أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت














المزيد.....

تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 04:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهر آب من كل عام هو موعد لتقييم العلاقات الخارجية للعراق لأنه يذكرنا بأهم أزمتين غيرتا تاريخ البلاد والمنطقة وأثرتا بشكل كبير على العلاقات الدولية، الاولى الحرب العراقية الايرانية التي انتهت في 8 آب 1988 بعد ثمان سنوات من اندلاعها، والثانية غزو صدام للكويت في الثاني من آب 1990، وما اعقب ذلك الغزو من حصار وحرب وعقوبات وازمات قادت اخيرا الى الاطاحة بنظام صدام عبر قوة دولية تزعمتها الولايات المتحدة.
يعيش العراقيون هذه الايام حالة من الاحباط تجاه مسار العلاقات الخارجية، فالازمات مع البلدين الجارين على حالها وتبدو أحيانا أشد تعقيدا مما سبق ويبدو العراق وجاريه في حالة عجز عن ايقاف تصاعد الازمات وهو الامر الذي يسمح بصعود الاصوات المتطرفة في البلدان الثلاثة.
ليس جديدا القول بأن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تنجح في وضع سياسة خارجية واضحة ومحددة المعالم وربما لم تحاول أصلا وضع مثل هكذا سياسة اما بسبب العجز او بسبب الظروف المعقدة التي مرت بها البلاد لكن الاشد خطرا هو هيمنة فكرة مبسطة عن السياسة الخارجية في العمل السياسي العراقي تنحصر في ممارسات واقوال سطحية مثل تبادل كبار المسؤولين والوفود الرسمية وغير الرسمية للزيارات وفتح السفارات وتبادل التهنئة في المناسبات الرسمية والدينية وغيرها وتوقيع بروتوكولات تفاهم عابرة واذا كانت هناك ظروف معينة قد تسمح بتقبل هكذا فهم مبسط لكن ظروف العراق لا تتقبل هذا الفهم في كل الاحوال.
النظام السياسي الجديد في العراق انغمس بالحلول السطحية للازمات مع ايران والكويت رغم ان مكونات النظام السياسي تعرف الى حد اليقين ان تلك الازمات تتحكم بشكل فاعل في الداخل العراقي ومع ذلك لم تهتم بتصفية تلك الازمات، بل إن هذه المكونات عرقلت بشتى الاساليب اي محاولة لتبني سياسة خارجية موحدة وقوية خلال السنوات الماضية وتعاملت مع الموضوع وفقا لحسابات شخصية وحزبية وفئوية.
مسؤولية تصفية الازمات القائمة بين العراق مع كل من ايران والكويت، لا تقع على عاتق العراق وحده بل إن جاريه مسؤولان بشكل كبير ليس فقط عن تصفية الازمات القديمة بل أيضا عن عدم ايجاد أزمات جديدة او الايحاء بأن اوضاع العراق الصعبة تمثل فرصة لهاتين الدولتين من أجل التجاوز على حقوق العراق او تحقيق مكاسب على حساب مصالحه، خصوصا عندما يتعلق الامر بحياة وعيش المواطنين البسطاء المهددة بقطع المياه والقصف والتجاوزات الحدودية والتضييق على الصيادين وغيرها من الممارسات اليومية.
على جيران العراق الانتباه الى وجود خطين يتصارعان في العراق فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، الاول يتمثل بالخط المعتدل الذي يميل الى الهدوء وحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الخارجية وتسوية الازمات عبر الحوار، ويتكون هذا الخط من عناصر تنتمي الى جميع التوجهات السياسية والفئات الاجتماعية، وفي مقابله هناك خط متشدد يعتبر سياسة القوة والتطرف هي الانجع في حل المشاكل الخارجية ويستند في ذلك أحيانا الى ذاكرة مشوهة ترى ان منهج صدام منع الجيران من إيذاء العراق، وهذا الخط المتشدد يتكون أيضا من عناصر تنتمي الى جميع التوجهات السياسية والفئات الاجتماعية، ولا نكشف سرا اذا قلنا ان هذا الخط بدأ يحرز تقدما بين اوساط البسطاء وذلك بسبب لا مبالاة دول الجوار العراقي بما يطرحه العراقيون من معاناة أولا ولأن الخط المعتدل في العراق لا يحقق نجاحات ملموسة ثانيا.
العراق لن يكون بوابة شرقية مرة أخرى وهو خلافا لأراجيف الطائفيين لن يكون حربة طائفية في جنب أحد تحركها يد أخرى، وهناك أسباب موضوعية تمنع العراق من القيام بأي من الدورين وهي اسباب تتعلق بالعراق اولا ومعادلاته الداخلية وبالمنطقة ومتغيراتها ثانيا، واجواء الثمانينيات لن تعود أبدا، والحل الوحيد هو اتخاذ قرار بتصفية ازمات العراق مع ايران والكويت وهو قرار يتحمله العراق وايران والكويت.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات


المزيد.....




- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...
- رئيس -الاستعلامات المصرية-: مصر الأكبر عسكريا وتدافع عن أمنه ...
- -بلومبرغ-: الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بشبه جزيرة القرم ...
- -القاهرة الإخبارية-: حماس لا تزال تدرس مقترحات الوسطاء
- هل يتخلى ترامب عن تسوية نزاع أوكرانيا؟
- توقف مؤتمر صحفي في البيت الأبيض لترامب بعد إصابة طفلة بالإعي ...
- إسطنبول تستضيف مؤتمرا بشأن فلسطين
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصرين من حزب الله بجنوب لبنان ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت