أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - أنتظره ....صديقي














المزيد.....


أنتظره ....صديقي


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 02:04
المحور: الادب والفن
    


فوق تلك الأرصفة نمشي ببطء .....تقذفنا حجارتها تلعننا خطواتنا ......وتهزء بنا الريح فترمي بحقائبنا بعيداً وتقهقه من ضعفنا ...فنحاول إثبات قوتنا لذاتنا بتكسير ما تبقى من كؤوس وأطباق فوق الطاولة ....في ذاك البيت المنسي الذي لم يسمح لنا بزيارته لفترة .....ويستسلم الجسد لضعفه .هناك في دمشق يبكي الياسمين وشهيد يودع شهيد للقاء قريب.......والصدفة تجمع صديقتي بعيني الشهيد فيسألها أن تخبر أمه بالصبر وأن تشغلها عن فقدانه ........أنظر بعيني الله وأبحث عنه أرى غضب إلهي يحيط بالنهر .........الضفة الأخرى هناك جنازات تودع جنازات .....وأطفال مشاريع موت مرتبط بالتوقيت المزاجي للقتلة.وبالمقابل الأمة العربية تبكي أبنائها حين رأتهم خرفاناً وهي من أرضعتهم العز ..النهر يشتكي الثقل ..يشتكي من الموت يبكي الجثث التي ألقيت به ..ولكنه عاجز عن ضمها ...أي كلام هذا الذي يعجز عن الوصف وأي لغة عقيمة التي تعجز عن رسم الموقف......نعم لغتي عقيمة .......عجزت عن النطق عن البوح عن الشكوى عن التمرد ....عن الحزن والرثاء والحب.....نعم لغتي أصابها العقم حين رأت ذاك الطفل ابن الحاضنة يقتل ....أهو أيضاً مندس وعمالة خارجية وعدو ووو...بجعبة حكومة بلادي موت لحد الثمالة موت متعدد الألوان ....وفي جعبة بلدي ألهة تسير على الأرض تطهرنا من النجس .....وماأسهل أن تخون الحكومة أولئك الألهة وهم من تعلموا بمدارسها معنى الظلم والقتل والإستعباد والحرية والنور والامل وكسر القيود ......أنسيت تلك الحكومة أن شعبي يتقن حفظ دروسه وكسر القيود.. نعم صباحات حزينة تطوقنا وأمسيات نخاف بها أن ننام أن ينتهي الليل نخاف أن يأتي الصباح ويغدر بنا مجدداً فيسرق من ضحكنا معهم وبكينا معاً من شاركناهم الأمل وسرقوا قلوبنا .....نعم لم تعد أمسيات دمشق كما هي .....ولم تعد نكهة القهوة كما هي .....قهوة معطرة برائحة الدم الطازج وصباح ينقش حزناً جديداً .....ويتكاسل المارون من قرب أم ثكلى فلا يبستموا ولا يبكوا .....ملامح بلهاء عمياء تزين وجوههم ....فيعبروا بصمت .....ويبقى لجلادي قدرة لابتكار مصائب جديدة .......والتهمة هي المواطنة والحلم بالحرية .......متى كانت الأحلام سلاح قاتل ؟أم أن هذه هي الموضة الجديدة للحلم في بلادي والتي سنتها وشرعتها لنا قوانينها....مع ذلك كلنا مشاريع أحلام ....بوقت غريب حيث صارت شمسنا حمراء وأرضنا حمراء والمطر أحمر والغيم أحمر .....كلنا مشاريع حلم حمراء اللون بزمن صار به البياض شبحاً يخيف دكتاتورنا .......على الأقل بهذه الموضة نستطيع اختيار لون الحلم ........صديقي كان على موعد معي ليخبرني عن الأرض التي اكتفت مطراً كنت على موعد مع صديقي للدردشة للضحك للحزن للألم ..كنت على موعد معه لنحلم معاً لنرسم صوراً ونوزعها ..لنرسم مشاريع ورق لبلاد نحلم بها ......كنت على موعد معه ليخبرني عن الحانة الصغيرة التي اعتدنا العربدة بها والتي تحولت بقدرة جلاد لمقبرة جماعية ........كنت على موعد معه ليخبرني عن الأرصفة والجدران التي يبست والغرف التي خلت من كل شيء إلا من الصمت ......كنا على موعد ليخبرني عن تلك القرية التي أصبحت قفراء خالية من سكانها بعدما رسم الظلام قبوراً لهم واقتحم الموت أسرتهم وتحت أسرتهم .........ولم يبق لهم زاوية يتشبسوا بها بالحياة ....أو يخدعوا الموت فلا يجدهم .......ولكن بطريقه إلى تلك القرية ليكون صورة واقعية عنها تفركش بالموت فسرقه بعيداً وحلق إلى الأعلى والقاتل كان سورياً أخر من تلك القرية ...ولكني مازلت أنتظر صديقي



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا هكذا
- وننتهي بالبحث عن صدفة جديدة
- لن تغفر لهم مدينتي ولن تقتلهم
- إلى أين تتجه سورية؟
- الثورة السورية


المزيد.....




- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
- -الرقصات الشعبية تنشر البهجة في الأجواء-.. الهند تحتضن مهرجا ...
- الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - أنتظره ....صديقي