أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - القدر اللعين...














المزيد.....

القدر اللعين...


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 08:08
المحور: الادب والفن
    


نمضي على الجمر..على رَجع التوجع وأصداء الأنين
ولحن ترنيمة كئيبة حزين
رهائن الغربة والأوغاد في رحلة الزمن الرهين
غرباء في أوطاننا والمنفى موت مستكين
والقدر اللعين...
يكمن في كل ثنايا الدرب ومرافئ العمرالضنين
يغتالنا في كل يوم وكل حين
يعتقل الأجساد والأرواح والأنفس.. من كل طائفة وعرق ودين
يقتل كل همسة وبسمة ولحظة مابين عاشقين
يدمي المآقي واللحاظ فتذبل الشفاه والعيون بالدمع والدعاء تستعين
يجثم فوق صدورنا مكبلين
لعل فيها أغنية أو أمل في أمنية أو شئ من حنين
يصادر الماضي والحاضر والباقي من الأيام والسنين
يمنحنا تأشيرة دخول لعالم كل مواطنيه يحملون صفة سجين
وكل أربابه من دون الله أرباب عالمين
والقدر اللعين...
تركيبة سحرية رهيبة من دجل وأوهام
ودورة حالكة الأطوار أشد عتمة من الظلام
تلفنا تحجبنا تنساب في أعماقنا وتقتل الآمال والأحلام
تُسخِرالعقول والقلوب والأجساد في خدمة الحكام
تجعلنا بهائم تقودها الأنعام
تحيل كل حياتنا ووجودنا الى عدم أو كومة ركام
تأمرنا أن نقدس المجهول ونبجل الإبهام
لأنه من كُنه ذاتِها التي تعجز عن أدراكها الأفهام
والخوض فيها من كبائر الآثام
تُلحق كل مفهوم ومعلوم لنا بعلامة أستفهام
وإجابات أُعِدت سلفاً بحلال أوحرام
الحب والحياة والحرية هواجس محظورٌ بشأنها الكلام
وخواطرمشبوهة في موضع إتهام
والذل والخنوع والطاعة العمياء من شعائر النظام
وفرائضٌ دونها يترقب الموت الزؤام
وعقوبات شنيعة أهونها الأعدام
القدر اللعين...
ليس له ملامح ثابتة أو صور
قدراته خفية تُدرَك بالبصيرة وليس بالبصر
فقد يكون قائد ضرورة يَضرنا ويقودنا لكل مافيه ضرر
يَقتل بالآلاف ويُدمر الديار لا يُبقي حجر على حجر
لايَسلم من بطشه طير ولا شجر
لايغني ولايمنع ولايدفع أخطاره الحذر
أو خوف من الله أو رأفة في الخلق والبشر
فظلمه أشد من جحيم أو سقر
سلطته روحية شريرة تقدح بالوعيد والثبور والشرر
بيده التشريع للقتل والعدوان والظلم والفساد والبغي والقهر
والتنفيذ بأبشع وسائل النذالة والطعن والغدر
وله القضاء علاوة عن كونه قدر
وله أن يسلبنا أرواحنا أنفاسنا آرائنا والعقل والفكر
يقودنا من مجزرة لمجزرة يعدنا بالمجد والخلود والنصر
وينتهي الأمر بنا لمقابر والقادة العظام في الحُفر
القدر اللعين...
قد يكون من ذوي السماحة ولا يفقه السماح
بالعنف والأرهاب والجريمة يدعوا الى الفلاح
طالح ينادي بالصلاح
يستأنس بمشهد الدمار والدم والجراح
يُسفك دمائنا ويغتصب ويهتك الأعراض بأنشراح
تُطربه شكوى البرايا والنواح
يدعوا الى الضغينة والحقد والسِفاح
فالفتك والهتك بأسم الدين ليس على الجاني فيها جناح
وجرائم التنكيل والتمثيل والأبادة نفل مُباح
وفتاوى الأمر بالقتل والرذيلة من الصحاح
والنهي عن الحب والفضيلة لا شك فيه ولا بَراح
فلن ينال البر من لم يكن طاغية ذَباح
يترصد الضحايا مع سبق أصرار وإلحاح
ولن ينال جنة، تحيتهم فيها سلاح
وآخر دعواهم أن يقتلوا ويكثروا النكاح،
مالم يكن فاسق موغل في الدماء سَفاح
والقدراللعين...
يكمن في الفكر وفي العُرف وفي التقليد
أو في عادة موروثة من زمن بعيد
زمن النخاسة والجواري والعبيد
أو نزعة مريضة من وحي شيطان مريد
أو مارد متحجر القلب والعقل عنيد
يجتاحنا فكر متطرف بليد
يبعدنا عن التحضر والتقدم وكل ماهو جديد
يحملنا للعيش في ماض تليد
يجعل ما بيننا وبين البشر بَون مديد
يَحبس في صدورنا الحب بأغلال حديد
تَشلنا وتترك في القلب جرح صديد
وعلى كل نبضة من نبضاته رقيب عتيد
يستوطن نفوسنا بؤس وحزن وطيد
يرسم على وجوهنا المغبرة بأس شديد
نفقد الأحساس بالحب والزمن السعيد
نبخس الأحساس فينا ونبيع العمر بثمن زهيد
فنقترض الأيام بالربا ونعجز عن الإيفاء والتسديد



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جنى الكورد الفيليون من المحكمة الجنائية العليا؟
- الحب والموت في بلادنا ...
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - القدر اللعين...