أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الاعتداءات على كوردستان بين طبيعة تفاعل الحكومة الاتحادية والحلول الحازمة المنتظرة















المزيد.....

الاعتداءات على كوردستان بين طبيعة تفاعل الحكومة الاتحادية والحلول الحازمة المنتظرة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكررت أعمال القصف الحربي بالمدفعية تارة وبالطائرات تارة أخرى وبأشكال من أعمال الاختراق العدوانية التي باتت قرى كوردستان الحدودية تحت وطأة عنفها وقسوتها دوريا.. فبين تخريب وتهديم للمباني وبين قتل للمواشي وسرقة لها وللثروات الخاصة والعامة، تقع ضحايا أغلى وأهم، تلكم هي القرابين من الأرواح البشرية التي يدفعها أبناء تلك المناطق التي تتعرض للعدوان بين الفينة والأخرى..!

إن تلك الهجمات العدوانية تحصد خسائر بمستويات أولها مادية في الأبنية والممتلكات وفي المواشي والزرع و هي أمور يمكن النظر فيها؛ وثانيها تُطاول الجهود البشرية فتصادرها برمشة عين لتقضي على ثمرات جهود سنوات من عمر الإنسان قضاها وأفنى من أجل توفيرها والأنكى أنها تطاول حياة هذا الإنسان التي باتت مهددة باستمرار جراء أشكال الاعتداءات الجارية على الحدود!؟

وغير هذا وذاك فإن العلامات الحدودية الدولية تتعرض في مسرح العدوان لأعمال تخريب وتغيير وتبتلع دولة الاعتداء مزيدا من الأراضي الكوردستانية العراقية وهي بهذا تغير في خريطة الدولة وحدودها من غير خشية من رد أو موقف محلي أو دولي!



المشكلة أن مثل هذي التحديات التي تفرضها الأعمال الحربية العدوانية لا يمكن أن تحل جزئيا أو بتفاعلات محلية، والمشكلة التي نشير إليها تتعلق بموقف الحكومة التي ينبغي أن تتصدى لمسؤولياتها وهي التي طالما تشدقت بجاهزيتها في المستويات الأمنية والعسكرية.. مثلما أطلقت تصريحاتها عاليا في تحمل مسؤولية الدفاع عن السيادة الوطنية والحفاظ على التراب الوطني وعلى مواطني البلاد... ولطالما اندفعت بقوة بتوجيه قواتها باتجاه المحافظات والمدن والقرى المحيطة بالإقليم مهددة بأعمال غير سليمة في استعراض قوة بحق الشعب والوطن.. ولكن أين تلك القوة بمجابهة أعداء الوطن والشعب وهم ينالون من السيادة ومن حيوات الناس؟

من جهة مسؤولي كوردستان أعلنوها أن لا حلول حربية عسكرية للقضايا العالقة وأنه ليس صائبا استمرار أعمال عدوانية في أراضي كوردستان تخريبا وتدميرا وتقتيلا.. ودانت القيادة الكوردستانية تلك الأفعال الإجرامية التي تخضع للمساءلة القانونية الدولية وتمثل اعتداء صارخا وانتهاكا فجا للسيادة... وبهذا فإنّ استخدام منطق التهدئة وحكمة الاتجاه للتفاوض والحلول الدبلوماسية السياسية هو ما استخدمته القيادة الكوردستانية بوعي منها للمخاطر التي تكمن وراء أية تداعيات محتملة للتفاعلات التالية سواء من الداخل العراقي أم عبر الحدود...!

على أننا ما زلنا أمام موقف غير مبرر من جانب رئاسة الحكومة العراقية التي بين صمتها وسلبيتها في اتخاذ موقف مناسب من تكرر خروق دول الجوار بخاصة [الجارتان الشرقية والشمالية] وما يجري من قضم خطير للحدود وللسيادة العراقية وتهديد لمصالح استراتيجية بسبب تلك الاعتداءات وأعمال الزحف وتغيير علامات ترسيم الحدود حتى بتنا بلا منفذ أو ممر مائي جنوبا ويبدو أن مخططا آخر يرسم باتجاهات أخرى...

لقد أطلقت الخارجية مواقف وتفاعلات ترقى لمسؤولياتها في التعاطي الدبلوماسي إلا أن الحكومة الاتحادية ورئاستها ما عادت تكتفي بالصمت والسلبية بل وأخطر من ذلك تمرر مواقف متناقضة مع محاولات الخارجية بما يضعها بطريقة تتعارض ومصالح البلاد وسيادتها مضحية بحقوق مواطنيها متغافلة عن التغييرات على الأرض في مواضع مهمة وخطيرة من الأراضي العراقية التي تحتضن النفط في مناطق وتمثل نقاطا يشكل تركها إخلالا استراتيجيا في المديات البعيدة..

وليس منطقيا استقبال وفود بأعلى مستوياتها وتوكيد علاقات ودية وتطبيع الأمور في وقت تمعن دول تلك الوفود في عدوانها وفي اجتياحها الأراضي العراقية وتقتل في مواطنينا.. ! وليس معقولا تبادل أنخاب المسرات والتراضي والدبلوماسية الناعمة التي تصل حد التحالفات الاستراتيجية وقوى العدوان على السيادة التي لا تضع بحسابها حرمة لوجودنا... وليس موضوعيا أن تمنح دولة [بالإشارة إلى إيران] أفضليات ومصالح على حساب الوجود الوطني والسيادة وعلى حساب مصالح الشعب ودولته ووجوده!!؟

إنَّ التفريط بالسيادة من جهة والتعاطي مع الجهات المعتدية بأفعال غير مبررة على حساب مواطني البلاد يمثل إخلالا خطيرا في أداء المسؤولية وفي بلدان تحترم نفسها يصل حد الخيانة العظمى التي يسائل عليها القانون الوطني وهو ما يحمّل السلطات التنفيذية من جهة قوى الشراكة للضغط من أجل تنشيط برنامج وطني محدد وملموس وملزم للجميع ومنع مثل هذه السياسة المهلكة ويحمّل السلطة التشريعية مسؤولية أن تستدعي رئيس الحكومة للمساءلة في مثل قضية الخروقات الحدودية بعامة والاعتداءات المتكررة على كوردستان تحديدا..

وعلى المؤسسات أن تبرر من جهتها منطق وآلية وجودها وعملها في اتخاذ مواقف صريحة ودقيقة تتناسب والمخاطر التي سببتها الاعتداءات.. إن تحميل الجارة مسؤولية أفعالها ودفع تعويضات ما خربته ومن تسببت بمقتله يمثل مدخلا أوليا لإنهاء الاعتداءات..

وإذا كانت ذريعة التوازن العسكري سببا في بعض التفاعلات: فلماذا توجد القوات الأجنبية في بلادنا حاليا؟ وما مسوغ الاتفاقية الاستراتيجية؟ ألا يمثل هذا ظهيرا مناسبا للرد بحزم ووضوح على الخروقات وأعمال العدوان؟

وإذا كان الاتجاه الدبلوماسي يمثل مسارا وخيارا استراتيجيا للتفاعل مع دول المنطقة؟ فلماذا لا نفعِّل الأمر؟ ولماذا لا نتجه لتصعيد الرد البدلةماسي المناسب باتجاه مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية؟ ما المشكلة في التوجه للمنظمات الدولية؟ وما المشكلة في مواقف دبلوماسية بينية متعارف عليها في مثل هذه الأحوال؟



إن المشكلة حقيقة تكمن في سياسة بعض الشخصيات السياسية العراقية وعلاقاتها المباشرة وغير المباشرة وقدراتها على الأداء السياسي بمستوى رجل دولة وبمستوى تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة.. ومن هنا فإن الحل في وقف الاعتداءات وتوفير الأمن لمواطنينا تكمن في أن تتخذ القيادة الكوردستانية الوسائل الضاغطة كيما تتجه الحكومة بأعلى مستوياتها للمنظمات الدولية وتعالج بحزم هذه القضية الخطيرة.. وإلا فإن القبول على المستوى الاتحادي بسياسة شخصية أو مسؤول أو ببرنامج حزب يضع تحالفه الاستراتيجي على حساب مصالح الشعب العراقي أمر لا يمكن تسويغه ولا الاستمرار بتمريره..

وبثقة فإن المؤشر يقول بعجز رئاسة الحكومة عن التعاطي مع هذه القضية مثل كثير من المشكلات التي تجابه البلاد ما يتطلب مراجعة استراتيجية للمسيرة..

وأعتقد في ضوء ما هو متوافر بين أيدينا أن ترك التداعيات تستمر ربما تهدد الأوضاع المستقرة بكوردستان بشكل أبعد وأعمق من تهديد قرى الحدود ومدنها ما يوجب حسم الأمر اليوم قبل الغد.. وأجد من المناسب لحكومة الإقليم أن تعقد جلسة مخصوصة بالاشتراك مع برلمان الإقليم وتتخذ جملة من القرارات التي تنقل القضية نوعيا على المستوى الوطني ومن ثم باتجاه المنظمات الدولية المعنية... وتلكم هي المسألة الأنضج لوقف جرائم باتت ترتكب بشكل شبه يومي بحق مواطنينا الآمنين في كوردستان السلام والحرية..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الأطياف العراقية شعبيا وانقسامات نخب الطائفية السياسية ...
- الأزمة السياسية في بغداد وآفاق الحل
- العملية السياسية بين مطب الأحادية والفردنة وتطلعات الشراكة و ...
- المرأة الكوردستانية بين تطلعاتها الكبيرة والضغوط المحيطة بها ...
- معالجة لأوضاع المجموعات القومية بسوريا وتضامن مع الشعب السور ...
- التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية باتجاه المؤتمر التأسيسي؟
- في اليوم العالمي لمناهضة التعذيب..العراقي ما زال يئن من مزيد ...
- الأنا والآخر بين المساواة والتهميش
- كوردستان في اتجاه استراتيجية الإصلاحات والبناء
- في اليوم العالمي للاجئين 20 يونيو حزيران 2011: من يتحدث عن ه ...
- في اليوم العالمي للاجئين 20 يونيو حزيران.. صرخة تعلو باسم ال ...
- من يثيرالخوف في الحياة العامة ولماذا؟
- السلوك والقيم بين النظامين القديم والجديد؟!
- الصحافة العراقية في عامها ال 142 مسيرة وضاءة وعقبات كأداء
- إدانة جرائم التعرض الدموي الهمجي المسلح للتظاهرات السلمية في ...
- الصوت الآخر.. مجلة التنوع الثقافي ومنبر التعددية
- أهمية المجلات البحثية.. مجلة ابن رشد العلمية نموذجا دعوة للع ...
- مخاطر أن تقع العملية السياسية في قبضة الزعامة الفردية
- الطفل العراقي في اليوم العالمي للطفل!؟
- موقف البرلمان الثقافي العراقي في المهجر بشأن الوضع العراقي ق ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الاعتداءات على كوردستان بين طبيعة تفاعل الحكومة الاتحادية والحلول الحازمة المنتظرة