة والتى ستكون نهايتها فى وحدتها , فعندما تقدم شاب لآبنتى , جاء ومعه أهله وسألت عنه فوجدته على خلق ودين , فما كان منى أن سهلت الآمر له لآنى أعلم كل العلم بأمكانات الشباب , وقد كان , كل شيئ قضى على خير وبدون أى معوقات , وكانت الشبكة والمهر على أيسر ما يكون , لآنى أعلم جيدا أن أغلب الزيجات تفشل بسبب الغلو فى المهور , وأيضا فى المظاهر الكذابة , ويليت كل والد يعلم بأن أبنته تريد أن تتزوج وتتستر فى بيت زوجها , إن غلاء المهور يعسر الآمور على الشاب ويحمله فوق طاقته لتحمل تكاليف الزواج , وأيضا وضع الشروط التعجيزية أمام الشاب من قبل أهل الفتاة , وهنا تكون الطامة الكبرى بهروب الشاب وعزوفه عن الزواج , لآنه زواج تعسفى بالنسبة له , كما أن العامل الآقتصادى الذى نعيش فيه على المستوى العربى من غلاء المعيشة وعدم توفر السكن للشباب , يجعل الشباب فى حالة عزوف عن الزواج , اى صديق عزيز على له فتاة خريجة جامعة , تقدم لها شاب على خلق , لكن المشكلة أن أهل الشاب دون الستوى المطلوب , لأ أهل الشاب ناس على قد الحال يعنى بسطاء , فأختلف الطرفان وفشل مشروع الزواج , هناك أيضا فتيات ينسون أنفسهم فى التعليم فتأخذ الفتاة ترفض كل من يتقدم لها بحجة أنها تتعلم ولازم تنهى دراستها الجامعية وأيضا تحصل على الدكتوراة , وييفوتها قطار العمر فى غمرة الأيام , وأيضا هناك فتاة تظل هائمة فى الحب مع شاب لسنوات طويلة , وحبيبها لم يتقدم لخطبتها متعللا بحجج واهية الى أن يفوتها قطار العمر .
جدير بالذكر أن مشكلة العنوسة أدت الى بعض الظواهر الغير مقبولة وغير مرغوبة مجتمعيا , وأخلافيا ودينيا , لآنها أدت بكثير من الشباب الى اللجوء الى الزواج العرفى هروبا من الآهل وعراقيلهم فى وجه الشباب , وهذه الظاهرة يرفضها المجتمع شكلا وموضوعا , كما تؤدى بظاهرة الشذوذ البجنسى بين الفتيات , كما أن العنوية لها أضرارها الشاب لآنها تدفعه الى أدمان المخدرات , وينساق الى عالم الجريمة , والعنوسة لها أضرار على الآنثى لآنها تحدث تغيرات هرمونية فى مراحل عمرها ,
لهذه المشكلة المجتمعية حلول جزء يقع على الحكومات العربية فى مساعدة الشباب المقبل على الزواج وتقديم القروض الميسرة للشاب الذى يقدم على الزواج , كما أن على الفتاة عدم الآعتذار عن الزواج بحجة مواصلة التعليم حتى لا تفقد كثير من سنوات عمرها وتصل الى المرحلة الحرجة وهى مرحلة العنوسة , كما على أهل الفتاة عدم رفض الشاب بأى حجة , والبحث من قبل أهل الفتاة عن رجل يقدر الحياة الزوجية وييستطيع تحمل مسؤوليات الزواج , كما أن على وسائل الاعلام دور فى توجيه الآسر وأولياء الآمور وحثهم على تسهيل أمور الزواج من مهور وخلافه , لآن أكثر الشباب يعزف عن الزواج بسبب الغلاء فى المهور

#عبد_الله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات