أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - حرية التقييد














المزيد.....


حرية التقييد


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعرف الآلية التي يستعملها مجلس الوزراء الموقر في اقتراح مشاريع القوانين، لكنني شعرت بخيبة الأمل من هذه الآلية بعد مطالعتي لبعض هذه المشاريع، أذكر على سبيل المثال قانون (حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي).
ومنشأ خيبة الأمل هو الإحساس بأن التشريع في العراق يتم التعامل معه بسطحية بالغة، وكأن الجهات التي تتولى الموضوع تريد استغفال المجتمع واستغلال الظروف المعقدة التي يمر بها البلد من أجل الإجهاز على أهم الحقوق والحريات التي يجب أن يتمتع بها المواطن في (الدولة المدنية).
تُحس وأنت تقرأ القانون أعلاه بأن الغاية الوحيدة منه هي حماية الطوائف والأديان ومتبنيات الإسلام السياسي من أي عملية نقد أو تحليل أو حتى قراءة علمية. ومع التأكيد على أن جميع المقدسات يجب أن تكون محل احترام يليق بها عندما تتحول إلى مادة للنقد أو للتحليل، لكننا نؤكد من جهة أخرى على أن فقرات القوانين التي أرادت أن تكفل هذا الاحترام، تطرفت إلى درجة غير معقولة. فمثلاً نجد أن قانون حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي، وبعد أن يؤكد أن الاجتماعات والتظاهرات يجب أن تكون مسبوقة بطلب يقدم قبل ثلاثة أيام ويتضمن: (موضوع الاجتماع ـ أو التظاهرة ـ والغرض منه وزمان ومكان عقده وأسماء اللجنة المنظمة له، وأن لا تبدأ الاجتماعات أو التظاهرات قبل السابعة صباحاً أو تمتد إلى ما بعد العاشرة ليلاً) وبعد هذه التقييدات وغيرها نجد القانون يردف ذلك بالمادة 13 التي تنص على:
(ثانياً: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن (1) سنة وبغرامة لا تقل عن (10000000) عشرة ملايين دينار كل من:
أ‌. اعتدى بإحدى الطرق العلانية على معتقد لأحدى الطوائف الدينية أو حقر شعائرها.
ب‌. تعمد التشويش على إقامة شعائر طائفة دينية أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعمد منعها أو تعطيل إقامتها.
ت‌. خرب أو أتلف أو شوه أو دنس بناء معداً لإقامة شعائر دينية أو رموزاً أو شيئاً آخر له حرمة دينية.
ث‌. طبع ونشر كتاباً مقدساً عن طائفة دينية حرف فيه نصاً عمداً تحريفاً يغير معناه أو استخف بحكم من أحكامه أو تعاليمه.
ج‌. أهان علناً نسكاً أو رمزاً أو شخصاً موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية.
ح‌. قلد علناً نسكاً أو حفلاً دينياً بقصد السخرية منه.).
إذن، هل شُرِّع هذا القانون لضمان حرية التعبير والتظاهر والاجتماع أم لتقييدها؟ كيف يمكن أن نكفل حرية التعبير عن الرأي إذا منعنا المفكر أو الباحث أو الإعلامي أو السياسي المعارض أو حتى المتظاهر، أن يعتدي أو يحقر أو يشوش أو يمنع أو يعطل أو يخرب أو يتلف أو يشوه أو يدنس أو يطبع أو ينشر أو يهين أو يقلد أو يسخر؟
ثم ما معنى الاعتداء على المعتقد؟ وهل أن الكتابات التي تشبه كتابات داريوش شايكان أو نصر حامد أبو زيد أو سيد محمود القمني، تعتدي على المعتقدات؟ هل يعتبر نقد الإسلام السلفي نقداً ممنوعاً لأنه من قبيل الاعتداء على معتقدات طائفة؟ وهل أن الكتابة ضد حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين، مثلاً، بمثابة إهانة لرمز أو شخص موضع تقديس وتمجيد واحترام لدى طائفة دينية؟ أم أن تطبيق القانون سيتم وفق مبدأ الكيل بمكيالين؟ ماذا عن رجال الدين الذين يشتركون بالعملية السياسية ولديهم أحزاب شريكة في الحكومة ويشتبه بضلوعها بالفساد؟ هل يحضر على الإعلامي أو الكاتب توجيه النقد لهم لأنهم (رموز) دينية؟ ماذا لو أصدر (الرمز) الديني فتوى أباح بها إعاقة العملية السياسية أو قتل الأبرياء؟
أنا أدعوا الكتاب والإعلاميين والنشطاء المدنيين وكافة الأشخاص والجهات ذات العلاقة، إلى مراقبة الجهد التشريعي بقوة، لأن مستقبل العملية الديمقراطية على المحك هنا.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف
- كراهيتنا سوداء
- وزارة حقوق الإنسان
- التيار الصدري
- سادتي الأفاضل
- ميدان ئازادي
- غناء في السياسة
- لحظة المصير
- سادة الشوارع
- لقاء الرئيس
- حزب الفيس بوك
- نريد أن نعرف


المزيد.....




- إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق ...
- هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو ...
- -نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما ...
- إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب ...
- بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
- وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
- الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
- ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف ...
- زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - حرية التقييد