وطن الماء

سيروان ياملكي

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:43
المحور: الادب والفن
    

نشرت وسائل الاعلام صورة امرأة عراقيةعطشى
منحنية تشرب الماء من بركة آسنة على رصيف
من أرصفة وطن الماء . فكيف نجازيك ياوطني ؟! .


كيفَ انحنيت لتشربي
في وطنِ الماءِ
من بُركةٍ آسِنةٍ
فوقَ الرّصيفِ
وتحتَ قُـبّةِ السّماءِ !
كيفَ انحنيتِ لتشربي
في وطنِ الماءِ
وأمامَ أعينِ النُّجباءِ
والشّاريبونَ بلا حياءٍ
والآكِلونَ بلا حياءٍ
والسّارِقونَ بلا حياءٍ
يتمايلونَ بنشوةٍ سكرى
من تُخمَةٍ وثراءِ
ويُجعجعونَ ويخطُبونَ يُطبِّلونَ
على الهواءِ ..
من الصّباحِ الى المساءِ
ونحنُ نرفعُ صوتَ التـِّلفازِ
والمذياعِ والعَواءِ
ونسمعُ التَّحليلَ
والتَّعليقَ والتَّمثيلَ كالبُلهاءِ
وعمائِمٌ تلهو بنا
وعمائِمٌ تذبحُنا وتقودُنا
لبعدِما بعدَ الوراءِ
وشيخُنا الكبيرُ يبصُقُ في أفواهِنا
فننحني أمامَهُ ..
مُتباركينَ بتفـْلـَةٍ ..
ونبلعُ البِصاقَ كالدّواءِ
الى متى نبقى نُقبـِّلُ صاغِرينَ
كَفَّ غيرِنا
ورأْسَ شيخِنا
وأيْدِيَ الأُمَراءِ
وأرجُلَ الخُلفاءِ والحُلفاءِ
لا فرقَ بينَ مُقبـِّلٍ
كَفَّ الأميرِ وصُرْمَةَ الحِذاءِ
كيفَ انحنيت لتشربي
في وطنِ الماءِ

#سيروان_ياملكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات