أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مجتمعات الاقصاء الشامل















المزيد.....

مجتمعات الاقصاء الشامل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1026 - 2004 / 11 / 23 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يطالع ويرى ويتابع التحركات والتنقلات والنشاطات والفعاليات الدائرة على رقعة هذه الاشلاء الجغرافية المفككة والمبعثرة والهرمة والخارجة لتوها من غيبوبة تاريخية وحضارية مزمنة. المتباينة الاشكال والالوان والاطياف بكل نشاطاتها واتجاهاتها وانتماءاتها الفكرية والدينية والعقائدية والنوعية يرى العجب العجاب مما لايسر الخاطر من الفرقة والتباعد والتناحر والتناقض ويدرك مدى عمق الهوة وارتفاع الحواجز وانقطاع الجسور بين الجميع.مؤتمرات واجتماعات وندوات ولقاءات ومشاورات في كل مكان هنا وهناك في الفنادق الفخمة وفي قصور الشعب المحرمة عليه بفتوى ثورية من الاحزاب القومجية , وفي الغرف العادية المغلقة والمفتوحة والخيم المنصوبة على عجل وفي السر والعلن وبث مباشر وعرض مسجل واخر ممنتج ومنمق ومزركش على اذواق ورغبات وزراء الاعلام وقرارات وكلمات وتصريحات ومداولات وفوران وهيجان وسيلان وهذيان وفلتان.مؤتمرات وتجمعات وتكتلات وخلوات للنساء لايحضرها الرجال وللرجال لاتحضرها النساء قمم للرؤساء لاتحضرها الشعوب واخرى للاصوليين لايحضرها المعتدلون وللشيوعيين لايحضرها المتدينون ووللارهابيين لايحضرها المسالمون وللعمائم السوداء لاتحضرها العمائم الحمراء والبيضاء وللطرابيش لاتحضرها القبعات واخرى للغترة والعقال لايحضرها الكاشفون وللجلاليب لاتحضرها السراويل وللقومجيين لايحضرها الوطنيون وللناصريين لايحضرها البعثيون وللاشتراكيين لايحضرها الامبرياليون وللتقدميين لايحضرها الرجعيون ولعلماء الدين لايحضره العلمانيون ولليمين لايحضره اليسار ولليبراليين لايحضره المحافظون وللمتخلفين لايحضره المتنورون وللصغار لايحضرها الكبار وللصبيان لاتحضره البنات وللاطباء لايحضرها المرضى وللبترودولار لايحضره الدينار وللمنافقين لا للصادقين وللضباط لايحضرها المجندون وللاسياد لايحضرها العبيد وللسلطان لايحضرها الرعايا والغلمان وللشيوخ لا تحضره العامة والدهماء, وللمجانين لايحضره البلهاء, وللسواقين لايحضره الركاب وللبرلمانيين لايحضره الوزراء وللقضاة لايحضره المجرمون وللنواب لايحضره المنتخبون وللسفهاء لا يحضره العقلاء وللمدرسين لايحضره الطلاب وللمدراء لايحضره الموظفون وللاغنياء لايحضرها الفقراء وللمحجبات لاتحضره السافرات وللمؤمنين لايحضره الكفار وللفئات الضالة لاتحضره الفرق الناجية وللحكومة لا تحضره المعارضة وللمغتربين لايحضره المقيمون وللمواطنين لايحضره المهجرون واخيرا وليس اخرا للحاضرين وليس للغائبين والمغيبين والمنسيين والمنسقين والمقصيين والمغضوب عليهم وهم الاكثرية في كل اجتماعاتنا ولقاءاتنا وندواتنا العقيمة القاحلة الجرداء والجدباء التي لم تقدم ولم تؤخر في يوم من الايام ولم تغني او تسمن من جوع والجميع مصاب بانفصام مرعب مع الجميع. واشكال اخرى وكثيرة مقرفة ومقززة من عمليات التباعد والتناحر والانشطار والفرز العنصري المبطن والطائفي والاثني والطبقي والعقائدي والسلطوي غير المضبوط و غيرالمتحكم به. والكل يشجب الكل ويهمش اجميع ويقصيه ويلغيه. لااحد يريد ان يعترف بالأخر اويرى غير نفسه بنرجسية حمقاء مريضة واوهام عن امجاد شخصية رعناء.لااحد يريد ان يسمع للاخر او ان يتبادل الانخاب الثقافية والفكرية والعقائدية معه اوان يجلس معه اويحاوره اومجرد ان ينظر اليه في مشهد سريالي لامتناه من الحقد والكراهية والنفورالابدي المزمن. الجميع ضد الجميع ولا احد يقر بوجود الأخر ووجوب الاعتراف به وحتى مناداته باسمه والنظر بوجهه والسلام عليه.وانه وبرغم ان لغة الضاد تكتنز اكبر كم من الكلمات والمفردات- ومن يعتريه الشك ليتفضل بالقاء نظرة على كتاب لسان العرب لابن منظور المصري- فان لغة الحوار الوحيدة هي السيف والبتر والقتل والدم والالغاء والاقصاء وكل مخازي العهر التي نراها ونسمع بها كل يوم. فلقد قيض الله لي ان ازور واقيم في بعض من دول العالم الكافرالتي يحاول بن لادن وبعض الفتية البررة الاشاوس معه تدميره واقامة امارة اسلامية مكانه على غرار طالبان وزعيمها- الذي لم يره احد- امير المؤمنين الملا عمر حفظه الله وابقاه الى الابد في كهوف تورا بورا.

ولقد بلغت هذه الامم مبلغا من الرقي والحضارة ونكران الذات الوطنية ما يعجز اللسان عن وصفه بعد سنوات مريرة من الجنون العقائدي والخرف الديني والتعصب الاعمى والغرور الطائش والفاشية القومية الهوجاء المهزومة والتي يحاول البعض الان في قمعستان احياءها بكل غباء وحمق. فهناك مساجد وجوامع وكنائس ومعابد وصوامع وكنس يهودية وشعوب عربية وهندية وفرسية وكردية وسلافية ومجرية وارية ونورماندية وانغلوساكسونيةواسكندينافية وفرانكوفونية واعراق بيضاءوسمراء وصفراء ولاتينية وديانات اسلامية ومسيحية ويهودية وبوذية وهندوسية وزرادشتية ولاسماوية وحكومات واحزاب يسارية ويمينية ووسطية واشتراكيةوليبرالية وعمالية ومحافظة وعلمانية وديغولية وملكية ودستورية وبيئية ويعلم الجميع كيف توحد هؤلاء في كيان سياسي واحد وكيف تنازلوا- ولم يحافظوا مثلنا على العادات والتقاليد الفذة والفريدة- عن رموز وطنية وسمات قومية خالدة فترك الفرنسيون الفرنك الفرنسي والاسبان البيزيتا الأسبانية والطليان الليرالايطالي والالمان المارك الالماني لصالح اليورو الذي تفوق على الدولار المثير لشهية بني العربان ورفع الجميع علما ازرقا مرصعا بنجوم ذهبية.ولكن وفي نفس الوقت هناك قانون وضعي علماني صارم لايرحم فوق الجميع وجد اصلا لتحقيق مصالح الكل وخصوصا الاقليات من سطوة وسيطرة الاغلبية.ومع وجود بعض الحالات الشاذة والاتجاهات الشوفينية المتطرفة والتصرفات والانحرافات الفكرية الا ان الغلبة والكلمة الاخيرة كانت في النهاية لمبدأ سيادة القانون. وتتباهى كثير من هذه الدول الان بكثرة مالديها من تنوع وتعددية وقد وعا الالمان هذه الحالة مؤخرا جدا وهم الان بصدد "استيراد " نعم استيراد شعوب واعراق وقوميات متنوعة وزرعها في المانيا بلد كانط ومترنيخ وبيتهوفن وهلموت كول وستيفي غراف الجميلة الرائعة. والجميع يعزف ببراعة سمفونية وطنية رائعة من التناغم والتجانس بعد ان ادركوا ان لاسبيل الا بالتعايش والحوار والاعتراف بالاخر وان لغة الهوس والهذيان والتضليل والخرف والتعصب وحوار السيوف الدموي الفتاك ولغة الموت لن تجلب سوى مزيدا من الدماء والعنف .

ولقد ادت حقب مديدة وزمن بدا قهريا وازليا لامتناه من الاستئصال والتنافر والالغاء والجفاء والسبات الظلامي الغيبي الاسود الى الخروج نهائيا وبشكل محزن ومبكي لأمة بكاملها من المنظومة الحضارية والبشرية التي كانت تتطور تصاعديا في مجالات شتى ليس اهمها طبعا سيادة العقل والمنطق والحكمة والقانون واحترام الانسان كقيمة سامية ابدعتها عظمة الخالق.

وهكذا وكلما بدا هذا المشهد كئيبا وحزينا ومأساويا ومظلما كلما دعت الحاجة الى علاجه والى اخراجه من ثلاجة التاريخ ليذوب في دفء الحوار وحضن الاوطان الجرداء العارية وحرارة التلاقي التي لابد منها لاستمرار الحياة. انها دعوة بسيطة- لوليمة ولومؤقتة للتعايش......... ولكنها مستحيلة.

كاتب وصحفي سوري- بريطانيا



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعاظ السلاطين وبيان الليبراليين


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مجتمعات الاقصاء الشامل