جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 00:46
المحور:
كتابات ساخرة
الإله الذي خلق هذا الكون له أمور كثيرا ما نقول عنها بأنها أحيانا تبدو غريبة وأحيانا لا بدو غريبة بقدر ما تبدو لحكمة ولشيء لا نعرفه نحن, ويخلق الخالق شخصيات بشرية عجيبة وشخصيات بشرية أعجب من العجيبة والغريبة وكما يقولون(لله في خلقه شؤون) وأخيرا وليس آخرا يعطي الخالق الناس أشياء عجيبة فأحيانا نقول عنه بأنه يعطي اللحم للذي لا يوجد في فمه أسنان لهظمها ونقول عنه بأمثالنا الشعبية بأنه (يعطي الحلق للذي آذانها ليست مثقوبة أو للتي لا تملك من أصله آذان) ونجلس نفكر ونحتار في أمر خالق هذا الكون العجيب لنقول عنه باتلنهاية بأنه هو المسؤول عن هذا الكون وكيفية تدبيره, والآن يدخل جنته من نعتقد بلأنه سيدخله ناره وكذلك يدخل ناره من نعتقد أنه سيدخله جنته, ولا أحد يعلم شيئا عن سياسة خالق الكون في من سيدخله جنته الأبدية ومن سيدخله ناره الأبدية, وليس من المفترض أن يجازينا الخالق بالجنة وبالنار فمن المحتمل يوم القيامة أن يدخلني جنته وتكون جنتي عبارة عن التقاء بالمرأة التي أحببتها في الدنيا فهذا بالنسبة لي أفضل من أن يسكنني قصورا عالية وأفضل من أن يمدني بأنهار من خمر وعسل, فعيون محبوبتي تسكرني أكثر, وخدودها تسعدني أكثر وملمس جسمها الناعم بيدي أفضل عندي من أن يضعني في الفردوس الأعلى عن يمينه أو شماله.
ولو صعدنا إلى السماء السابعة والثامنة كما يقولون في هذا العام 2011م ورأينا الجنة ورأينا النار وفتشنا ونحن نتسلل ونتسلق كالحرامية على أسوار الجنة والنار وسألنا عن أصحابنا من أهل النار أين هم؟ لإكتشفنا بأنهم لم ينزلوا النار وإنما الجنة, ولو تسللنا إلى الجنة وسألنا عن أناس ونحنُ نعتقد أنهم في النار وعلى رأسهم أنا وكل المعجبين في شخصي أو في كتاباتي لأصابتنا الدهشة والسكتة القلبية بسبب المفاجأة حيث لن يجدني أي شخص في النار وإنما في الجنة وكل أعدائي الذين يتبعون الإسلام في النار.
ولو فتشنا عن باقي الأهل والأصحاب الذين كنا نعتقد أن منهم من سيكون من أهل الجنة لتفاجأنا مرة أخرى عندما لم ولن نجد لهم أي عنوان مكتوب أو أي أيميل في الجنة ولا حتى في شوارع الجنة لن نجدهم يتسكعون ولا حتى على أبواب وشوارع أهل الجنة,وخصوصا الشيخ(صالح) الذي بنى قصرا من الرُقيات (الحُجب) وهو يكتب بها للنساء من أجل أن يحبلن وينجبن, فقد أثرى الشيخ صالح ثراءً فاحشا من وراء تلك المشاكل...و كلهم في النار خالدون فيها وعلى رأسهم الشيخ صالح وأئمة الفقه الأربعة فمن المحتمل أن يكونوا في النار نظرا لكثرة ما خلقوا من مشاكل بين الناس وعطلوا الفكر والاجتهاد والقياس وعلم المقارنة,إن أهل الجنة من المؤكد أن لا يكونوا من أئمة المساجد أو من الذين يصلون في الصف الأول خلف الإمام فعلى حسب ما أعتقد من أنَّ أصحاب الملاهي الليلية أو بعضهم سيكونون في الجنة ..وكذلك أمناء الأحزاب السياسية والجمعيات والاتحادات النسائية كل أولئك من أهل الجنة, لا أحد يملك الحقيقة, لا أحد يعرف شيئا عن أصحاب الجنة وأصحاب النار,من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار!؟, من يملك الحقيقة؟, من يعرف الحقيقة؟ لا أحد, من يملك حقيقة البوذي؟ ومن يعرف عن البوذية؟ وعبدة الفرج,من يعرفهم على حقيقتهم؟ وعبدة الشمس والشيطان؟, لا أحد يعرف قلوبهم, ومن المحتمل أن تكون كل الحيوانات في الجنة مثل القطط والأسود, والزواحف والقاطورات مثل التماسيح, والأفاعي لأن القتل عند تلك المخلوقات ليس ذنبا,ولا جُرما, وليس انتقاما, وحده الذي يقتل انتقاما هو الإنسان بكل ما أوتي من خسة ومن نذالة, إن القتل عند أولئك أسلوب حياة, علما أن الإنسان يقتل حيوانا آخر ليأكل كأسلوب هضم وشبه وجوع وعطش. أما فيما يتعلق بأبناء جنسه فأعتقد أن الإنسان هو الوحيد الذي يقتل الإنسانَ ليس ليأكل لحمه بل انتقاما وبشاعة, الوحيد الذي ينتقم من أعداءه بالقتل انتقاما أو نزوة مثل النزوة الجنسية هو الإنسان, لماذا ندخل الجنة؟ ولماذا ندخل النار؟ كل هذا عبارة عن تشتيت ذهني أصاب النبي أو أصاب الناس وخصوصا كلامهم عن عذاب القبر, فلماذا نعذب في القبور؟ ألا يكفي أننا سنكون مطمورين تحت التراب! أتريدون لنا أيضا أفاعي تلسع بنا وتعض بمؤخراتنا وبوجوهنا؟ ألا يكفينا أن الدود سيأكل من عيوننا حتى يشبع؟ أفوق هذا كله نريد أن يأتينا ملك العذاب ليضربنا كل بوكس أو كف ليلصقنا بالحائط؟ ..لماذا ندخل النار؟ بعضهم قال بسبب ألسنتنا؟ حسناً, الحيوانات لا تملك ألسنتنا تنطق بها إذا هي في الجنة...,أما الحيوانات فألسنة معظمها فقط للشم وللتحسس عن بعد وليس للتكلم بالباطل وعلى هذا الأساس من المحتمل أن تدخل تلك الحيوانات الجنة نظرا لأنها غير ناطقة بالسوء , ولكان أئمة المساجد أغلبهم من أهل النار لأن ألسنتهم طويلة جدا مثل المطاط وكأنها مصنوعة من المطاط فبعض الشيوخ يمطون ألسنتهم من أول المسجد إلى آخره وكثيرا ما تطاولوا على شخصي الطيب وعلى أبي وعلى جدي فهؤلاء بسبب ألسنتهم من المكد90% أنهم من أهل النار.
ولو عدنا لننظر في أهل الجنة من خلف أسوارها الحديدية لكان أهل الجنة أيضا من اليهود ومن المسيحيين وخصوصا الناشطين الحقوقيين الذين يدعمون قضايا التحرر,مثل تحرر المرأة وتحرر المواطن من عبوديته لشخص واحد, ومن المحتمل أن يكون أمناء الأحزاب اليسارية والجمهورية والديمقراطية التي تدعوا للحرية من أهل الجنة, وأنا على يقين تام-مرة أخرى- بأن خطباء المساجد من أهل النار لأنهم شركاء في الفساد, ولأنهم كانوا وما زالوا يشتمون يوميا باليهود وبالنصارى, وخصوصا المعارضين لخلع الحجاب, فكل شيخ دين معارض لخلع الحجاب سيكون من أهل النار, وكل رأسمالي مسلم يبني المساجد على نفقته الخاصة سيكون مباشرة من أهل النار, أنا الآن أتخيل من خلال مخيلتي الخاصة والواسعة أن الله عز وجل يحرق بالنار كل متبرع لبناء المساجد نظرا لأنهم لم يتبرعوا لبناء المصانع أو الأندية الثقافية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الحقوقية, وأنا أتخيل أصحاب نوادي السهر الليلي من أهل الجنة نظرا لأنهم ينعشون القلوب بالطرب وبالسهر الجميل, أو أن يكون منهم الملايين في الجنة أو من أهل الجنة, فما أدراكم أيضا بحقيقة كارل ماركس أليس من المحتمل أن يكون ماركس من أهل الجنة هو ولينين وروزا لكسمبورغ و بجدانوف؟ أليس من المحتمل أن يكون المرحوم إسحاق رابيين من أهل الجنة مع ألف رحمة ونور تنزل عليه, نحن جميعا لا نملك الحقيقة ولو عرفنا من هم بالضبط أهل النار وأهل الجنة لضحكنا كثيرا قبل أن نبكي دمعة واحدة على أهل النار, ولضحكنا كثيرا على أهل الجنة من أعماق أعماقنا قبل أن تظهر أسناننا, ولالتوى من وجه كل واحدٍ منا العصب السابع والعصب التاسع الذي يتحكم بتغيرات الخدين يعني كان أصابتنا سكتة أو كما يقولون جلطة, كل هذا بسبب المفاجأة الكبيرة التي سنفاجأ فيها حين نرى أناسا في الجنة كنا نعتقد ونحن في الدنيا أنهم من أهل النار, فمثلا سنرى راقصات رقص شرقي وغربي في الجنة ينعمن بقصور لم يكن يحلم بها عمر بن الخطاب أو أبو بكر الصديق,إنه لا يعلم جنود ربك إلا هو, وسنفاجأ كما تفاجأ المعري في رسالة الغفران وكما تفاجأ دانتي حين شاهد أناسا كان يعتقد وهو على الأرض في الحياة الدنيا أنهم من أهل النار, نحن لا نملك الحقيقة ولا نعرف من سيدخل الجنة-إذا كانت موجودة- ولا نعلم حقيقة من هم أصحاب النار أو أهل النار-إذا كان هنالك في الأصل جنةً أو نارا, ثم لماذا هنالك هذه الفرضية عن العذاب بالنار,أفلا يوجد لنا طريقة نتعذب فيها أخف من النار؟ والله النار كثيرة على أمثالي من الفقراء الذين لم يقتلوا ولم يسرقوا ولم يؤذوا الناس, أمن المعقول أن تكون كتاباتي وعشقي وحبي وهيامي إثما اقترفته عيوني يوم رأيتها وآذاني يومَ سمعتها؟ لماذا لا نفترض مع دانتي من القرن الثالث عشر بأن عذاب الرب أنواع متعددة, فمثلا شارب الخمور كان يتعذب في الرياح الشديدة التي تقلبه يمينا وشمالا وهذا العذاب من صنف الإثم حيث كان الذي يشرب الخمر يشعر بتقلبات مزاجه وكأنه أيضا طائر في الهواء, لذلك كان عذابه أن يتطاير مع الريح, النار ليست وحدها الأسلوب الأمثل للتعذيب, الحب مثلا عذاب من الله يرسله على العاصي له, فمن المحتمل أن يعذبني ألله بالحب وبالافتقار إلى الرومانسية ومن المحتمل أن لا يجعلني أعيش لحظة رومانسية في حياتي, النار ليست الأسلوب الوحيد للتعذيب, ودعونا نهرب قليلا من أساليب التعذيب ومن سجون الله وزنازينه لنرى من هم أهل الجنة وأهل النار, فمثلا هنالك احتمال كبير بأن يكون إمام المسجد الذي في حارتنا من أهل النار والسعير الحارق نظراً لأكاذيبه الكثيرة, ومن المحتمل أن يُدخل ألله 99% من خطباء المساجد جميعا في النار لأنهم على حسب ما يعرفه الرب عنهم بأنهم يؤذون الشارع العام والناس ومشاعرهم العاطفية, ومن المحتمل أن يكون كاتب هذه السطور من أهل الجنة نظرا لصبره على الحب أولاً وعلى المفسدين ثانيا,فقد أصبح عمري 40 عاما وما زلتُ أحلم بأن أعيش قصة حب ناجحة فيها الكثير من الأشواق والوصال بعد الجفا, فهذا أكبر سبب يجعلني أدخل الجنة, ومن المحتمل أن يدخل صاحب محل السوبر ماركت الذي في حارتنا النار نظرا لأنه يصلي خمس أوقات بانتظام ويغش أيضا في بيعه وشراءه بانتظام, ومن المحتمل الآن أن يكون محمد عابد الجابري في الجنة, ومن المؤكد أن يدخل سلامه موسى الجنة وأن يدخل منتقدوه النار أو أن يتعذبوا بأنواع أخرى من العذاب, هذا يذكرني بقصة الملك الذي أراد تعذيب وزيره حيثُ وضعه في السجن ووضع معه أكثر العازفين الموسيقيين نشازا, وكانت خطته أن يعزف العازفون عزفا كله نشاز حتى يموت الوزير قهرا أو حتى يذيقه مرارة الحياة, وكون الوزير موسيقي بارع فهذا سبب يجعله لا يطيق أن يسمع العزف النشاز فإن تعذيبه بالعزف النشاز أفضل من إعدامه أو حرقه بالنار, وبالتالي فمن المحتمل أن يعذبني ألله بأن يجعلني أسمع أو أقرأ مقالات ليست جميلة وأشعار تافهة, ومن المحتمل إذا أراد الله تعذيب أبا الطيب المتنبي بأن يضع معه شعراء من أتفه الشعراء لا يملك أصاحبها أسلوبا جميلا فهذا بالنسبة لي عذاب مرير وقوي, وهذا العذاب أنا شخصيا أتعرض له كل يوم وهو أقوى من النار.
وحتى لا نبتعد كثيرا من الممكن لو صعدنا إلى السماء لنشاهد من هم أهل النار ؟ هل هن النساء؟ من المحتمل أن يكون في هذا العصر الرجال هم أكثر أهل النار وليس النساء, اليوم أكثر أهل النار هم من الرجال وليسوا من النساء, ومن المحتمل أن نشاهد آلاف الفنانات والمبدعات والكاتبات من أهل الجنة وأكثر المعارضين للحرية وللمساواة من أهل النار, وأغلب النساء الناشطات الحقوقيات جميعهن في الجنة.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟