أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-














المزيد.....

أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 19:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى أرواح الشهداء ..أخص بينهم ابن بلدتي" معن العودات.
أقتل غيرتي بالصبر، بالأمل..بتعود الانتظار..أغار منهم..من جرأتهم..من إقدامهم..من انتحارهم الواضح..لأنه انتحار..ينشد الحياة ولا ينشد الموت..أود من قلبي أن أكون معهم..بينهم..أتقمص روح أحدهم..ولو لساعة..أن أعيش ليلهم النهاري..ولذة المغامرة والاندفاع..أن أدخل رأس أحدهم وأقرأ مايدور فيه..من لحظة استيقاظه وخروجه من البيت ..خلسة ربما ..أو مودعاً أمه وطالباً رضاها محملاً بدعواتها..أرافقه مشواره..قراره..خطته مع رفاقه..نشيده وصوته...أمرر يدي على جراحه..أمسح دمه القاني وأضفط بكلتا يدي كي أنقذه..أنزع منديلي ...قميصي كي يدفأ جسده المصاب..هل أستطيع رؤيته مضرجاً؟ !.ألست أماً؟..كيف يمكنني أن أعيش هذا الهول؟!..بقدر مايبعث الفرح..يحمل الرهبة.يحمل المخاطر ويرفرف في ذرات مكانه ملاك الموت..محمولاً فوق بنادق لاتتوقف عن حصد الأرواح..
غيرتي انبثقت فجأة منذ خروجهم للنور بعد أن كانوا من سكان الكهوف المتآخين مع الليل..علاقتي بالكون توطدت من خلال الكلمة والقلم..اعتقدت أن حضن الورق الأبيض يكفيني، حين أغرقه بحبري وألَوِّنه بسطوري المزركشة بالخبر والتعليق والتدقيق..لينضج فاكهة أقدمها ناضجة أحياناً ..وفجة أحياناً أخرى..وكله يتناسب وانفعالي وتفاعلي مع الحدث..مع مزاجي حوله..وماعلق في دخيلتي منه..مايؤلمني فيه وما يقض مضجعي..مايحزنني ومايثير غضبي..لكنه بكل تفاصيله يتعلق بهم قبل أن يولدوا من جديد..بهم قبل أن يشفوا من خرسهم طويل الأمد..علاقتي بهم وصلت إلى يأسي من انتمائهم للإنسان..من قدرتهم على النطق..من تخلصهم من جلود الخراف والأرانب ..واستعادتهم وهج التوق للحرية والرجولة التاريخية....حملوا قلوبهم دفاتراً تخطط وتحتضن ألم الوطن ..توقظه من غيبوبته..لاتفارقهم البسمة ..كما لايفارقهم الغضب والتعقل قبل الاقتحام..اقتحام بحورٍ متلاطمة الأمواج صلدة الأبواب..تحملهم قوارب ايمانهم بالغد..ايمانهم بصنع وطن يأملونه..يحولون أحجار الأرصفة لأيقونات..هذه أيقونة" حمزة"..وتلك أيقونة تامر..وثالثة" لِ ليال" وأخرى موسيقية الصدى يصدح رنينها بصوت" إبراهيم قاشوش"...
وهنا..هنا بالذات في مقبرة الأحرار..مقبرة الشهداء نبت الأقحوان ..في نفس المكان..حيث اعتقد المجرم أنه اصطاد روح" معن العودات"!!
...هذه الشقائق تنطق وترسل بإشاراتها..أنهم "ماقتلوه أبداً..ولكن شبه لهم"!..هو ينظر مبتسماً ليوسف..يخاطب وجهه البريء..لم ينالوا مني يابني..إنك من يحمل راية المسيرنحو بناء وطن قضيت دونه لتعيش وأخوتك حلمي به حراً شفافاً كروحي...بشغف المحبة ومقدارها اللامتناهي..أعود كل يوم لحلقات الرفاق..أجول بينكم بصوتي بهدوئي وتماسكي...لا أريدكم أن تفقدوا نكهة السلام ولا روح المحبة والأخوة..روح المواطن السوري..المنتصر بسلميته على بطش الغزاة البرابرة..
ياعصافير قلبي الكبير الصغير..حيث تغفوا عيونكم ينبت العشق زهوراً..في كل مساء ستشعرون بهمهماتي تدخل تحت ياقاتكم..وتشم رائحتكم واحداً بعد الآخر..وترقد إلى أن يبزغ الفجر..ثم أستسلم ليد السماء مكرهاً..حين تهجع نهنهات جدتكم وأمكم..يتلمس الرفاق طريق الصعود والعبور فوق جسر الحرية الرابط بين درعا البلد ودرعا المحطة..
سترون صورتي تمتطي شرفات البلد..وثمار الزيتون في بساتين حوران ..تعتمر لون عيوني..وتنزف زيتاً مقدساً تلتئم به جراح الرفاق المصابين..إذن لا تعتقدوا أبداً أنهم نالوا مني..فأنا الحي الباقي..في غبطة الفرح القادم..يصول ويجول وينشد..مع الأطفال في مدارسهم..معكم..في فصول عام قادم مختلف اللون والطعم...لأن فاكهته نضجت على وقع قطرات النزف اليومي..لأرواحنا..الفارة من قيود الطغاة.
ــ باريس 13/8/2011



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة
- النَفَس الأخير في نسل الهمجية
- النازيون الجدد
- إلى أين تأخذ سوريا ياسيد بشار الأسد؟
- الراعي الكذاب
- فيلم سوري رديء
- زهرة من دم
- سوريا بين الأمس واليوم
- المدن السورية تعلن القيامة
- إلى درعا الحرة- سيدي بو زيد السورية-
- امنعوا انتصار الاستبداد، امنعوا الطاغية من قتل شعبه.
- (غرغرينا ) النظام السوري
- ظاهرة تراجيديا الاستثناء في شخصيات الزعماء


المزيد.....




- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-