انتظريني(1) إلى الشهيد/ سعدون محمد

سما محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1030 - 2004 / 11 / 27 - 08:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

ارحلي يا مدينتي،، و اتركيني..
أبعثر أيامي على غابات عطرك..
ارحلي و اختبئي..
فعاصفة الموت قادمة..
ستقلع السنابل و النخيل..
ستقطع أطراف ثوبك الأبيض..
لا تسألي عني..
ارحلي..
لا تلتفتي نحوي.. و خذي معك رايتي الحمراء..
و ادفني في الثرى منجلي و المطرقة..
اسقيهما بدمي ..
ستنبت الأرض بالسنابل و النخيل ..
و إن جاءت العاصفة تارة أخرى..
اجتثي منجلي و المطرقة ..
و عندما تنتهي العاصفة ..
ازرعيهما ثانية ..
ارحلي..
و احفري اسمي فوق صدرك..
و انحتي صورتي على جفنيك الطاهرين..
ارحلي..
ستطحنك القبعات العسكرية لو رأتك بعيني..
لا تنظري يا مدينتي الي بازدراء..
و لا تغاري حين أقول إنها حياتي و هلاكي..
نذرت ذا العمر لأجلها..
اقدس الموت لأجلها..
ليس لدي مجال في قلبي لامنحه الآن لك..
تعرفين إن الموت لاجلها عذب مثل دجلتنا الحزين..
انا لست سوى فلاح..
أو عامل..
انا لست سوى شاعر ، أو مناضل ..
انا لست سوى فكر..
انا لست مال..
انا ثروة..
انا يا مدينتي ، مبادئ..
انا ثورة . .
و راية حمراء..
و انتم بشر..
تريدون خبزا و مدارس..
تريدون ثيابا..
أما انا يا حبيبتي
فاكتفي بهذا المعطف الرث..
و كسرة الخبز المتيبسة..
و كتاب..
انا اكتفي بذكر الرفاق..
و اسري ليلا ..
أوصل البريد للخلية الثانية..
انا يا مدينتي اكتفي بان التحف الثلج الكردستاني حين ابرد ..
اكتفي بان اشرب الشاي الحار ،، في حضن الجنوب الملتهب..
انا يا حبيبتي..
لا أوزع ميراثا إن مت..
فليس لدي ما يرثه الناس عني..
سوى مبادئ قاومت الموت..
و سيأخذ الرفاق من بعدي..
فماذا تريدين مني..
انا لست سوى حطب سيصبح يوما ما صخرا
لابني فوق رفاتي ..
وطنا..
عراقا..
انا يا حبيبتي..
ولدت لأرحل..
و رحلت ليولد عراق جديد..
عراق حر..
عراق لا يعرف للقهر و الكبت و الموت بابا..
مت ، لأغسلك بالمطر..
لألملم هموم الرفاق الكادحين..
لابطل مفعول القنابل بدمي..
لأنفجر بالسيارات المفخخة و الرصاص المريب..
و افجر في القلوب ..
الثورة الحمراء..
لأقتل بشرف..
كي لا يموت الفجر ظلما..
لأحميك بموتي..
و احمي وطني..
رحلت ، ليمسح دمي شطآن ثوبك الأبيض..




27-11-2004

* طالبة عراقية

#سما_محمود_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات