عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 09:48
المحور:
الادب والفن
خَرّْبَشاتْ على الجِدارِيَّهْ: إلى مَحْمود دَرويشْ*
المَقطوعهْ الثالثةْ
هُوَ إبْنَ قَبيلَتي مِنْ بَني كَنعانَ
هُوَ الدَرويشُ مَحْمودْ
قِدّيسٌ رَمى عَباءَتَهُ صُدْفَةً بَينَ الوُرودْ
ثُمَّ ارْتَدى ظِلّاً " كَزَهْرِ اللَوْزِ أوْ أبْعَدْ "
مَضى خَلْفَ السَحابِ إلى وَطَنٍ بِلا حُدودْ
تَقْطُنُهُ عَذْراءٌ
وغِمْدٌ بِلا سَيْفٍ
وجَغْرافِيَّةُ طَيْفٍ تُسَمّى الخُلودْ
لا أَرى في بَيّْداءِ القَصيدِ عَويلٌ/ وأنتَ فارِسُها/
فَفي أيِّ أرْضٍ أنتَ/ قَدْ تَرَجَّلتْ
خُذّْ مِنْ روحي ولوْ قليلاً/
كَيّْ أرْحلَ أنا/ ثُمَّ تُبْعَثُ أنتْ
آهٍ لَوْ كانَ في القَبْرِ مُتَّسَعٌ/ لَكُنّا أنا وأنتْ
فَكيفَ أُفَسِّرُ [ مَوّْتي/ مَوّتكَ ] إنْ كُنتَ قَدْ رَحَلْتْ
وكَيْفَ أنْقُشُ [ نَعْيي/ نَعْيَكَ ] على جِدارِيَّةٍ أخْرى لكَ أنتْ
وكيْفَ [ أعَزّيكَ/ أعَزّي فيكَ ] صَحابَةً أنت مَلَكْتْ
وكَيّْفَ يَجّْرؤُ [ مَلَكٌ ] أنْ يَخْطِفَ [ روحَي/ روحَكَ ] أنتْ
كَيّْفَ تُخَلَّدُ الآنَ في أرضِ الزَعّتَرِ والنَرْجِسِ/
وهذي النَجْمَةُ الشُؤمُ تَقْبَعُ فَوقَ قَبْرِكَ/
حَتى تُحاصِرَنا في هَوائِنا/
في لَوْنِ شَعْرِنا
في مَراسيلِ حَبيباتِنا/
فانْزَعْ منْ جُعّْبَتِكِ يا رفيقي روحا أخرى/ كَيّْ تَعودَ أنتْ
أراكَ الآنَ تُبْعَثُ حيّاً/
أراكَ الآنَ طَيّْفاً جميلاً تَعودْ
كيّْ نَعودَ نَحنُ يا رَفيقي/
ثُمَّ أنتَ تعودْ
عدنان زيدان
*مِنْ ديوان [خَرّْبَشاتْ على الجِدارِيَّهْ: إلى مَحْمود دَرويشْ]، أغسطس ٢٠٠٨، لم يصدُر بعد.
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟