أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الحسم العسكري














المزيد.....

الحسم العسكري


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخلاف بين محافظة ميسان والحكومة الاتحادية بشأن تعيين مدير لشرطة المحافظة هو ليس الخلاف الوحيد ولا الاول بين حكومة محلية لاحدى المحافظات والحكومة الاتحادية فقد سبقته ورافقته خلافات كثيرة ومنذ سنوات مع بناء الهيكل الجديد للدولة العراقية وعقد مجلس النواب آواخر آذار الماضي مؤتمرا لتدارس هذه المشاكل، لكن يبدو إن مقررات وتوصيات المؤتمر لم تؤثر على مسار الاحداث.
الجديد في الامر إن أزمة ميسان تم استخدام الجيش فيها من قبل الحكومة الاتحادية لفرض الامر الواقع وحسم الخلاف لصالح مرشح الحكومة الاتحادية لتولي منصب قائد الشرطة رغم رفض مجلس المحافظة وجاء دخول الجيش على الخط دون أي تفسير من الحكومة الاتحادية للامر والاقسى إن القوى السياسية لم تهتم كثيرا بمتابعة هذه الازمة بل فضلت مواصلة العراك في الملفات المعتادة التي تخص توزيع المناصب ومواقع السلطة.
إن استخدام الجيش في حسم قضية خلافية بين احدى المحافظات والحكومة الاتحادية يضع مشروع دولة المؤسسات في خانة النسيان ويمثل خطرا يهدد الاستقرار في البلاد ويشيع استخدام القوة في فض الخلافات التي يمكن حلها عبر قنوات سياسية ودستورية دون إشاعة القلق في البلاد خلال مرحلة حاسمة تتمثل في اقتراب موعد انسحاب القوات الامريكية التي ينظر لها احيانا على انها الضامن الوحيد لاستمرار الحياة السياسية الدستورية في العراق.
أزمة قيادة الشرطة في ميسان لا يمكن التعامل معها بمعزل عن حالة الخروقات الامنية الخطيرة التي تحصل في محافظات الجنوب بذريعة مقاومة الامريكان ودفعهم الى عدم تمديد وجودهم في العراق وما صاحب ذلك من ظهور ممارسات ميليشاوية في الجنوب تحت مسميات وذرائع شتى، والواضح إن ظروف البلاد لا تتحمل عمليات عسكرية واسعة شبيهة بصولات الفرسان التي نفذت عام 2008، وكان الاجدى التنبه سياسيا لهذه الممارسات واطلاق حوار سياسي للتخلص منها بدل تجاهلها.
الازمة في ميسان هي جزء من ارتباك اداري وسياسي وقانوني يحيط بالعلاقة بين الحكومات المحلية في المحافظات والحكومة الاتحادية وهو ارتباك لا يوجد جهد حقيقي ومؤسساتي للخلاص منه في الوقت الراهن ويبدو ان الاطراف السياسية تريد استمرار هذه الحالة الضبابية في العلاقة وربما توسيع المنطقة الرمادية التي تعيش خارج سياق الحسم القانوني وذلك للاستفادة منها في المناورات وفي التملص من المسؤولية والاستمرار في تبادل الاتهامات وجني المغانم.
من الخطأ الاهتمام بالمشاكل الآنية للسياسة على حساب المشاكل البنائية والاساسية في الدولة بذريعة أسبيقة الاهم على المهم لأن ذلك يعني الاستمرار في الحلول الترقيعية المكلفة وهو سياق سيسمح من وقت لآخر بخرق السياقات القانونية والدستورية واللجوء الى منطق الظرف الطارئ وبالتالي اللجوء الى خيارات لا تنسجم مع أسس النظام السياسي وربما تتيح استخدام القوة لفرض الامر الواقع وتجاهل المواقف والاراء الاخرى حتى إذا كانت تنطلق من قاعدة دستورية وسياسية صحيحة.
استخدام الجيش في حل اشكالات سياسية وادارية هو استخدام غير صحيح ويؤدي الى تشويه دور المؤسسة العسكرية وتعريضها لاتهامات التسييس وهو استخدام يتناقض كليا مع العمل السياسي في دولة ديمقراطية، ومن الخطأ حشر هذه المؤسسة في خلافات حزبية على توزيع المناصب وتقاسم السلطة وقد يمثل الامر تهديدا لمدنية الدولة والحياة السياسية، وما حدث في ميسان قد يكون سابقة تؤسس لما هو أوسع.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الحسم العسكري