أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - سأظل أقتلكم حتى ترفعو السلاح














المزيد.....

سأظل أقتلكم حتى ترفعو السلاح


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انطلاقة انتفاضة الشعب السوري في الخامس عشر من شهر آذار من هذا العام في سبيل حريته وكرامته وبناء نظامه المدني الديمقراطي، وهي تحرص على طابعها السلمي، مستلهمة انتفاضات الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن، مدركة أن قوتها في سلميتها. وفي المقابل، حاول النظام أن يرد عليها بوحشية من خلال توجيه آلته القمعية المعدة لمثل هذه الحالات، وعندما لم تكفه أجهزته الأمنية استعان بشبيحته من العناصر شبه العسكرية الذين أخذ يحشدهم من العاملين في أجهزة الدولة ومؤسساتها وشركاتها، وفي بعض الحالات استعان بطلاب الجامعات. في مواجهة آلة قمع النظام، التي ازدادت تغولا وبطشاً لافتين، ردت الانتفاضة بإنزال مزيد من جماهيرها إلى الشوارع بصورة منظمة، وبعزيمة وتصميم مذهلين على الحفاظ على سلمية التظاهر، وقد بدا ذالك جليا في حماة حيث رسم المتظاهرون بأجسادهم علم سورية. وعندما كادت تخرج مدن بكاملها عن نطاق سيطرة النظام زج أخيرا بالمؤسسة العسكرية إلى جانب قواه الأمنية وشبيحته، في توظيف لها خارج نطاق مهامها الأصلية، مما اخذ يعرضها لمخاطر شتى. والحجة الرئيسة التي يسوقها النظام لتغطية ممارساته القمعية هي أن سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تستهدف نهجها الممانع، وهي حجة لم تعد تنطلي على أحد. وكلما أصرت الانتفاضة على سلميتها كلما تصاعد الرد العنيف عليها، وكأن لسان حال النظام يقول: سوف أستمر بقتلكم حتى ترفعوا السلاح في وجهي، وتبرهنوا على حجتي في وجود مؤامرة خارجية على سورية تنفذها عصابات مسلحة. غير أن جماهير شعبنا المنتفضة فوتت عليه هذه الفرصة ولا تزال مصرة على سلمية حراكها الشعبي رغم سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوفها، تجاوز، في تقديرات مختلفة حدود الخمسة آلاف شهيد بين مدني وعسكري، وأكثر من عشرين ألف معتقل ومفقود.
في البداية تحركت آلة قمع النظام تحت ذريعة خطة بندر بن سلطان التي عملت على ترويجها إعلاميا، خصوصا في مناطق الساحل السوري، ليتبين لا حقا أن لا وجود لمثل هذه الخطة، وهي لا تعدو كونها من فبركات أجهزة النظام الأمنية. لينتقل النظام بعد ذلك إلى قصة الإمارات السلفية المزعومة التي روج لها على نطاق واسع وخصوصا خلال قمعه للانتفاضة في اللاذقية وبانياس وتلكلخ وغيرها من المناطق السورية، ليتبين لاحقا زيف كل ذلك، وأن المسألة برمتها هي من اختراع النظام وأجهزته أيضاً. لم يعد احد اليوم يسمع بخطة بندر بن سلطان، ولا بقصة الإمارات السلفية المزعومة، ليستبدلها النظام بقصة أخرى تتعلق بوجود عصابات مسلحة تعتدي على المدنيين والعسكريين، وتدمر المنشآت العامة والخاصة. ولم يوضح النظام ما هي هوية هذه العصابات، و كيف ظهرت فجأة في المدن السورية، ومن يقف وراءها ويسلحها ويمولها إلى غير ذلك من أسئلة، لا يملك أحد الجواب عليها سوى النظام ذاته، لأنها ببساطة من فبركاته، ليبرر بها قمعه الوحشي لانتفاضة الشعب السوري الباسلة في مختلف مناطق سورية. ولن يمر وقت طويل حتى يتبين بطلان مزاعم النظام الجديدة، غير أن الثمن سيكون باهظاً كما تشير جميع المعطيات الواردة من حماة ودير الزور وغيرها من المناطق السورية. لقد تسببت محاولات النظام قمع انتفاضة الشعب السوري في محافظة إدلب وخصوصا في جسر الشغور وجبل الزاوية إلى نزوح آلاف المواطنين من بيوتهم وقراهم وبلداتهم إلى تركيا، عداك عن سقوط مئات الشهداء من المدنيين والعسكريين في جسر الشغور. وتكرر الأمر ذاته في درعا وتلكلخ، وهو يتكرر اليوم في اجتياح الجيش والقوات الأمنية والشبيحة لمدن محافظة دير الزور ،ومحافظة حماة، ومحافظة ريف دمشق.
وإذا كان النظام لا يعرف سوى القتل والمزيد منه، فإن الشعب يصر على الطابع السلمي لانتفاضته الباسلة، رغم كل محاولات النظام لزرع بعض عناصره في صفوفها، ورغم كل الفبركات الإعلامية المفضوحة، التي اختبرها شعبنا في أكثر من مكان وفي أكثر من حالة. ومع ذلك يبقى السؤال حول وجود ردود فعل "مسلحة" من قبل بعض جماهير الانتفاضة تجاه قوى النظام الأمنية سؤالا مشروعاً، خصوصا وأن هناك عدد كبير من العسكريين والأمنيين قد سقطوا ضحايا في مواجهات مع المنتفضين في أكثر من مكان. وسوف يظل محل شك القول بأن بعض العسكريين يشتبكون مع بعض الأمنيين هنا أو هناك، أو أن العسكريين الذين يقتلون ما هم إلا منشقين عن زملائهم، إلى غير ذلك من الأجوبة التي ترددت كثيراً. بطبيعة الحال لا يمكن استبعاد مثل هذه الأجوبة واعتبارها خاطئة كليا، لكن الصحيح أيضاً أن هناك بين المتظاهرين من أخذ يحمل السلاح دفاعا عن نفسه، أو ثأراً لقريب صرع أما عينيه، أو منعا لاقتحام بيته أو حارته أو شارعه من قبل الشبيحة خصوصاً، في تعبير واضح عن فقدان الصبر والتحمل. وهناك أيضاً بعض المجموعات مثل المهربين ومن في حكمهم قد استغل الحراك الشعبي، لتنفيذ عمليات قتل ضد مدنيين وعسكريين من أجل الترويج لتجارة أدوات القتل والإجرام، وقد اعتقل بعض هؤلاء،وكانوا من حاشية النظام، واخلي سبيلهم لاحقاً دون أية محاكمة. ولا نستبعد، وإن كنا نفتقر إلى الدليل، أن تكون بعض المجموعات الإرهابية قد استفادت من الوضع العام في البلد، لتمارس هواية القتل التي تجيدها. ومن نافل القول التأكيد على أن ظهور بعض المظاهر العنفية في حراك الشارع، أمر متوقع كنوع من الاستجابة لعنف السلطة ضد المتظاهرين. غير أن كل ذلك يندرج تحت عنوان: عوارض الانتفاضة، ولا تعبر أبدا عن هويتها وجوهرها السلميين. ولقد كنا مرارا قد نبهنا إلى أهمية عزل كل من يخرج على سلمية الحركة الاحتجاجية في الشوارع، تحت أية ذريعة كانت، وإلى ضرورة التمسك بخيارها السلمي في مواجهة الخيار الأمني العنيف للسلطة، لأن قوتها تكمن فيه بالضبط. لا يمكن هزيمة النظام بالعنف، بل بالتظاهر السلمي، عداك عن أن تعميم العنف سوف يقود البلد إلى الدمار وهذا ما يريد أن يقوله النظام: إما انأ أو الدمار، وجوابنا ينبغي أن يكون أنت هو الدمار الذي نرفضه.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات اجتياح حماة
- مجريات وثائق المؤتمر التشاوي لبعض المستقلين والمعارضين غير ا ...
- قراءة متانية في خطاب الرئيس بشار الأسد
- قراءة في رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سورية السياسي
- عبد الرزاق عيد وإعلانه في الخارج
- بمثابة مبادرة وطنية للانتقال السلمي المتدرج والآمن من النظام ...
- أفاق الزمن القادم
- الثورة في تونس وفي مصر بين القطع البنيوي والقطع التطوري
- عندما ينكشف المستور
- ليس بالخبز وحده يحي الإنسان
- شفافية الاقتصاد السوري
- حداثة أم تحديث؟!
- الدولة الحديثة في المفهوم وفي التاريخ
- ماهو النظام السياسي الملائم للعرب؟
- في العلمانية وأشياء اخرى
- ما بين تركيا وإيران
- الصحوة الإسلامية: الأسباب والنتائج
- أنتم الأمناء لخزيكم
- الطريق السوري إلى الديمقراطية
- الأزمة المالية العالمية ونذر الركود


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - سأظل أقتلكم حتى ترفعو السلاح