جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 13:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدون مؤاخذة-
فرح ملايين العرب –وأنا منهم- لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وفرحي ليس شماتة بالرجل، فليس بيني وبينه أي أمر شخصي، وإن كان عزّ مصر وسؤددها يهمني شخصيا كما يهم كل عربي....لكن هذه المحاكمة تنبئ بأن المنطقة العربية قد دخلت للمرة الأولى مرحلة جديدة غير مسبوقة، وفي مجالات مختلفة، فمحاكمة رئيس طغى وتجبر وقتل ونهب وخرب البلاد وأهلك العباد تعني أن دولة القانون وسيادة القانون قد خرجت الى النور، وأن لا أحد فوق القانون، وأن زمن أنصاف الآلهة قد ذهب الى غير رجعة، وأن العرب قد اصطفوا بجانب الأمم المتحضرة من خلال أمّهم الكبيرة "أمّ الدنيا" وبالتالي فان مصر التي نهب اقتصادها الطغاة، وجوعوا شعبها وداسوا كرامتها، وجردوها من دورها الاقليمي القيادي ستعود الى شعبها وأمتها عزيزة كريمة، وأن الطامعين بمصر والمنطقة سيعيدون حساباتهم التي بنوا عليها سياساتهم السابقة، والذين ما رأوا في العرب غير قطيع سهل الانقياد خلف راع لم يخف الله يوما في شعبه، حتى وصل الأمر بجمال حسني مبارك وهو يسعى لوراثة أبيه أن يقول-حسب ما ذكرت بعض وسائل الاعلام- لمسؤولين أمريكيين:"العرب والمصريون لا يهمني رأيهم المهم عندي أمريكا واسرائيل"
ومحاكمة حسني مبارك لن تتوقف ردود أفعالها ونتائجها عليه وحده، بل ستتعداه الى حكام آخرين طغوا وتجبروا، وستكون آداة ردع ذاتية لمن يخلفوه في الحكم ولغيرهم من قادة المنطقة الذين فرطوا بكرامة أوطانهم وشعوبهم، أي أننا مقبلون على بناء الديموقراطية الحقة، التي لا فرق فيها بين رئيس ومرؤوس، فالكل أمام القانون سواء، والديموقراطية ستصبح ثقافة مترسخة وليس مجرد شعارات، وأن القضاء لا يمكن أن يكون الا مستقلا، وأن الحريات ستنتنشر، وبالتالي فان الأوطان ستتحرر، وأن الشعوب ستنعم بالرخاء، وأن الحكام سيشعرون أنهم مراقبون، وأن المسؤولية تكليف لا تشريف، وأن لا مكان لبروز فراعنة جدد....ورغم الحملة الاعلامية الهائلة التي يتعرض لها العرب والمسلمون والإسلام، والتي قد ترتد نتائجها على مطلقيها مثلما حصل مع المجرم الذي ارتكب مجزرة في النرويج مؤخرا، الا أن ثقافة العدل والعدالة ليست جديدة علينا وعلى ثقافتنا، فالرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه يقول(والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول( من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقومه) فينبري له أعرابي قائلا"(والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا) هذه هي ثقافنا الموروثة، وها هم ثوار مصر يعيدون احياء هذه الثقافة العظيمة....ويقول تعالى(ولكم في القصاص حياة).
4 آب-أغسطس-2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟