هل تستطيع عضة (الكوبرا) أن تنهي اضطرابات لندن0

عارف الماضي

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 19:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هل تستطيع عضة (الكوبرا) أن تنهي اضطرابات لندن0
في ضحى السبت السادس من أغسطس الحالي,عَمت أحياء توتنهام وتوتنهام هيل,وودغرين في شمال لندن موجة احتجاجات عارمة مقرونة بأعمال سلب ونهب وحرق للمتلكات العامة والخاصة ,حينها لم تنجو الكثير من المحال التجارية,والسيارات من تلك المجاميع المختلفة الاجناس والاعراق ,والتي اشتبكت مع رجال الشرطه موقعتأ العديد من الجرحى بين الطرفين وسرعان مانتقلت رياح الفوضى الى أحياء,بريكستون,والاكسفورد,وسيركس وغيرها ,بعدها عمت الفوضى,حتى وصلت ,شرق العاصمة وغربها وجنوبها حيث بيثنال غرين.وبيكام.وكلابام,وكرويدون حيث شهد الاخير مقتل اول شباب الاحتجاج بنيران الشرطه. بعد مقتل مارك دوغان الخميس الفائت والذي أعتبر الاخير السبب المباشر في احتجاجات كانت ذو طابع سلمي بادئ الامر 0
ولم تكن مدن المملكة المتحده الكبرى بعيده عن الحدث حيث صدح صداها باعمال مماثله في مدن كبرى كا ليفربول,وبيرنغهام,وبريستول ومانشستر.وكرد فعلا سريع لمواجهة تلك الاحداث الخطيره والتي دخلت يومها الخامس..فقد استدعى ديفيد كاميرون رئيس. الوزراء البرلمان لإنهاء عطلته الصيفية فورا, وقطعت وزيرة الداخلية أجازتها.
وترأس كاميرون اجتماعاً طارئاً الى لجنة الطوارئ البريطانية( الكوبرا) ,ولوضع التدابير الازمة للسيطرة على الموقف , والحد من التدهور الامني الخطير والذي عم لندن ومدن رئيسية ,عندها تقرر نشر 16 الف من رجال الشرطه,في الشوارع والاحياء الساخنه وقد علمنا من مصادر عديده ان مايقارب 800 شخص تم اعتقالهم وجرح اكثر من 100 من رجال الشرطه حتى ساعة كتابة هذه المقاله0
وفي بداية تحليلنا لما يجري في لندن,فأن سؤال هاما يطرح نفسه,مفاده : هل ان رياح صبا الشرق في حوض البحر المتوسط,عزمت بأن تعبر شماله؟ ,و كتقليد روتيني لما يجري في في شمال افريقيا وسوريا واليمن ,وان الازيز والفوران باتت سمات هذا العقد.ام ان حاجات الانسان ومعاناته,لاتكبحها الجغرافية , ولاطبيعة الانظمه الساسية السائدة في هذا القارة او تلك؟ ومهما يكن الامر فأننا نُذّكر بالمثل المعروف(أهل مكة أدرى..بشعابها) ..لنستشهد بما نشرته الصحف البريطانيه الكبرى ك(صحيفة الغارديان) حيث كتبت(نينا بور)مقالا :ان اعمال الشغب في لندن مرتبطة بشيئ لايمكن انكاره, موضحتا فيه ,(منذ وصول الائتلاف الحكومي الحالي الى السلطه فان البلاد شهدت عدة احتجاجات كانت الاسباب ورائها مختلفة , ولكن المشترك فيها هي التقليصات في الميزانية وسياسة التقشف),كما اشارت الى نقطه هامة وفاصلة,مؤكدتاً ,ان (تونتهام) والتي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات ,تمثل رابع نسبة للاطفال الفقراء في لندن ,وتشكل نسبة البطالة فيها 8.8%اي حوالي ضعف البطالة في لندن, وأن نسبة10%من سكان البلاد أغنى 100 مرة من فقرائها,وهذا المؤشر الاخير يؤكد خطورة الفوارق الطبقية,على النسيج الاجتماعي ويذكرنا بالنظريات التي يعتبرها البعض اصبحت من عتاد الماضي , والتي تنادي بالاشتراكية العلمية,وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والتي لابديل لها في تحقيق التوازن والاستقرار في سائر المجتمعات0
ثمةُ شيٌ أخر نرى من الضروري الارتكان اليه ,هو ماذكره ,ريتشارد ,ويلكتسون.وكيت بيكين,في كتابهما,(لماذا المساواة هي الافضل للجميع) وهم يؤكدون في جوهر مؤلفهم هذا.. ان ظاهرة المشاكل الاجتماعية هي اكثر شيوعا في المجتمعات التي تتهدم فيها المساواة منها في المجتمعات التي تسود فيها تلك المساواة0
وفي عودة سريعة لعنوان مقالنا هذا ..فان الساسة الانكليز يعرفون اكثر من غيرهم عن الاسباب والدوافع الحقيقية لتلك الاحداث المتسارعة والتي تشكل تهديدا خطيرا للامن الاهلي البريطاني, وان بريطانيا وحلفائها واللذين يسوقون مفاهيم الحرية والديمقراطية الى سكان العالم الثالث!مُطالبن اكثر من غيرهم بضرورة التعامل الحضاري مع هذه الموجه العارمة من الاستياء والتي اقترنت بالعنف والحرق والتدمير,وان لايراهنو على الخيار الامني البوليسي وباعتباره الحل الامثل , تاركين خلف ظهورهم مايشعر به المعوزين والفقراء من حيفٍ و حرمان 0

عارف الماضي

#عارف_الماضي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات