ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 16:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مات محمد ولم يدفن حتى كاد ان تفوح من جسده رائحة الجيف النتنة نتيجة اهماله من قبل الأتباع , بعد ان الهاهم التدافع السياسي بسقيفة بني ساعدة عمن يخلفه .وعند الأقدام على غسله ليوارى التراب, الفي ان بطنه قد بدأ يعلوه اللون الأزرق .كيف لا وقد اهمل جثمانه وهو بشبه جزيرة العربان الشديدة الحرارة, وهونت المصالح الدنيوية على خدام عقيدته نسيان امر التعجيل بدفنه ,وهم القائلين بوجوب التعجيل بدفن موتاهم؟ ولم يتذكروا الاههم الا بعد ان صاح فيهم احدهم[من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت].
انه الواقع والمصالح الدنيوية التي لا تستطيع الخرافة الصمود امامها, وان تمكنت من الألباب.
سقيفة بني ساعدة وديموقراطية المسلمين:
بعد ان علم بعض من صحابة محمد بوفاته هرولوا الى سقيفة بني ساعدة ,بعضهم خفية من بعض املا في الحصول على التزكية في شان خلافته, ولم يولي احدهم امر قوله لهم (امركم شورى بينكم) أي اهتمام. فنسوا ان الشورى انما تستلزم اخبار المسلمين بواقعة الوفاة, وايلاء جثمان من اعتبروه عديم الشبيه والمثيل في الماضي والحاضر والستقبل ما يستوجبه وهو في آخر لحظاته فوق التراب, ليحددوا بعد ذلك مكان وزمان واطراف الشورى وينتهوا باختيار من يرونه الأحق والأجدر بهذه الخلافة. وهم قلب واحد ولسان واحد, ما دام انهم وكما يزعمون لا يجتمعون على ظلال. غير ان الذي ساد الجمع انما هو المكر والخداع والدسيسة . فسبق الأنصار الى السقيفة املا في اختيار احدهم في غيبة المهاجرين. غير ان عمر بن الخطاب وبمجرد ابلاغه الخبر هب الى ابي بكرفاسرعا الى السقيفة ليتبارى الطرفان في الخطابة بشان الخلافة التي كان عليهم تاجيل امرها ولو لما بعد ان يوروا جثمان كبيرهم الثرى على الأقل. غيران الأولوية كانت له وهو على قيد الحياة نفاقا وتملقا, لتسقط الأقنعة وتظهر وجوه اصحابه على حقيقتها ويسمع قول قائل منهم[منا امير ومنكم وزير] وقائل آخر [منا امير ومنكم امير] وينهي عمر بن الخطاب الكلام بقوله[هيهات لا يجتمع سيفان في غمد والله لا ترضى العرب ان تؤمركم وفيها من غيركم ولا تمتنع العرب ان تولي امرها من كا نت النبوة منهم فمن ينازعنا سلطان محمد ونحن اولياؤه وعشيرته؟] انها الهوية العربية لا الهوية الأسلامية هي التي اعتمدت وفعلت, تجاوزا لما ينص عليه دينهم (ان المسلمين سواسية كاسنان المشط) و[لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى]. فلم تراعى هذه التقوى بل ولم تراعى الكفائة والمقدرة وغيرها من متطلبات الرآسة حتى. فكانت الغلبة للفكر الماقبل الفكر المحمدي او ما اسماه العربان انفسهم بالفكر الجاهلي. فما اختير من قرآن محمد وسنته الا ما يزكي الفكر الجاهلي المعتمد عليه في عملية الأختيار من عرب وآل البيت, لأن المصالح الدنوية اقوى من ان تتجاوز ويتم التغاضي عنها, عملا بكثير مما اورده محمد في كتابه من مثل (انما الحياة الدنيا لعب ولهو) او غيرها, ما دام ان اصحاب محمد قد ادركوا ان الواقع عصي على ان تروضه وتتحكم فيه الميتافيزيقا. فكانت بذلك سقيفة بني ساعدة شاهدة على انطلاق تاريخ استغلال الدين لتبريراحقية مزعومة لتولي السلطة بجلاء ووظوح بعد ان كان محمد يعتمده بالتحلة والتحريم بما يحقق له اهدافه من مثل تطليق زوجة احدهم للزواج منها وتبريرمعاشرته لزوجة ابنه بالتبني. ويستمر مذاك تصريف عقيدة محمد بما يحقق للعربان استغلال الغير باسمه , بدآ من ركوب الخيل واخراج السيوف من غمدها لغزو شعوب مسالمة وحملها على اتباع مضمون عقيدتهم قسرا. فكان السبي والنهب وقطع الرؤوس .كيف لا وهم يعتبرون انفسهم خداما لرسالة من السماء اختارتهم دون غيرهم وبلسانهم فكانوا بذلك في اعتقادهم على صواب وكان غيرهم على خطأ, مما يبرر افعالهم الأجرامية حتى انهم نسوا ان ما رغبوا في نشره انما هو فكر يستلزم مخاطبا يتقن لغته حتى يتبين له الخيط الأبيض من ألأسود مما يزعمون. غير انهم لم يعيروا الأمر اية اهمية ففرضوا على الغير وهو لا يعلم من لغتهم شيآ(قل اشهد ان لا الاه الا الله وان محمدا رسول الله) ليكررها المغلوب على امره وهو لا يفقه في معناها ولا هو في ذلك راغبا .ووصفوا بعد ذلك الشعوب التي ابلغوها فكر كبيرهم عن طريق الغزواة الدموية المذكورة بالعالم الأسلامي . فنخروا جسمها وفكرها وخربوا عاداتها وتقاليدها بل جردوها من هويتها وعرضوها لعمليات غسل ألأدمغة .حتى انهم حرموا زواج انثاهم بالكتابي الا بعد اشهار اعتناقه الأسلام دينا امام شاهدين منهم ويبدل اسمه باسم من اسماء العربان بينما اجازوا زواج ذكرهم بالأنثى الكتابية وهي على عقيدتها لما يعلمون من ان هذا الزوج سوف يغلب اوامره ويخضع هذه الضحية لتجاريه في عقيدته وتتخلى عما كانت عليه, سيما بعد ان يضع لها اغلال الأمومة, ليبوؤا بذلك فكرهم الذكوري المكانة التي لم يستطيعوا التخلص منها حتى وقد اوقع فيهم محمد بفكره انقلابا ما كان منتظرا, وهم الجنس الذي سجل عليه التاريخ كرهه الشديد للأنثى حتى بلغ بهم الأمر الى دفن مولوداتهم وهن على قيد الحياة , ودون ادراك منهم الى ان هذه العمليةانما هي بمثابة قطع لشجرتهم والى الأبد. انه الأسلام فهو دينهم مادام وسيلة مثلى لتحقيق مبتغاهم من الحياة الد نيا .له مفسروه وشراحه لا يسمح لغيرهم تولي امره خوفا منهم من الأختراق من قبل ذوي الألباب وفظح نياتهم وما يبيتون. فتبارى اولي الأمر منهم وتنافسوا في وصف انفسهم هذا سيف الله المسلول وذاك امير المؤمنين بل وحتى خليفة الله في ارضه , لا تنتزع من يده السلطة التي له لأنها من عند ربه , فخصص العطايا لخدام العقيدة ممن اختيروا لنصرته واعلاء صوته وحمل المأمورين على اطاعته باعتماد الفتاوى المستخلصة وفق المرغوب فيه من افكار محمد واقواله وافعاله وبطريقة ما اسموه بالعنعنة التي لم يهتدي اليها غيرهم , ويفتح بذلك الباب واسعا امام اعتماد النص القانوني الوظعي بعد ان فرض الواقع والتطورالبشري في سائر المجالات وجوب اعتماده, لأستحالة مسايرة التشريع الديني للوقائع والأحداث المتغيرة والمتطورة عبر الزمن, من مثل قانون تنظيم السير على طرق العربات ذات محرك الى قانون الملاحة الجوية والنقل البحري وغير ذلك مما يتطلب تنظيما لم يكن في حسبان الفكر المحمدي المحكوم بالبيئة التي عاشها والذي طعمه بافكار ميتافيزيقية سابقة حتى عن وجوده بعد ان اخذ منها ما يلائم مبتغاه. وحيث انه لم يبقى مجال لأستعمال السيف كما الف خدام ألأسلام في نشره بالنظر الى الضعف والهوان الذي اصابهم وشعورهم بالمصير المحتوم المتمثل في الهزيمة النكراء التي سوف تكون نتيجة لأعتمادهم العنف المجرد في سبيل فرضه ,رجعوا للنهل من ينابيع المكر والخداع والدسيسة التي اعتمدها اسلافهم فكان الرهان على محاولة الفرض بالقانون.
الفرض القسري للأسلام بالقانون:
من المعلوم ان خدام عقيدة محمد لا يستقرون كما لا يجتمعون على راي خلاف ما يزعمون انهم لا يجتمعون على ظلال. فمنهم من يكتفي في اعتبار الغير مسلما لمجرد تصريحه بالشهادتين ومن لا يعتبره كذلك الا اذا مارس الشعائر المفروضة من صلاة وصوم وغيرهما ,بل منهم من يذهب ابعد من ذلك الى وجوب الغوص في النصوص الدينية والعمل بها من مثل الجهاد في سبيل الله الذي يختلفون في مفهومه ومعناه .فهم يقتصرون على الشهادتين مثلا متى صرح بها ابوين ليعتبروا ابنائهما مسلمين دون اعتبار لأرادة هؤلاء الأخيرين . لتفرض عليهم عقيدة ما استشيروا في امرهم بشانها, ويتعرضون لتطبيق حد الردة في حقهم متى تبين اتيانهم ما يفيد عدم اعتناقهم لها .وتفتق ذهنهم على فكرة فرض الوجود بمقتضى نصوص قانونية يدخلون بها ما امكن من المجالات المنظمة لحياة الجماعة البشرية التي يتواجد بها خدام هذه العقيدة مما يعتبر اسمى قوانينها الذي هو الدستور الى غيره من القوانين, التي يعتقد ان من شانها حما يتها والحيلولة دون الخروج منها افواجا. فتنافس واظعوا دساتير الدول التي تعول على العقيدة المحمدية لما تجده فيها من معين وخادم لبقاء ودوام انظمتها على التنصيص على ان الدين الرسمي لها هو الأسلام. حتى تظمن لنفسها استغلاله كلما اقتضت الضرورة ذلك مستفيدة من وجودها الغير مشروع اساسا ,باعتبارها انظمة مفروضة قسرا على هذه الشعوب ومستبدة في تصريف شؤونها, لتظع بذلك من النصوص القانونية المنظمة لتدبيرها وفق ما تراه يخدم مصالحها وتغلق الأبواب على كل معارضة قد تظهر من اوساط جماهير شعوبها, سيما ان هذه الشعوب انما تظم ملحدين ولا دينين الى جانب معتنقي ديانات اخرى غير الأسلام الذي اريد له لوحده ان يكون دينا للدولة , بعد اللعب بورقتها الرابحة على الدوام والتي هي عرض مشروع الدستور على الأستفتاء الشعبي لأظفاء المصداقية عليه مكرا وخداعا باستعمال موارد الدولة للدعاية لأيجابيته الى جانب اسغلال الأمية التي لا ترغب هذه الأنظمة العمل على تخليص شعوبها منها, لما سوف تواجهه من تحدي من قبلها ورفض السير على النهج الذي ترسمه لها متى تعلمت في مؤسسات تعطي عملية التربية والتكوين حق قدرها وفق ما يقتظيه ما حققه الفكر البشري من تطور. لتكون بذلك دولة او نظاما لفئة من الشعب دون غيرها, حتى مع زعمها احترام ممارسة الغير لشعائره الدينية الخاصة مادام انها تجعل من فئة ما يعتبر مسلمين اسمى من غيرهم بعد حصارغيرهم وفرض تصرفهم في حدود لا يمكن تجاوزها حماية لعقيدة الدولة والجماعة الخادمة لمصالح نظامها .فتفتح باب التبشير واسعا امام هذه الفئة بل تمول عملها من بناء مساجد من اموال دافعي الضرائب بمن فيهم من ليس منهم الى اداء ثمن افرشتها واجور اامتها الى وضع نصوص تمنع علي غيرهم القيام باي عمل من شانه المساس بسمو الفئة المذكورة من مثل حرمانهم من محاولات النيل من صحة العقيدة المنتقاة المذكورة تحت اعتبار من يقدم على ذلك مرتكبا لجنحة زعزعة عقيدة مسلم, التي ستفظي به الى الرمي به باحدى زنازن سجون النظام واعتباره بذلك مواطنا من الدرجة الثانية. كما يحرم عليه الأفطار جهرا في شهر صيام المسلمين تحت ذريعة وجوب احترام هؤلاء وهم بصدد ممارستهم لشعائرهم الدينية ليكون بذلك التنصيص على احترام الحق في ممارسة الشعائر الدينية انما تم لفائدة المسلمين دون غيرهم.
ان الأسلام باعتباره الدين الوحيد الذي اعتمد العنف المجرد على فرضه فان خدامه بعد ادراكهم لأستحالة اللجوء الى هذا العنف كاداة لذلك في عصر غير العصر الذي فعل فيه ,حاولوا ويحاولون تحقيق نفس الغاية عن طريق العنف المعنوي الممثل في الفرض القانوني له ,علما منهم انه دين لن يقبل به عاقل ان اعتمد الأقناع وسيلة لنشره لظعف فيه في ذاته وليس في خدامه فحسب.والى ان تفرض الشعوب ارادتها في اعتماد الديموقراطية اداة وحيدة وفريدة في تدبير شؤونها فان تحالف خدام هذه العقيدة مع ممثلي النظام امر يتعين النظال المستميت من اجل هدم اسسه لغاية التخلص منها, وتحقيق المساواة في المواطنة وما تقتظيه من حقوق وتفرضه من واجبات.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟