أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-














المزيد.....

في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 07:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عيده السادس والستين
الجيش السوري " على مفترق الطرق"

إلى مدينة حماة الباسلة
إبراهيم اليوسف
تذّكرت يوم الجيش السوري، وأنا أتابع نص كلمة تقليدية موقعة باسم بشار الأسد، موجهة إلى الجيش، وهو يحتل رتبة الفريق التي طارت إلى كتفيه، كما طارت إليه الرئاسة، وهو القاصر عنها، سناً، وكفاية، وإن كانت معلوماته في شؤون الجيش، لن تزيد عن معلومات أيِّ مجند أمي..!
ويوم الجيش السوري، كان يوماً منتظراً من قبل "العساكر" الدراويش، حيث قد يقدم لهم- في بعض القطع العسكرية الأقل سرقة وفساداً- إن وجدت- ما يمكن أن يعد استثناءً في تاريخ خدمة العسكري،ويستحق التدوين في سجل مذكراته، ربع دجاجة، ونصف تفاحة، وقطعة من الحلويات الرخيصة، وهو اليوم الذي يعدّ مأساة لمحاسب القطعة العسكرية، وسادته الضباط اللصوص، كل بحسب طول يده، وإن كانت هناك قطعات عسكرية لن يعرف عسكريوها عن هذا العيد، إلا من خلال ما يقرأ على مسامعهم من برقيات جافة، يسمعونها، رغماً عن أنوفهم.
والجيش السوري الذي تأسس قبل ستة وستين عاماً، في الأول من آب اللهاب، لا يزال بالرغم مما يعانيه من فساد، وأدلجة خاوية، مثلاً في الوطنية، والشهامة، والنبل، والولاء للوطن والشعب، وإن كان قد انحدر تحت ثقل تحوير أهدافه السامية، في الدفاع عن أرض الوطن، والسعي عن استعادة ما سلب منه، إلى الحضيض، والولاء للقائد، الضرورة، من دون أن تتاح له الظروف، وعلى امتداد عقود عمره، أن يعيد ولو شبراً مما احتل، و بيع، من الأرض السورية الغالية.
قصص فساد الجيش كثيرة، ولعلي كنت أحد الذين تصدوا للكتابة عن بعض منها، منذ سنوات، وهناك آخرون فعلوا ذلك، ومما قد يبدر إلى بال كل مواطن مطلع: عمل مجموعات من الجنود، كرقيق، في مزارع بعض الضباط، ذوي السطوة والنفوذ، صغاراً، من خلال رتبهم، أم كباراً،من خلالها، لا فرق، أو دفع المجند راتباً شهرياً لأحد الضباط، ليخدم جنديته في بيت أمه، وهناك من كان يفضل العمل في مجال شاق، لتقديم راتبه الشهري لمعلمه.
لقد وجدنا في العام 2004 عندما حاصر الجيش السوري المدن الكردية، كيف أن العساكر كانوا يتوسلون الأهالي لإعطائهم رغيف خبز، أو وجبة طعام، وهو ما يتم الآن، في الكثير من المدن السورية، وإن كان هذا المجند يضطر لتوجيه "سبطانة" رشاشه، إلى صدر من يقدم له الرغيف والحب، كما يحدث –حالياً- في مدينة حماة، الأبية، وفي البوكمال، حيث يترافق عيد الجيش، مع الفاتح من رمضان، وفتح المدن الوطنية، إذ يعلن عن نجاح الجيش في الوصول إلى هذه المدينة أو تلك، وكأنه استرد الجولان، وكيليكية والإسكندرونة.
إن الجيش السوري الذي نريده لمواجهة محتلي أرضنا، بات مهيض الجناح،ذليلاً، مزجوجاً في مهمات غير نبيلة، وهو مُكره على ألا يلعب دوره الوطني، في الحفاظ على أمن المواطن، إذ لا مسوِّغ لوجوده إن كان ثمة خلل في هذا الأمن، فما بالك، إن كان مكرهاً، ليكون أداة في ذلك...!
لقد استطاع الجيش المصري، أن يعطي صورة عالية عن وطنيته، عندما كان يحول دون اعتداء "البلطجية" على متظاهري ساحة التحرير، ولعب دوراً حاسماً في حقن دماء المواطنين، والحفاظ على المعادلة الوطنية، لذلك بقيت صورته ناصعة، على امتداد مسيرة الثورة حتى لحظة نجاحها، وهوما يفتقد إليه الجيش السوري الذي خاض مهمة غير نبيلة، لقتل المواطن السوري، وكتم أنفاسه، وانتهاك كرامته، وهو ما شوَّه صورته- وهو المقدس- في الذاكرة السورية، ليدفع المواطن السوري- مستقبلاً- إلى أن يصرّ أن يكون موقع الجيش الثكنة، لا الشارع، وهو ما سينهي مرحلة "العسكرة" التي التهمت الحياة، منذ مرحلة ما يسمى ب "طلائع البعث"، ومروراً بمرحلة ما يسمى ب" شبيبة الثورة"، و"التدريب العسكري"، وحتى في الرمق الأخير من حياة مواطننا، المهدد بالخدمة الاحتياطية، في جيش يستنزف باسمه كل الاقتصاد السوري، وهو جائع، جانح، قسراً.....!
إن الجيش السوري، وهو يحتفل بعيده السادس والستين، وسط انتفاخ وتنتن جثث مواطنينا في المدن المحاصرة، غدا في أصعب اللحظات من عقود حياته، المريرة، ما دام أنه عجز عن أداء مهماته الجسام، وهذا ما نتن رائحته- وهو البائس- المقود- لا القائد، الأسير، وسط تراتيبة تنظيمية، أوهنته، وجعلته على مفترق الطرق، لا سيما وأن السواد الأعظم منه- هم من غير المنتفعين- الأمر الذي ضاعف حالة الاحتقان، والتذمّر، والهمس، بالرغم من الحالة الأمنية، الرهيبة، ومئات حالات الإعدام الميداني، خاصة وإن كثيرين يؤكدون انقطاع أخبار أبنائهم العساكر عنهم، ما يوحي بأن هذا الجيش أمام مرحلة جديدة، تنتظره، بعد أن بات يرفض الإذعان، على نحو علني، و صار يخرج من قمقمه، ليكون محور معادلة القوة، والشكيمة، والبأس الوطني.
1-8-2011
المقال التالي:
"دموع السيد الرئيس"
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-