سهيل ابراهيم عيساوي
الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 19:06
المحور:
الادب والفن
سيدي الرئيس
عشقناك حتى الثمالة
من الوريد الى الوريد
من البحر الى البحر
وأفواه البنادق تتجول
في شراييننا وأزقة عيوننا
والمخبر السري
يجلس القرفصاء في حجيرات القلب
والمسجد والمطبخ والحمام والزنزانة
وبين حاويات النفايات
سيدي الرئيس
انت الوطن
والوطن انت
تقاسمنا حبك
مع الله والوطن
عندما نصبت نفسك فرعونا صغيرا
قدسناك مع الماء والخبز
جبنا الشوارع والأزقة
نهتف بحياتك
وحياة زوجتك
وعيون أطفالك
وأجرينا عملية تجميل عميقة لنسبك
حتى ألحقناك باسرة النبي
ولما استفقنا من غيابنا القسري
من نومنا الطويل
في كهفنا المظلم
تلمسنا التاريخ ,والدول والأمم
الكواكب والعملات النقدية
عندنا وحدنا تحنط الوقت
وغابت الشمس خلف التلال الوهمية
وأوغل الليل بالظلام
سيدي الرئيس
كرهناك كما كرهنا أنفسنا وجهلنا وحمقنا
طفنا الشوارع والميادين والأسواق الشعبية
وصوتنا شق عنان السماء
وبقاع الأرص
لنخرجك من دمنا من عظامنا
من ارواحنا ومن ارضنا
بنادقك ,مدافعك , دبابتك , طائراتك المكبوتة
أفرغت غضبها المؤجل
ذبحنا , وتمزقت الاجساد اشلاء
وهدمت الأحياء فوق رؤوس الأموات
رائحة الموت والبارود والشهادة
تتشبث في كل مكان
قطار سريع مكدس بالارواح
يصعد الى السماء
سيدي الرئيس
كم قارورة من الدماء تحتاج
ليوم الجمعة ؟
لتسد عطشك وبطشك ؟
سيدي الرئيس
يا حلمنا الضال
وتاريخنا المقزم
ومستقبلنا المتعثر
اما ان لك أن تسدل الستار
عن كل فصول المسرحية الهزلية
*******
5-8-2011
#سهيل_ابراهيم_عيساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟