أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - -يسألونك- ماذا تبقى للديموقراطيين المصريين الشباب من الثورة المصرية ؟















المزيد.....

-يسألونك- ماذا تبقى للديموقراطيين المصريين الشباب من الثورة المصرية ؟


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الداعية الإسلامي المصري د.صفوت حجازي، يقول :" إن الثورة المصرية صنعها الله "، وذلك عندما كانت هذه الصيغة يرددها د.حجازي مع شارة برنامج "شاهد على العصر الذي أصبح الشاهد على الثورة" ... كنا يمكن لنا أن نفهم هذه الصيغة بالمعنى المجازي الديني الوجداني الذي يرى في الثورة المصرية انجازا عظيما خارقا للمألوف العادي البشري، والذي يستدعي فعلا ربانيا ما فوق بشري، والذي يعبر عنه في الخطاب الإسلامي بــ " إرادة الله "، وهو تعبير –رغم دينيته- فهو مقبول دنيويا ووضعيا في الخطاب المدني السيوسيولوجي، حيث يعادل –باللغة الوضعية- معنى "إرادة التاريخ "، ويوميء بالمعنى الفلسفي الهيغلي إلى : "تعيّن المطلق في التاريخ"، أي قوة حضور "إرادة الروح المطلق " في الواقع والحياة المعاشة، أو اشتداد تجوهر الوعي في الوجود وفق التعبيرات التصوفية الفلسفية الإشراقية للشيرازي ..
لكن الشيخ الدكتور صفوت يبسّط علينا الموضوع خارج تأويلات الفلسفة والتاريخ وما كان يمكن لنا أن نفهمه مجازيا أو نتأوله دلاليا، وذلك عندما يروي لنا حكاية (حدوته) ذلك الشيخ الذي يحضر في اللحظات الحرجة ليرفع معنوياتهم وييشحز هممهم بدعوتهم إلى صلاة بعض الركعات ليزول التعب وينكشف الكرب ... سيما في ذلك اليوم الحاسم قبل تنحي مبارك، حيث كانت مؤشرات الغيم تشير إلى أنها ستمطر مما كان يدعوهم للقلق لأنهم سيجبرون على مغادرة الساحة، فيأتيهم الشيخ مطمئنا ليدعوهم إلى "ترك الأمر لولي الأمر" .
ومن ثم يناديهم إلى الصلاة ويؤمهم فيها،وما أن تنتهي الصلاة حتى يتلاشى الرجل وتتلاشى معه الغيوم،وتتوقف السماء عن الإمطار بفضل هذا المرسىل الإلهي الذي لابد أن يشير في السياق الثقافي"الميثولوجي " الإسلامي إلى (سيدنا الخضر) عليه السلام، أو القديس (مار جريس أو جرجس) قاتل التنين وصاحب قصة (الجميلة والتنين) ..الذي تشبه مآثره اللاهوتية مآثر يسوع ذاته عليه السلام ... من حيث إحياء الميت، ومن ثم قتله من قبل ملك مصر الذي لم يصدق معجزاته...حيث تقوم الحكاية (الميثولوجية) على الاعتقاد بأنه ما يزال حيا يقدم خدماته الإنقاذية للمؤمنين النقاة والثقاة من أمثال الدكتور صفوت الذي يريد –من خلال هذه الحدوتة- أن يجعل من الثورة المصرية فعلا إلهيا، وكأن البشر المصريين غير جديرين بها ... أي يجعل منها فعلا إلهيا ليس بالمعنى الكلامي الفلسفي الإسلامي عن (القدرة والاستطاعة والقضاء والقدر)، بل بالمعنى الميثولوجي السحري الذي ينتمي إلى المسرح الإغريقي المؤسس على الميثولوجيا اليونانية وإستطالاتها الرومانية في نسيج المسيحية لاحقا، حيث مشاركة الآلهة للبشر حياتهم اليومية وأفعالها ومآسيها وملاهيها كما عكست لنا الملاحم والتراجيديات اليونانية والرومانية لاحقا، والتي تسللت تخييلليا وفنيا الى الفانتازيا الحكائية السردية الإسلامية ..
لكني أخشى أن لا تنشأ فتنة سياسية تأسيسا على هذا التأويل السردي الشفوي لـ (حكايا الجدات)، حيث يكون فحوى هذه الفتنة هو الاختلاف التاريخي بين (الإلهام النبوي المصري للدكتور حجازي)، والوسواس الشيطاني للدكتور البوطي والدكتور حسون في سوريا ليفتوا بمطاردة (سيدنا الخضر)، بوصفه (مندسا) ضليعا بالمؤامرة ضد النظام الأسدي ... وذلك لأن المصادر التاريخية تشير إلى أن قتل (الخضر أو مار جرجس) للتنين إنما تمت واقعته في قرية سورية على الحدود التركية، وربما ستكتشف المخابرات الأسدية أنها منطقة مخيمات اللاجئين السوريين، فيقتحموا المخيمات بحثا عن المندس (الخضر) بوصفه سوريا فلسطينيا وليس مصريا وفق رؤى الدكتور حجازي .
فإذا كان (الخضر) هو المفوض الإلهي لصناعة الثورة المصرية وفق القراءة الإخوانية للدكتور حجازي، فإن تعيّن هذه الحكاية وتجسيد أمثولتها بشريا يجب أن يكون من خلال الأخوان أنفسهم بوصفهم هم من التقى (الخضر) وصلى معه، فهم إذن ممثلوه – والناطقون باسمه- باسم الله الذي بعثه لتوقيف المطر عن الثوار !!! فهم والأمر كذلك الصانعون للثورة ووكلاؤها الإلهيون أي (حزب الله السني)... لأنهم أصحاب الفضل بمنع المطر من الهطول فوق المتظاهرين ....نتمنى على الأخوان المسلمين المصريين أن لا يتبنوا حكاية الدكتور حجازي كمشروع لفلسفة الثورة، وأن يتأولوا قول داعيتهم الشهير (حجازي) على أن هذه حكاية تدخل في باب الأدب والفن المستطرف في أبواب البيان المستظرف !!!
وذلك لأن الديموقراطيين والليبراليين الشباب واليساريين والعلمانيين –والأمر كذلك- غير مهيئين لممارسة هذا المستوى من المخيلة السردية القادرة على هذا الخلط الفانتازي بين الإلهي والأرضي بسلاسة تامة وعلى برنامج شهير كشاهد على الثورة كما كان الدكتور حجازي شاهدا عليها، لأنهم وفق المغزى السردي لهذه (الحدوتة) الطريفة الظريفة، سيكونون خارج فانتازيا الفعل الثوري هذا، حيث هم شديدو الجدية والصرامة المعرفية لعصر المعلوماتية ...
هذا ما يقوله الإسلاميون للشباب (الموتور المحرك للربيع المصري والعربي) في تفسير نجاح ثورة 25 يناير في شهادتهم عليها، حيث الفضل لهم فيها من خلال تدخل (سيدنا الخضر) في الموضوع وصلاتهم خلفه لحماية الثورة من البلل ... أما القوميون العلمانيون العروبيون المعادون للامبريالية والصهيونية جدا جدا كالدكتور عزمي بشارة، ،فهم يرون أن الثورة المصرية "تنصرف عن الأساسي"، عند محاكمة مبارك ونظامه حسب مفكرنا القومي الفلسطيني عزمي بشارة... حيث الأساس بالنسبة لبشارة محاكمة مبارك ونظامه على "موقفه من كامب ديفيد، وحصار غزة .."
فالشعارات التي حركت الجموع المليونية المصرية لم تكن-والأمر كذلك- للدفاع عن حريتها وكرامتها التي انتهكتها نظام مبارك وبلاطجته، بل ضد اتفاقيات كامب ديفيد !!! متفقا بذلك مع الخطاب القومي الممانع والصامد المتصدي ...حيث شعوبنا ترفل بالكرامة والسيادة والمواطنة والمساواة والعدالة والرفاه، ولا ينغص عليها عيشها الرغيد سوى الأمريكان !!
لم نجد لمناقشة هذه الأطروحة العروبو-إسلامية للمؤتمرات القوموية والإسلاموية، سوى أن نحيل الأخ بشارة إلى رد الشعب السوري على هذه الفكرة على الأرض، حيث أن حاكمه ووريثه الأسدي لنصف قرن (أبا وابنا) يعتقد أنه قد صان كرامة الشعب السوري وحريته من خلال رفضه لكامب ديفيد ...وأن الشعب السوري متفاهم ومنسجم ومتوحد مع رئيسه على عكس مصر مبارك ونظامه، وهو لهذا يقرر أنه لن تكون هناك انتفاضات وثورات ضده ...ما دام يصون كرامة رعيته التي لا تمتهنها سوى كامب ديفيد ...وأن مجرد الإعلان عن رفض كامب ديفيد تمنح آل أسد كل الحقوق على الشعب في الطاعة حتى ولو سلخوا جلود الناس وفق الفقه السلطاني للبوطي وأحباره من زمرته من وعاظ السلاطين ...حيث تأسيسا على مقولة أساسيات الأخ بشارة التي لم ينتبه لها الشعب المصري لها حتى الآن، وهي رفض كامب ديفيد، فإن السلالة التنينية لآل أسد ظلت تفح نيرانها على شعبها دون أي تدخل من (سيدنا الخضر أو مار جريس)،وظلوا يمارسون حقوقهم الأسدية ليس في إهانة كرامة شعبهم وسلبهم حريتهم بل وهتك شرفهم كرمى لعيون غزة وخالد مشعل وعزمي بشارة ...
حيث وفق المنظور القومي المقاوم، فإن البسطار القومي العروبي لا يهين جباه عروبة العرب ما دام هو بسطار الشقيق وخاصة الرفيق، إذ لا يهين هذا الجبين –وفق رسالة الاستبداد الخالدة - سوى البسطار الأمريكي والإسرائيلي الذي سرعان ما ألفوه واعتادوه وأدمنوه (ماسوشيا)،وفق تعبير الغزل المخنث عن (تبادل البقاء والاستقرار) الذي أطلقه سمسار تحالف رعاع وحثالات العالم السفلي للرأس المال المخصي وفق توصيفات ياسين الحافظ الرهيفة....
رغم أن الشعب السوري: عربا وأكرادا وآشوريين، والمجتمع السوري بكل فئاته الاثنية والدينية ...بل وكل ملله ونحله لم تتعرض للقتل والإبادة الجماعية واغتصاب النساء و تعذيب الأطفال من أحد في تاريخه القديم والحديث إلا في أيام المغول والتتار والبعث سيما في نسخته الأسدي ..
فإذا ما اعتمدنا الخطابين (الإسلاموي لحجازي والقوموي لبشارة) فماذا يتبقى للديموقراطيين الشباب من دور في الربيع العربي ؟؟؟



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - يسألونك - عن الرأي في لقاء وفد المعارضة السورية بالخارجية ...
- و(يسألونك) عن مؤتمر الدوحة إن كان مؤتمرا للمعارضة السورية
- كيف يصبح الربيع العربي ربيعا كرديا؟!
- خذلني بنو أهلي (الحلبيون ) عن الفخار بنسبي المخزومي لخالد بن ...
- اتحاد (تنسيقيات) الثورة السورية / وسقوط الخوف من (البعبع) ال ...
- أيها المنشقون اتحدوا
- بيان حول دعوة برنارد هنري ليفي للقاء 4 تموز في باريس
- ما الجديد في مؤتمر سميراميس ؟
- صوتنا في الخارج ليس سوى صدى لصوت الثورة في الداخل (الشعب يري ...
- الإرهاب الأسدي وأصدقاؤنا كرهائن في الداخل!!!!
- قسم الشرف للانضواء تحت راية ثورة الكرامة والحرية في سوريا !! ...
- نداء إلى الكتاب السوريين المنضوين في (-جهاز- اتحاد الكتاب .. ...
- غدا يوم جمعة: وحدة الغضب العربي وآزادي الكردي !!! هل سيعيش ا ...
- هل محنة المستقبل الديمقراطي السوري هي في قانون الطوارئ ؟
- خطاب رئاسي (شوزوفريني) ،أمام كومبارس برلماني مصاب بداء (ستوك ...
- نداء عاجل من الدكتور عبد الرزاق عيد /ضد النداء العاجل للشيخ ...
- بمناسبة الخروج ليوم الغضب في 12 أو 15 آذار
- المعارضة السورية : الإصلاح أم التغيير !!؟؟ الدعوة إلى الإصلا ...
- رسالة إلى شباب ثورة مصر المستقبل: كما تم تصدير ثورة يوليو 19 ...
- ولي الفقيه (خامنئي) ووكيله (نصر الله) يدعوان مصر إلى نموذجهم ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - -يسألونك- ماذا تبقى للديموقراطيين المصريين الشباب من الثورة المصرية ؟