|
إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطته مهمتنا
سامان كريم
الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 08:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطته مهمتنا العملية السياسية الراهنة ، والأوضاع الثورية في العراق والمنطقة ! -3- في مقالي السابق حول بحث الأوضاع السياسية في العراق ، كتبت ما يلي : " إذن الحركتان ضمن إطار طبقي وسياسي واحد فيما يتعلق الأمر بإدارة المجتمع من جانب , أي اجتماعيا تتحركان وفق المصالح الرئيسة للطبقة البرجوازية ، من خلال الدستور والقوانين والتقاليد والسنن والأخلاقيات الاجتماعية (الآداب والعادات والتقاليد بصورة عامة على رغم الاختلاف فيما بينهم حول هذا الأمر). انظروا إلى القوانين التي تمس الطبقة العاملة ، الممارسات والسياسات التي تمسها أيضا حينذاك نرى ان الحركتين مشتركتان ومتفقتان على العمل المأجور، ان نظام العمل المأجور، هو نظام مقدس للحركتين. إن استغلال العامل الى أقصى حد هو مبدأ وجوهر الحركتين ، ليس هذا فحسب بل جعل العامل عاملا أجيرا رخيصاً هو جوهرهما المشترك. لا نرى من الحركتين طبعا إن صراعهما حول الحقوق الاقتصادية والسياسية للعامل ولانرى ان العاطل عن العمل له الحق ان يعيش معيشة مناسبة ، ولانرى في إطار صراعهما حول حرية الإضراب والتظاهر والتنظيم . من جانب اخر طبقياً تتحركان للحفاظ على الملكية الخاصة البرجوازية والإنتاج الرأسمالي وتوزيعه ، اي استثمار العامل وفق مبدأ "العامل الرخيص" اي قلة الأجور والحفاظ على هذا المبدأ عبر القوانين والعنف اذا لزم الامر، لصالح التراكم الرأسمالي وربحه. من هنا الحركتان تمثلان البرجوازية الامبريالية اي وفق مصالح الدول الامبريالية الكبرى في العالم."( العملية السياسية الراهنة ، والحركات البرجوازية في العراق! بحث لاوضاع سياسية في العراق-2- الى الامام العدد/ ) ان روح الحركتين الحركة القومية العربية والإسلام السياسي الحاكم في العراق بمشاربهما السياسية المختلفة ، روح طبقية مشتركة ، روح الطبقة البرجوازية. سياساتهما، دستورهما، قوانينهما، ممارساتهما المختلفة ، إدارتهما للحكم ربما بصورة مختلفة ، عاداتهم وتقاليدهم السياسية، اطار العام لأفكارهم.... كلها مشتركة فيما يخص الحفاظ على النظام الرأسمالي، وإعادة توليد هذا النظام . في الوقت نفسه إنهما مختلفان ضمن إطار كيفية إدارة النظام الرأسمالي و سلطتها ، مختلفتان حول السبل الكفيلة بإدامة هذا النظام ومعالجة أزماته السياسية المستعصية في العراق ، وهذا يشمل كافة مفاصل الدولة في هذه المرحلة تقريبا. هو صراع لبناء دولة الرأسمال وفق مصالح الطبقة البرجوازية كطبقة موحدة تمثل البرجوازية كطبقة في العراق. الحركتان مختلفتان حول الأوضاع الثورية الراهنة في المنطقة والعراق. الخلاف بينهما في الاساس حول كيفية احتواء الحركة الاحتجاجية في العراق ، كل منهم بطريقته الخاصة. الإسلام السياسي الحاكم بقيادة ائتلاف دولة القانون يحاول من خلال العنف ولي الأذرع والترويع احتواء الحركة عبر استخدام القوة والقوات العسكرية والشرطة ، ومداهمة البيوت ، و اعتقال الناشطين الاحتجاجيين ، و نشر الأكاذيب والإدعاءات الفارغة. اما الحركة القومية العربية بقيادة ائتلاف العراقية، تحاول احتواء الحركة عبر تأييدها، وجعلها عكاز مؤثر لضرب غريمها السياسي ، ائتلاف دولة القانون. ان اطار تأييد ائتلاف العراقية للحركة الاحتجاجية لا يتعدى برنامجهم السياسي، اي إصلاح النظام الحكم وفق رؤيتها السياسية القومية ، تغير الدستور، المصالحة الوطنية، الشراكة الوطنية... وهلم جرا . على صعيد الحركات الثورية في المنطقة ، لدى الحركتين رؤيتين مختلفتين، وفق مصالحهما المختلفة. حول الاحتجاجات في البحرين مثلا ، شاهدنا الاختلاف العميق بين الحركتين ، وحول الاحتجاجات في تونس و مصر أيضا . إن الإطار السياسي العام ، والمطالب التي رفعت ورفرف عاليا في سماء الحركات الاحتجاجية في العالم العربي والعراق ، يتلخص بمحورين أساسيين: الأول: الخبز، أي تحسين الأحوال المعيشية ويشمل توفير فرص العمل ، ضمان البطالة ، رفع الحد الأدنى من الأجور... الثاني: الحرية: وهي تعني توفير الحريات السياسية ، تعبير عن الرأي ، حرية التظاهر و الإضراب ، حرية تشكيل الأحزاب والمنظمات ، .... والمحوران ينطبق عليها الحال في العراق وحركته الاحتجاجية. ان الحركة الثورية في العراق على الرغم من ضعفها على كافة الأصعدة السياسية والتنظيمية وسعتها هي حركة تستلهم قوتها من واقع الصراع الطبقي في العراق من جانب و من الحركات الاحتجاجية والثورية في المنطقة ان العامل الخارجي" الحركات الثورية في المنطقة" هو عامل مهم ومؤثر، لتقوية او لتضعيف الحركة في العراق. ان المحتوى السياسي للمحورين أعلاه ، يتعدى برنامج الحركة القومية العربية والإسلام السياسي . ليس بإمكان اي من الحركتين ان تلبي طلب او بإمكانها ان تحقق مطالب المتظاهرين سواء أكان في العراق او في اي بلد اخر في العالم العربي و المنطقة بأكملها ، حيث تتعدى مطالب المتظاهرين الأفق السياسي للحركتين/ ، شرحت ذلك في جزء الثاني من البحث. الوضع الثوري في العراق الأحزاب البرجوازية الحاكمة و المعارضة : إن الوضع الثوري في العراق ، في جوهره هو نتاج لواقع الصراع الطبقي في العراق ، بالرغم من ان الأمر لم يصل بمستوى النضج الطبقي بالمعنى السياسي لهذا المفهوم . إن جذور الصراع الحالي ، بين الحركة الاحتجاجية و السلطة البرجوازية الحاكمة ، كامنة كونها انعكاس لسيادة النظام البرجوازي و سلطته الحاكمة وصراع العامل بوجه الرأسمال وسلطته بصورة عامة. انه صراع بين الطبقة العاملة و أكثرية الجماهير المحتجة بوجه البرجوازية وسلطتها ، في سبيل تحسين ظروفها المعيشية و النضالية. صراع في سبيل توفير الحريات السياسية والمدنية و في سبيل توفير الخبز و الحياة الكريمة . ليس بإمكان الحركات البرجوازية المختلفة في العراق والعالم العربي ، أيا كان برنامجها ان تلبي مطالب الثورية لا في مصر و لا في العراق ولا في أي مكان آخر. إن الحكومات والأحزاب الحاكمة وأكثرية الاحزاب المعارضة البرجوازية بيمينها ويسارها في العالم العربي التي تمثل البرجوازية الامبريالية ( تامين العامل الرخيص ، والعامل الراضخ) ، هي أساسا مقيدة اقتصاديا وسياسيا ببرنامج برجوازي واضح ، يتمحور حول تامين عامل رخيص اي تخفيض ما يمكن تخفيضه إلى الحد الأدنى من الأجور ، عدم توفير ضمان البطالة ، سطح معيشي أدنى ، ساعات عمل أكثر مقارنة ببلدان أوروبا او الرأسماليات كبرى في العالم ، قلة العطل الأسبوعية ، انعدام الضمان الصحي و التأمينات الاجتماعية ، أو أذا وجدت فستكون إلى الحد الأدنى ، نسبة عالية من البطالة.... يعني العامل الراضخ ، يعني خلق أجواء اجتماعية مناسبة لاستثمار العامل وفق هذه الوصفات ، وإعادة إنتاج هذه الأجواء بصورة مستمرة ، وهذا يعني خنق الحريات السياسية ، منع حرية الإضراب والتظاهر، منع التنظيم ، نشر الخرافات، وأخلاقيات المتخلفة ، وتقاليد قومية ودينية رجعية بدءاً من الثقافة الاجتماعية العامة ، إلى توليد التابوات الخرافية ، وثقافات اجتماعية أخرى مثل التميز الجنسي بين الرجل والمرأة ، وصراعات سياسية طائفية وقومية و أثنية مختلفة ليتسنى لها تركيع العامل وحركته الاعتراضية ، وجعله يعيش موهوما كأنه في أجواء طبيعية. ان هذه الحالة اي الاستبداد المطلق سياسيا هو البناء الفوقي لإعداد العامل الرخيص ، كما نشاهده في كافة البلدان التي نسمي سلطتها " السلطة الامبريالية" أنظروا الى دواوين وقوانين كافة البلدان في العالم العربي ومنها العراق. كلها تؤكد هذا الاتجاه. نرى قوانين استثمار الرأسمال في العراق وفق مصلحة الرأسماليين و المستثمرين ، إعفاءات ضريبية كاملة ، تخصيص أراضي مناسبة دون اي مقابل او مقابل مبلغ زهيد ، وتسهيلات كمركية إلى أقصى حد ، و الانكى من كل ذلك تسليم العامل في العراق الى تلك الشركات والمستثمرين مقيد اليدين معصب العينين ، حيث لا وجود لقانون عمل يضمن حقوقه ، و لا حرية الإضراب و التنظيم والتظاهر، وبهذا يوفر للمستثمر الأجنبي و المحلي عاملا رخيصا اي باجرة قليلة جدا ، مقارنة بالعمال في الشركات الأوروبية والأمريكية ، ويضمن للمستثمر أيضا عاملا مطيعاً وذلك بمنع الإضراب و التظاهر و التنظيم ...أنظروا الى العقود التي أبرمت بشكل فردي مع كل عامل في شركة نفط الجنوب حيث تديرها الشركات البريطانية و الصينية... ليس بإمكان تلك الحكومات والأحزاب سواء أكانوا في الحكم او في المعارضة ، ان يلبوا مطالب الحركات الثورية ومطالب المتظاهرين التي تعم البلدان العربية في هذه المرحلة. وليس بإمكان القائمة العراقية و لا ائتلاف دولة القانون و لا المجلس الأعلى و لا الأحزاب القومية الكردية ، ولا حزب البعث القومي المعارض ان يلبوا جميعهم مطالب المتظاهرين التي تتمحور حول الخبز و الحرية. بإمكانهم حرف هذه المطالب ، الى مسائل أخرى تخدم مصالحهم ، مثلا ان سياسية ترشيق الحكومة ، وخصوصا في شقها الثاني اي دمج وزارات الدولة ، تعني إخراج العامل و الموظف من وظيفته ، اي طردهم من العمل ((، لكن يؤكلها للجميع كان هذه السياسة هي تخفيض للنفقات لصالح الجماهير و تحقيقا لمطالبها...)) أن القوى الامبريالية الكبرى من أمريكا الى أوروبا و روسيا والصين.. حتما ساعدوا وسيساعدون تلك الحركات كلً وفق مصلحته السياسية و الصراع الدائر بينهما حول تقسيم العالم مجدداً. ان مسائل "حقوق الإنسان" و "المجتمع الدولي" وقرارات مجلس الأمن هي كلها شماعات مختلفة لتتدخل هذه القوى في شؤون تلك البلدان الداخلية. هذه القضية لا تتطلب تحليلا مسهبا ، نظرا لوجود شواهد عديدة حاليا ، حيث نرى الصراع الدائر بين الدول الرأسمالية الكبرى حول ليبيا و كيفية حسم هذه القضية ، أمريكا وأوروبا من جانب وروسيا والصين من جانب آخر، و حول سوريا واليمين و مصر ... كل وفق مصلحته السياسية ،و نفوذه السياسي و الاقتصادي على الصعيد العالمي . ان حكم الطبقة البرجوازية في العراق منذ مجيء الاحتلال تبرهن بما لا يقبل التأويل على عدم تطابق سياساتها وممارساتها و قوانينها مع مصلحة الأكثرية الغلبة من المجتمع في العراق. ان الحكومات المختلفة التي توالت على السلطة في العراق ، والأحزاب البرجوازية الحاكمة كلها , من القوميين الكرد الى القوميين العرب الى الاسلام السياسي باختلاف مشاربه ، كلها ورغم اختلافاتهم العديدة والعميقة (شرحنا محور وجوهر اختلافاتهم في المقالة السابقة) متفقون وشركاء في المحافظة على بقاء النظام الرأسمالي وإعادة توليده ، اي استثمار العامل بأقصى ما يمكن ، بسبب ذلك وفقط بسبب ذلك ، أدى الحال هذا وسيؤدي الى الفساد ، يؤدي شكل وجودهم الى عدم توفير الكهرباء ، الى عدم توفير فرص العمل و عدم توفير ضمان البطالة ، و تحديد الحد الأدنى من الأجور بأقل ما يمكن ، و فرض قانون التمويل الذاتي على الشركات في وزارة الصناعة، و فرض العقود الفردية على العاملين في شركة النفط ، ومنع التظاهر والتنظيم والإضراب ، و قلة مفردات البطاقة التموينية ، و تعميق الفجوة بين المواطنين على أساس القومية و الأديان والطوائف الدينية.... ان هدفهم تقسيم العمال على أساس هذه الهويات لكي يكون عائقا كبيرا أمام توحيد صفوف الطبقة العاملة وحركتها الطبقية بوجه الرأسمال وسلطته. سلب كل هذه الحقوق من المواطنين وأساسها الحقوق الطبقية , أدى الى خلق الأوضاع الثورية الراهنة ، على الرغم من ضعفها وهشاشة تنظيمها و عدم وضوح رؤيتها السياسية. إن تاثير الحركات الثورية في البلدان العربية الأخرى على العراق هو تأثير موضوعي واجتماعي أساسه ، الفوارق الطبقية التي تعاظمت بعد مجيء الاحتلال. الوضع الثوري ووضع الطبقة العاملة في العراق : الطبقة العاملة في العراق مثلها مثل سائر العمال في البلدان الأخرى ، وخصوصا في البلدان " تحت السلطة الامبريالية" من حيث خصائصها الرئيسة. لها تاريخها النضالي السياسي و الاقتصادي. ليس بإمكان الطبقة العاملة ان تقف مكتوفة الأيدي بوجه الرأسمال وسلطتها من الجانب الاقتصادي حيث حياتها و معيشتها. في هذا البحث لا انوي ان أتطرق بصورة تفصيلية حول النضال الاقتصادي للعامل ، لأنه قضية بديهية للدفاع عن معيشته و حياته وعائلته . لكن الشيوعية العمالية ، شيوعية ماركس ولينين ليس بإمكانها ان تتطور وان تتقوى بدون ان تكون لديها حضوراً فاعلا و مؤثرا في طليعة هذا النضال. هذا يتطلب منا كحزب ان نكون في مقدمة هذا النضال. وهذا يتطلب أيضا توضيح رؤية النضال الاقتصادي، من كافة جوانبه التنظيمية و والشعارات و التكتيكات ، وقانون العمل ، وخطة العمل ، ونقد الميول البرجوازية داخل الصوف الطبقة العاملة ، وتوضيح المطالب العمالية و إخراجها من المطالب المحلية و الضيقة...الخ ليس بإمكان الطبقة العاملة ان تصارع الرأسمال في الميدان الاقتصادي فقط وضربه ضربة قاضية لإسقاطه . وإذا ينحصر كل نضال الطبقة العاملة في الميدان الاقتصادي ليس بإمكانها حتى فرض الإصلاحات الاقتصادية الجزئية ، وفرضها يستلزم أن تكون لديها قوة منظمة ، لكنها تتأثر بعوامل اجتماعية عديدة منها التيارات البرجوازية سواء أكانت داخل صفوف الطبقة العاملة أو خارجها. ليس بإمكانها أن تحتفظ بإصلاحاتها مطولا عندما تكتسبها بيد تسلمها إلى البرجوازية باليد الأخرى ، وفق نظام السوق و التأثر بالأوضاع السياسية و نسبة توازن القوى السياسية بين الطبقتين في كل مرحلة ليس على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد العالمي . القضية تكمن في إيقاظ العامل و الطبقة العاملة وحركتها المناضلة من سباتها ، إظهارها كقوة سياسية طبقية مقتدرة ذات رؤية سياسية وطبقية واضحة . الخطوة الأهم بهذا الاتجاه تسليح القادة العماليين برؤية شيوعية عمالية ، وسبل مصارعة النظام الرأسمالي على كافة الأوجه السياسية و الاقتصادية والفكرية والنظرية. يتطلب هذا الأمر وهو الأهم نضج فكري وسياسي جاهز و منظم للقادة العماليين مهما كان شانهم ودورهم ، من الجيل الجديد والقديم ، والنضال في سبيل الانسجام السياسي والفكري بين الجميع . بمعنى آخر إيجاد صف من القادة العماليين الشيوعيين ذوي رؤية سياسية واضحة حول الأمرين التاليين ، الأول : سبل تقوية و تنظيم النضال الاقتصادي اليومي ، وكيفية توحيد صفوف الطبقة العاملة ونضالها بوجه الرأسمال ، وثانيا : كيفية تصدي الطبقة العاملة و حركتها لسلطة الرأسمال سياسيا ، إي بوجه النظام الرأسمالي كنظام سياسي اجتماعي متناقض ومصلحة العمال والجماهير الكادحة ، بوجه سلطة الرأسمال و حكومتها ، إدارتها للحكم وممارساتها و أخلاقياتها و تقاليدها ، دستورها وقوانينها، ممارساتها السياسية اليومية، فسادها، طائفيتها وقوميتها..... تتمتع برؤية سياسية شيوعية لقلب النظام الرأسمالي وبناء الجمهورية الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي . إن الطبقة العاملة في العراق لديها تنظيماتها المختلفة ، قادتها منظمون في حلقات وشبكات و تجمعات عمالية مختلفة ، بتسمية ما أو دون تسمية ، إنها لبنة و خميرة لتحقيق هذا الهدف. ان التواجد في قلب هذه الشبكات و المجاميع ، هو خطوة أولية ومن أهم الخطوات التي تقربنا من تحقيق الأهداف المرجوة . هذه الخطوة أولية وبدائية ولكنها الخطوة الأهم في هذه المرحلة. لكن هذه الأمر أي التواجد هذا يتطلب من الحزب و بالطبع قيادته تغير أسلوب نضاله وسياساته ، تغيرها وليس إصلاحها . التغير يعني من الناحية السياسية كيف نفكر؟! ما هي الشيوعية ؟ التواجد الثوري في قلب الحركة العمالية كخطوة ريادية لنشر الشيوعية العمالية بمختلف أوجهها السياسية و الفكرية والنظرية و النضالية ، في سبيل إسقاط النظام الرأسمالي وبناء نظام اشتراكي ، عالم بلا عمل مأجور. وهذا يتطلب جملة من التغيرات من أهمها ، تقليد فكري وسياسي راسخ حول عدم تحول الأحزاب الشيوعية الى قوة مقتدرة دون وجودها وحضورها كقوة منظمة في قلب الصراع الطبقي ، بدون تواجد صف واسع من قادة عماليين في الصفوف القيادية و المؤسسات الحزبية. هذه هي البداية وهذه الخطوة يتطلب تقليداً سياسيا مغايراً في الوظائف الحزبية وأسلوبنا السياسي والعملي. هذا التقليد يعني في البداية أيضا تبنى وبصورة منظمة تلك الوظائف الدائمة للشيوعيين ، التي تمثل هوية الشيوعية. ما هي تلك الوظائف التي تعتبر هوية الشيوعية ؟ التحريض ، الدعاية والتنظيم ، لكن يجب أن تتركز قبل كل شيء داخل صفوف الطبقة العاملة و بالتحديد في صفوف القيادة العمالية. ان تواجدنا ومن ثم قبولنا كقوة منظمة و رائدة في الصف الأمامي للحركة العمالية ، لدى القادة العماليين مرهونة هذا الأمر بمدى الاستيعاب لهذه الوظائف الأساسية. وهذه الوظائف تبدأ من شرح وتفسير أوضاع الطبقة العاملة بصورة عامة وفي مختلف محلاتهم اي مؤسسات عملهم و قطاعاتهم المختلفة" الدعاية المعلمية" إلى توضيح رؤية وآفاق النضال الاقتصادي ، و التحريض السياسي المستمر مع التشهير المنظم لسلطة الرأسمال في العراق و حكوماته الطائفية القومية البرجوازية.... بعد هذا التواجد ، يبدأ العمل بصورة تنظيمية أكثر وأكثر وضوحاً. ستبقى الوظائف المحورية مستمرة و منظمة أكثر, أي التحريض و الدعاية و التنظيم . حينذاك أي بعد التواجد في قلب هذه التجمعات ، سيكون الجانب الدعائي لهو أهمية مستمرة ، سيكون الجانب التحريضي و التشهيري بوجه الحكومة وسياساتها ، أكثر دقة و إتقاننا ومن ثم تنظيمهم وفق خطة و سياسة تنظيمية شيوعية واضحة ، وهذا لا يعني إننا نقف مكتوفي الأيدي ولا ننظم العمال ، لحين بلوغ هذه الأهداف ، بل انوي التركيز على المسائل والقضايا الرئيسة كقوة الشيوعية على طريقة لينين. على الأرض هذه ، أي داخل صفوف قيادة الحركة العمالية ، يبدأ علمنا وقضيتنا ، ومن هنا بإمكان الحزب ان يتطلع ليكون قوة اجتماعية وسياسية مقتدرة. القضية والوظيفة وأسلوب العمل والسياسة والحزب هنا ، وعلى هذا الأرض تتعانق ، كقوة لتحول قادة الطبقة الفعليين إلى قادة سياسيين واجتماعيين في محلاتهم في أماكن عملهم في مؤسسات العمالية النفطية والمؤسسات الصناعية الأخرى ، من ثم وعلى هذه الأرضية إلى قادة سياسيين على صعيد المدينة او البلد كله. تحويل القادة العماليين إلى قادة الشيوعية العمالية في إطار انسجام سياسي و فكري مسلح بأفكار ماركس و لينين و منصور حكمت. بدون هذا العمل وهذا التحول ليس بإمكاننا ان نتحدث حول تحويل الحركة العمالية الى حركة سياسية مقتدرة ، او تحويل الشيوعية الى قوة سياسية مقتدرة، او تحويل الحزب إلى حزب سياسي مقتدر. في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة والعراق ، في ظل الأوضاع الثورية في عدد من البلدان العربية ومنها مصر حيث الحركة الأهم ، والعراق أيضا بصورة اقل ، حيث هناك احتجاجات جماهيرية منظمة في كل يوم جمعة في بغداد ، وهناك تظاهرات جماهيرية واحتجاجات عمالية في أكثرية المدن العراقية تطالب بالخدمات وخصوصا الكهرباء ، والقطاع العمالي مشغول بمسائله المعملية او المطالب التي تخص قطاع عمالي معين. حيث ان عمال شركة نفط الجنوب منخرطون في احتجاج ومطلب حول رفضهم لعقود العمل الفردية التي فرضت عليهم من قبل إدارة شركة نفط الجنوب والشركات البريطانية و الصينية والايطالية...كل هذه الأوضاع الثورية والاحتجاجية هيأت الأرضية المناسبة في العراق ، لتنظيم العمال و بالتحديد القادة العماليين منهم ، تنظيمهم ليس وفق التنظيمات الجماهيرية فقط بل تنظيمهم وفق ما هو موجود من التنظيمات بين القادة العماليين ، و رفع مستوى تنظيمهم من تنظيمات "معملية- اقتصادية" صرفة الى تنظيم سياسي مسلح برؤية الشيوعية العمالية. من هنا تنبثق أهمية التحزب الطبقي ، وبداية لتحول الحركة العمالية والشيوعية إلى قوة سياسية مقتدرة. لحد الآن , ان عمال العراق وقادتهم المحليين في قطاعات مختلفة ، لم ينخرطوا في الحركات الاحتجاجية الجماهيرية ، بل منخرطين في قطاعاتهم فقط وحول مطالب مؤسساتهم او معملهم فقط( المحلية الاقتصادية). بهذا المعنى لم يتدخلوا كقوة سياسية رائدة في المجتمع تطالب وفي المقدمة بتوفير الكهرباء و ضمان البطالة و توفير فرص العمل ، وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم ، و توفير الحريات السياسية و المدنية للجميع ، و حرية التظاهر و الإضراب وهذا مطلب يخص العمال قبل غيرهم ... إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي ليس له أمر آخر أو هدف آخر سوى تحويل هذه الطبقة و حركتها المناضلة إلى قوة سياسية رائدة في المجتمع . اذا كانت البرجوازية الحاكمة في العراق ، تهدف الى تضيق الخناق على الطبقة العاملة والمجتمع برمته ، وذلك بعدم توفير الكهرباء و المحروقات و ضمان البطالة ، والحريات السياسية و المدنية ، في سبيل مصلحتها الطبقية و السياسية و إدامة فسادها من المال العام ، بحجة تقليص النفقات ، فان الطبقة العاملة ليس مدعوة بالانخراط والمشاركة في هذه الاحتجاجات فقط بل عليها ان تكون في طليعة هذه الاحتجاجات ، رائدة في رفع هذه المطالب التي تخصها أيضا ، الكهرباء والماء الصالح للشرب و ضمان البطالة ، وحرية الإضراب و التظاهر...الخ إنها محتاجة لتحقيق كل هذه المطالب مثل ضرورة الماء للسمك . بقدر تدخل وانخراط الطبقة العاملة في هذا الصراع ، بقدر تدخلها يكتسب موقعها الاجتماعي والسياسي الذي ينسجم وموقعه الإنتاجي الاجتماعي . من الجدير بالذكر ان الطبقة العاملة في العراق و بالتحديد القطاع النفطي هي الأولى وبإمكانها ان تحقق مطالب المتظاهرين و الجماهير بشبابها ونسائها و كادحيها وطلابها ، نظرا لموقعها الاقتصادي القوي في العراق. هذا العمل مهمتنا. انتهاء 8/8/2011
#سامان_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من
...
-
(حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
-
العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
-
الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات
...
-
انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة
...
-
حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع ال
...
-
حوار مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب حول بلاتفورم
...
-
مقابلة مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال
...
-
الى الامام حتى تحقيق مطالبنا / الجزء الثاني
-
-النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!
-
الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !
-
يوم التغيير بدأ في العراق، تنظيمه عمل لكل الشيوعيين والتحرري
...
-
ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
-
الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البال
...
-
إنتفاضة مصر، المهمة الأولى فصل الصف الطبقي العمالي عن الحركا
...
-
الصراع السياسي داخل الحكومة الناقصة، حلقة من حلقات الصراع لأ
...
-
الانتفاضة تجاوزت برنامج الاحزاب البرجوازية، الاشتراكية هي ال
...
-
دكتاتورية بن علي دكتاتورية الطبقة البرجوازية يجب ان تواجه بث
...
-
الحركة العمالية في اوروبا اهم حدث تاريخي لسنة 2010
-
بعد أنتهاء الربع الاول من عمر الحكومة، تشكلت الحكومة، بشلل ن
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|