أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟















المزيد.....


هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

هل أصبحت الثورات العربية التي نجحت في تونس ومصر، والتي لم تحقق أهدافها بعد في ليبيا، واليمن، وسوريا، في مأزق حرج الآن؟

وما هو هذا المأزق الحرج التي تتعرض له الثورات العربية، سواء تلك التي نجحت، أو التي في طريقها إلى النجاح؟

وهل هذا المأزق الحرج داخلي أم خارجي، أم هو داخلي وخارجي معاً؟

وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق، وبسرعة، وقبل أن يتعدى عدد الضحايا عشرات الآلاف، وقبل أن تُنهك كافة القوى الداخلية والخارجية، وتتقدم الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان أخيراً، بمقترحات تُنهي الثورة، وتنادي بالمصالحة، التي سيعقبها مطاردة الثوار، وقتلهم، والتخلص منهم، وعودة الدكتاتورية الحمراء في ليبيا، واليمن، وسوريا، بضراوة وعنف أكبر، مما كانت عليه سابقاً. وبذا، يتم القضاء على ما تبقى من الوطن، والمواطنين والمواطنة الصالحة؟

أسئلة كثيرة، قلقة، وحائرة، تدور في الفضاء العربي، تبحث عن الأجوبة التي يبدو معظمها سلبياً، لأسباب كثيرة، سوف نحاول إيجازها.

-2-

بدايةً، لا بد لنا من الاعتراف - بشجاعة وصراحة متناهية - أن الثورات في بلدان الدكتاتوريات الحمراء القاسية (ليبيا، واليمن، وسوريا) قد تأخرت عن موعدها، وتوقيتها الجيد، سبع سنوات تقريباً.

فلو أن هذه الثورات اندلعت تزامناً مع حملة (تحرير العراق) عام 2003، واقتلاع صدام حسين من العراق، لكان الوضع في البلدان الثلاثة المذكورة، أسهل بكثير مما هو عليه الآن. ولوجدت شعوب هذه البلدان الثائرة، قوة خارجية جبارة، تساعدها على التخلُّص من الدكتاتورية القروسطية الحمراء التي تحكمها، كما تخلَّص العراق من ديكتاتورية صدام حسين القروسطية الحمراء.

صحيحٌ، أن هذه البلدان سوف تفقد الكثير من الضحايا، وسوف تدفع ثمناً غالياً، ولكنها في النهاية، سوف تضمن أن الدكتاتور قد اقتُلع، وأن الدكتاتورية الحمراء قد قُضي عليها نهائياً. وربما سترى بعض البلدان دكتاتورية خضراء لينة في بلدانها كدكتاتورية نوري المالكي وحزب "الدعوة" في العراق. ولكن هذه الدكتاتورية الخضراء، تظل أهون شراً من الدكتاتورية الحمراء القاسية، والصعبة الاقتلاع، إلا بسلطان جبار كسلطان أمريكا، وجبروتها.

-3-

ولكن المأزق الحاد الآن، أن أمريكا ليست هناك. وأن قواتها ليست هناك.

فأمريكا تحت الإدارة الديمقراطية المترددة، وليست تحت الإدارة الجمهورية المقدامة.

وأمريكا الآن، تعاني من أكبر ضائقة مالية في تاريخها كله، ومهددة بالإفلاس، ويرفض الكونجرس الجمهوري، رفع سقف الدين الأمريكي، لكي تتجنب أمريكا ويلات وكوارث اقتصادية ماحقة في المستقبل القريب. وأمريكا مترددة الآن في التمديد لقواتها في العراق. ولديها نية لسحب بعض قواتها من أفغانستان، خاصة بعد القضاء على ابن لادن، وإلقاء جثته في بحر العرب، وجعله طعاماً سائغاً لسمك القرش!

-4-

في الجانب الآخر، فإن الدول العربية الباقية، ليست على استعداد للتدخل في شؤون ليبيا، واليمن، وسوريا، لأنها ترى أن هذا التدخل، سواء لصالح الأنظمة الدكتاتورية الحمراء القروسطية، أو لصالح الثورات الشعبية، سوف يضر بمصالحها ومستقبلها السياسي.

كذلك، فإن هذه الأنظمة الدكتاتورية القروسطية في ليبيا، واليمن، وسوريا، قد تمكنت خلال السنوات السبع الماضية (2003-2010) من زيادة قدراتها البوليسية الهائلة على حساب قدراتها العسكرية المواجهة لإسرائيل، بحيث أضعفت قدراتها العسكرية لحساب قدراتها البوليسية، تحسباً لمواجهة أية ثورة داخلية، كتلك التي اندلعت في مطلع 2011.

إضافة لذلك، فإن ليبيا، واليمن، وسوريا، قد قامت بدور مضاد، وبفعل عكسي، لما جرى في العراق.

فليبيا قامت في عام 1988 بتفجير طائرة مدنية فوق لوكربي. ولكنها في عام 2007 ، قامت بمصالحة الغرب، وإشغال الرأي العام الليبي بهذه المصالحة، وبمحاولة الإفراج عن عبد الباسط المقراحي، وصرف أنظار الرأي العام الليبي عمَّا يجري في العراق.

وقام الرئيس الفرنسي ساركوزي بزيارة ليبيا، ووقع اتفاقاً لتعاون نووي سلمي معها. وقال بأن القذافي، لا يعتبر دكتاتوراً في العالم العربي!

وزار القذافي ايطاليا لأول مرة، وأقام عدة مشاريع مالية واستثمارية هائلة، ذكرها بالتفصيل الصحافي الإسباني (ميغيل مورا) في مقاله (القذافي الطاغية الذي اشترى الغرب). (جريدة "السفير"، 1/4/2011).

وزارت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس القذافي في طرابلس. وتقبَّلت ليبيا مسؤوليتها الكاملة عن كارثة لوكربي، واستعدت لدفع التعويضات بمليارات الدولارات.

أما الدكتاتورية السورية القروسطية، فقامت بإلهاء الشارع السوري عن تحرير العراق من الدكتاتورية الحمراء القروسطية الصدامية، وانهيار حكم حزب البعث في العراق ، بعقد الاتفاقية الإستراتيجية مع إيران قبل 2007، والتركيز على ممانعة السلام مع إسرائيل، وتزويد حزب الله بالسلاح، وإرسال قوافل الإرهابيين عبر سوريا إلى العراق - ومعظمهم من شباب دول الخليج - لنشر الإرهاب والرعب، في أرجاء العراق.

أما اليمن، فاكتفى بوقوفه وتعاطفه إلى جانب صدام في 2003، ومعارضته لحملة "حرية العراق"، ونشره رسائل إعلامية، تقول باستعمار أمريكا للعراق، وعدم شرعية الحملة على العراق.

وهكذا، قامت الدول الثلاث ليبيا، واليمن، وسوريا بالدور اللازم، لتضليل الرأي العام العربي بحملة "حرية العراق" واعتبار هذه الحملة استعماراً أمريكياً للمنطقة، يجب طرده، والتخلص منه.

وهكذا خرجت أمريكا من العراق بسواد الوجه، بعد أن خسرت حولي 500 مليار دولار، وأكثر من أربعة آلاف جندي. وكانت إيران هي الرابح الوحيد من هذه الحملة، حيث تمَّ القضاء على عدوها الأكبر صدام حسين. وزاد نفوذها السياسي في العراق بواسطة حزب "الدعوة"، وارتفع ميزانها التجاري مع العراق، بحيث أعلن الملحق التجاري في السفارة الإيرانية في بغداد، أن حجم الصادرات إلى العراق بلغ 6 مليارات دولار في 2010، ويتوقع أن يرتفع إلى 9 مليارات دولار في 2011. واستطاعت تمرير ملفها النووي بسلام حتى الآن، دون أن تستطيع أمريكا أو الغرب عموماً، أن يقوما بأي فعل مضاد يُذكر، ويعيقا إيران عن المضي في مشروعها النووي، مما قوى من شوكة سوريا، وحزب الله في المنطقة، وأضعف الدور العربي الخليجي بشكل عام.

-5-

إن قليلاً من التفكير في الثورات العربية ، منذ الثورة التونسية (18/12/2010) حتى الآن، يقودنا إلى مأزق حرج لهذه الثورات. وهذا المأزق يتلخص أن لا خلاص لهذه الثورات، إلا بتدخل خارجي قوي وصارم. وهو ما لا يتوفر حتى الآن. والخوف يتأتى من سحق هذه الثورات. حيث أن هذا السحق محتمل في ظل تفوق القدرة العسكرية والمالية والبوليسية للدكتاتوريات القروسطية الخضراء (تونس ومصر) والحمراء (ليبيا، اليمن، وسوريا) على السواء، والذي يهدد بلدان هذه الثورات بالعودة عدة قرون إلى الوراء، من كافة النواحي.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية
- انجازات الهاشميين بعد تسعين عاماً!
- ضرورة الانتقال من الثورة الى الدولة
- هل أصبح الهاشميون في مهب الريح؟
- العرب بين أنظمة قروسطية وشعوب الألفية الثالثة!
- هل نهاية الدكتاتوريات القروسطية مسألة وقت فقط؟
- مصر بعد ثورة 25 يناير
- شرعية الدكتاتوريين الزائفة!
- من أوهام وأحلام الثورات
- هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!
- الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!
- الأردن والملكية المُكْلِفَة
- لماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن؟
- لماذا لم تجد مصر مرشحها للرئاسة حتى الآن؟
- التحليل النفسي للدكتاتورية العربية
- يا أدونيس: لا حياة لمن تنادي!
- الدكتاتوريون يفرِّغون السجون ويملأون المقابر!
- العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟
- ليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير!
- ثمن الدكتاتورية الباهظ


المزيد.....




- بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع ...
- -مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو ...
- دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م ...
- مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج ...
- هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
- نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال ...
- انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة ...
- هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: - ...
- أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟