أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - التحية الأخيرة .. قبل اسدال الستار














المزيد.....

التحية الأخيرة .. قبل اسدال الستار


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حققت المسلسلات التليفزيونية الرمضانية أقل معدل مشاهدة هذا العام.. والسبب هو حسنى مبارك.
وربما يزيد معدل المشاهدة فى النصف الثانى من الشهر الكريم إثر قرار المستشار أحمد رفعت بوقف البث التليفزيونى لجلسات محاكمة الرئيس المخلوع، لأن هذه الجلسات كانت أكثر إثارة من الدراما التليفزيونية وحافلة بكل عناصر التشويق من سياسة وبيزنس وجريمة وتآمر وخيانة وفساد وإفساد وقتل ودماء وانتصارات وهزائم وصعود إلى قمة السلطة والنفوذ وسقوط إلى الحضيض وقفص الاتهام.
دراما الواقع هذه .. والتى ليس فيها ذرة من خيال .. لو أن كاتبا كبيراً مثل محفوظ عبدالرحمن كتب عشر معشارها من قبل لاتهمناه بالمبالغة.
ويوم الاثنين الماضى أسدل الستار على أحد فصول تراجيديا حسنى مبارك، وقبل إسدال الستار لوح الرئيس المخلوع بيديه إلى الجمهور، الذى هتف له نفر قليل منه يعد على أصابع اليدين، رغم أن أداءه فى هذا الفصل الأخير كان ضعيفاً وسخيفاً للغاية، حيث لم ينطق سوى بكلمة واحدة لاثبات الحضور (موجود .. بدون افندم)، ولم يفعل شيئاً سوى التثاؤب والنوم أو التناوم.. فياله من بطل تعيس!!
وربما يكون تلويحه باليدين هى اللقطة الأخيرة التى نشاهده فيها إلى الأبد، وأن يكون ظهوره نائماً ممدداً مكتئباً ومتثائباً هو ظهوره الأخير وسبحان المعز المذل. وسبحان من له الدوام.
***
هذا المشهد الذى سييكون بدون شك حاضراً فى ذهن كل من يجلس من الآن فصاعداً على عرش مصر، يطرح تساؤلات فرعية، منها – مثلاً – من هم أولئك الأفراد الذين هتفوا للرئيس المخلوع، وكيف دخلوا قاعة المحكمة أصلاً، علماً بأن الدخول مقتصر على المحامين وأهالى شهداء الثورة ورجال الاعلام. فكيف تسلل من ليست لهم صفة بين الصفوف؟
وهل جاء هؤلاء بمبادرات فردية، أم أن هناك جهة قامت بحشدهم وتحريكهم وتلقينهم، خاصة وأننا رأينا خارج المحكمة بضعة عشرات من الأفراد يرتدون قمصاناً موحدة مكتوب عليها شعارات مؤيدة للمخلوع، جاءوا فى أتوبيسات تم ترتيب مواعيد وأماكن تحركها. فمن الذى يقوم بهذا التنظيم والترتيب والتمويل؟
ثم إننا رأينا علاء ، النجل الأكبر للرئيس السابق، يتحرك بحرية خارج القفص، دون "كلبشات" فى يديه حسبما يحدث مع جميع المتهمين ووفقاً للوائح المتبعة، ويضع أصبعه فى أعين المصريين جميعاً حين أغلق كاميرا التليفزيون بيده، فى لقطة استفزازية تنم عن الغرور والاستهتار.
***
هذه الملاحظات الجزئية، التى تحتاج إلى توضيح من وزارة الداخلية، تبين أن نظام حسنى مبارك مازال قائماً، وأن رجال وسياسات حسنى مبارك مازالوا موجودين ويعملون لحسابه ويضربون عرض الحائط بالقوانين واللوائح، وأن الثورة المضادة لن ترفع راية الاستسلام بسهولة فى وقت قريب، بل إنها ربما تخطط لتصعيد تحركاتها فى الفترة القادمة.
وهو ما يحتاج إلى يقظة شديدة، لكنه يحتاج أولاً وقبل كل شئ إلى دفع عجلة الثورة إلى الأمام من أجل تحقيق مطالب الأغلبية الساحقة من المصريين الذين طالت أشواقهم للتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية.
ويوم 5 سبتمبر ستعود المحكمة للانعقاد، لكن هذه المرة سيكون الانعقاد بعيداً عن كاميرات التليفزيون. ولن تكون عائلة مبارك وحدها فى القفص، بل سيكون معها حبيب العادلى كاتم أسرارها – وكاتم أنفاس الشعب – هو وستة من كبار معاونيه.
وسيتبارى المحامون، سواء من هيئة الدفاع عن المتهمين أو من هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدنى من أسر الشهداء والمصابين، فى محاولات النفى والاثبات للاتهامات. وسيتفنن الأستاذ فريد الديب وزملاؤه فى المماطلة واللف والدوران وتضييع الوقت والبحث عن ثغرات إجرائية وشكلية على أمل إنقاذ رقاب موكليه من حبل المشنقة أو قضاء ما تبقى من أعمارهم خلف القضبان.
وستتواصل الضغوط الخارجية من جانب أصدقاء الرئيس المخلوع، الذى دافع عن مصالحهم ربما أكثر من اهتمامه بالدفاع عن مصالح مصر والمصريين أثناء حكمه.
كما ستتصاعد تشنجات الثورة المضادة وأرامل مبارك.
لكن ينسى كل هؤلاء أن المحاكمة قد بدأت بالفعل يوم 25 يناير 2011، وأن الحكم قد صدر وتم تنفيذه يوم 11 فبراير .. وقضى الأمر.
لذلك فإنه أيا كان الحكم الذى سينطق به المستشار أحمد رفعت بعد وقت يزيد أو يقل، لن يلغى الحكم البات، الذى لا يقبل النقض، والذى أصدره ملايين المصريين فى واحدة من أعظم ثورات البشر بإسقاط آخر فرعون مستبد.. من حسابات وسجلات تاريخ مهد الحضارة الإنسانية.
ويالها من نهاية!!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 أغسطس .. اليوم الأهم فى أجندة مصر
- دينا عبدالرحمن.. فى مرمى -نيران صديقة-
- الخطوط الحمراء .. تحترق!
- ثورتان .. وبينهما -نكسة-
- مصر فوق الجميع
- رسائل بعلم الوصول
- -باعة- الثورة!
- مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!
- قوم يا مصري
- أصول المهنة.. أولاً
- الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس
- الثلاثاء الأسود
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - التحية الأخيرة .. قبل اسدال الستار