أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - إفساد السياسة وسياسية الإفساد














المزيد.....


إفساد السياسة وسياسية الإفساد


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكثر الأدلة على إفساد السياسة وسياسة الإفساد في العراق. والحديث هنا ليس عن "مؤسسة الفساد" بشكل عام، وعن نفوذها في دهاليز المال والاقتصاد والإدارة، وامتداد إخطبوطها المرعب الى الحياة العامة. إنما يدور الحديث حول ركن منها، هو المرتبط بالفساد السياسي، وهو الأخطر بالنظر الى دوره في توفير المناصب للفاسدين، وحمايتهم ومنع أي تقليص لنفوذهم، وتوفير الأجواء التي تسهل عملهم، وتهيء الأذهان لقبول هذا الواقع المؤلم.
وحين يواجه الشعب العراقي هذا الواقع بالشجب والإدانة، كون الفساد فعلا شائنا لا يتقبله أي شعب حر، يلجأ المتنفذون الى تبادل الاتهامات بتسييس الفساد. واحدث ما يمكن الإشارة إليه في هذا الصدد، هو تعامل مجلس النواب بكتله المختلفة مع موضوعة استجواب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ومفارقات التصويت على حجب الثقة عنها!
لا ابتغي هنا التذكير بمواقف السياسيين من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، منذ الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وخشيتهم من عدم حياديتها في إدارة العملية الانتخابية، و تشكيكهم في استقلاليتها، وارتيابهم في تشكيلتها. وذلك فيما كانت تتصاعد من جانب الغالبية العظمى من القوائم، التصريحات حول عمليات التزوير. ولا يمكن نسيان حصول بعض المرشحين في انتخابات مجالس المحافظات على صفر من الأصوات ، حيث لم يحتسب حتى صوت المرشح لنفسه(!) في مفارقة اقرب ما تكون الى الخيال! فيما لم نسمع أي تصريح من أي نائب او مسؤول، يبرئ المفوضية من سوء إدارتها للانتخابات ومن الأخطاء الفاضحة التي وقعت فيها، وما أكثرها.
كذلك لا اريد هنا العودة الى عملية استجواب المفوضية في مجلس النواب، والتهم التي وجهت اليها، من فساد مالي وإداري وامتيازات غير مشروعة وإيفادات غير مبررة وحجوزات فندقية وهمية، فضلا عن تسليم أهم ما في العملية الانتخابية، وهو التحكم في البرنامج الالكتروني لأصوات الناخبين، الى جهات خارجية. ومرة أخرى لم ينبرِ احد من النواب للذود عن المفوضية، التي كان ردها على التهم التي وجهت اليها ضعيفا وغير مقنع، في مقابل قوة الأدلة الموثقة التي قدمتها النائبة حنان الفتلاوي أثناء الاستجواب. ولم نسمع في النهاية سوى بعض التصريحات الخجولة، التي حاولت رد تهم الفساد بالحديث عن تسييس الاتهامات!
واللافت هو نتائج التصويت: حيث رفض 151 نائبا عزل أعضاء مجلس المفوضية العليا للانتخابات، فيما ايّد العزل 94 نائباً فقط، من أصل 245 نائبا حضروا تلك الجلسة. فكم كانت المبررات باهتة، ومنها الحاجة الى خبرة المفوضية!؟ ولا احد يعلم في أي مجال تتجلى هذه الخبرة، ولا كيف يمكن الاستفادة منها؟
ويقال هذا بعد كل النواقص التي أشار إليها الاستجواب، وقبله تقارير مراقبة الانتخابات! فيما يذهب تصريح آخر الى القول ان حجب الثقة كان يجب ان يتم بعد الاتفاق على تشكيل مفوضية جديدة. والسؤال هو كيف يتم تعيين الجديد قبل ان يكون هناك شاغر إداري!؟
لكن الأغرب في كل هذه التصريحات هو اعتبار ما جرى انتصاراً سياسياً على جهة معينة، والابتهاج بقدرة الجهة المقابلة على إيقافها عن التفرد!
ولا جدال في ضرورة إيقاف التفرد، لكن ليس على حاب محاربة الفساد وسوء الإدارة!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير
- ثلاث وجهات نظر
- ديمقراطية بمخالب الدكتاتورية


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - إفساد السياسة وسياسية الإفساد