أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - استقالة الأسد وخيارات المواجهة














المزيد.....

استقالة الأسد وخيارات المواجهة


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طال أمد التوترات في سوريا وقد يطول لعدة سنوات في ظل العديد من المعطيات المتوفرة. فالتوترات التي قد تتحول إلى حرب أهلية بدأت بوادرها، تحظى بتهديد روسي باستخدام الفيتو ضد أي قرار للتدخل في الشأن السوري على مستوى مجلس الأمن، وتحظى بتجاهل تام على مستوى الدول العربية وجامعتها، فلا يهتم بها إلاّ التيار السلفي في البلاد المحيطة بسوريا لا سيما لبنان والأردن، مع اهتمام على مستوى شعبي في مصر لا ارتباط له بعض الأحيان بالحركات الإسلاموية بل بالرغبة بنقل عدوى انتصار الثورة إلى الشارع السوري.

أمامنا اليوم بلد سقط فيه المئات من الضحايا في الأشهر الفائتة، وما زال يسقط يومياً العديد من الضحايا، عدا عن تهجير السكان وترويعهم، وضرب السياحة والإنتاج المحلي، وخنق الإقتصاد الوطني وفرص العمل في العديد من القطاعات الحيوية. وعلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد ما زال المتحكم بكلّ شيء في البلاد بما فيها من قوات مسلحة وأجهزة استخبارات فإنّ الحلّ في سوريا لن يأتي عبر ممارسة المزيد من أعمال القتل مهما كان الوضع الحزبي واتجاهات المعارضة السياسية داخل البلاد. وهنا لا بدّ من أن نستعيد قضية مخيم نهر البارد وتنظيم فتح الإسلام عام 2007، حيث نفض اللبنانيون أيديهم من المخيم وأطلقوا يد الجيش للقضاء على "الإرهاب"، فما الذي حصل يومها سوى قتل للمئات من الأهالي وعناصر الجيش اللبناني، وتدمير مباني المخيم وبيوته بالكامل وتهجير لاجئيه إلى مخيم لجوء آخر، حيث لم تكتمل حتى يومنا هذا إعادة إعمار مخيم نهر البارد. أما قائد تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي ومن معه فقد اختفوا بقدرة قادر!!

أمام مثل هذا الوضع اليومي لا بدّ أن الرئيس السوري يدرس العديد من الخيارات، قد يكون من بينها:

- الإستقالة وتسليم حكم البلاد إلى القوات المسلحة في مرحلة انتقالية، لا إلى حزب البعث الحاكم أو إلى الجبهة الوطنية أو إلى الحكومة السورية. مثل هذا الأمر بحدّ ذاته سينهي كلّ مظاهر الإحتجاجات في سوريا وسينقذ الكثير من مشاريع الضحايا، حيث سيعتبر تنحي الرئيس بمثابة الإنتصار الكامل كما حصل في مصر أوائل العام.
- إيقاف الحملة العسكرية على المدن والقرى السورية وسحب الجيش إلى ثكناته وتسليم الأمن إلى الأجهزة الأمنية المختصة، والمسارعة إلى تطبيق الإصلاحات الشاملة بشكل فعلي، والبحث في مشاريع قرارات للعفو العام، وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين وأصحاب الجنح، وإعادة إعمار ما تهدم، وتعويض أسر الضحايا بما يلزم من أموال.
- إستدعاء قوات الإحتياط في الجيش السوري ويصل تعدادهم إلى مئات الآلاف، حيث سيتم عندها سحب الكثير من المعارضين من الشارع انضواء تحت راية الجيش من جهة، وفي المقابل اعتبار كلّ من يتخلف عن الإلتحاق من دون تقديم الأسباب الموجبة، ملاحقاً من قبل المحكمة العسكرية.
- تحريك العمليات ضد القوات الغربية في الدول المحيطة بسوريا عبر التنظيمات المحلية بشكل مكثف، واستهداف سفارات تلك القوات في تلك الدول. وعلى الرغم من صعوبة ذلك فإنّ نجاحه سيعطي الأسد فرصة للمساومة مع الدول المؤثرة في مجلس الأمن والتي تناصب النظام السوري العداء اليوم، أو تسعى إلى تأديبه.
- نقل الفوضى المسلحة وعمليات الإغتيال والتفجير وزرع بذور الفتنة إلى دول على صلة بتأجيج الإحتجاجات ضد سوريا عبر دبلوماسييها ومؤسساتها الإعلامية الرسمية ومنها دول عربية وغربية، ما سيشغل كلّ دولة بوضعها بعيداً عن ممارسة التدخل في شؤون النظام السوري.
- وعلى خط مواز تأمين التسهيلات اللازمة لبعض أحزاب المعارضة في الدول المجاورة التي تتخذ من سوريا ولبنان قاعدة لها، لممارسة نشاطاتها داخل تلك الدول.
- فتح الجبهة السورية مع الصهاينة إن عبر الأراضي السورية أو اللبنانية، فمثل هذا الأمر سيقضي لا على الثورة السورية فحسب بل على ثورات وتحركات أخرى أيضاً جرت في المنطقة في ظل أولويات التركيز لدى الولايات المتحدة والعالم بأكمله على حماية الصهاينة.
- إطلاق يد أحزاب المعارضة السورية التقليدية في الشارع ضد النظام السوري، حيث ستحمل شعارات هؤلاء على الرغم من معارضتها للأسد انكساراً لجبهة المعارضة الحالية وتخفيفاً من وهجها واستقطاباً لشرائح شعبية لم تحدد موقف معارضتها بعد للنظام السوري.
- السعي إلى التحالف مع بعض التيارات الإسلامية ذات الشعبية الكبيرة والتي لم يظهر تدخلها حتى اليوم في الشارع السوري، علماً أنّ لها كلمة سلطان على أتباعها.

تلك خيارات لا بدّ أنّ الرئيس السوري يدرسها أو يقدمها مستشاروه له مع العديد من الخيارات الأخرى، ككلّ نظام يسعى إلى إنقاذ نفسه. لكنّ الواقع يقول إنّ كلّ خيار لا يستند على تنحّي الأسد عبر استقالته، لن يوقف الأزمة بل سيطيلها ويطيل معها النزيف اليومي لدماء الشارع السوري.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الدولية لا ريب فيها
- نكبة علمانية في بيروت
- أوباما وبن لادن.. وسلفيو البلاد العربية
- إستهلاك لبناني.. للقضايا
- دعابة أميركية اسمها المعونة لمصر
- حقيقة البحرين بعيداً عن قنوات تدّعيها
- للثورة مجدداً في ليبيا
- يد ممدودة
- في حلب وغربها.. من لبنان
- ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا
- إسقاط النظام في لبنان يتطلب إسقاطه... لا مطالبته!
- المعارضة البحرينية وقد انقلبت مقاومة
- للمتظاهر التعزير.. فماذا للمفتين به!؟
- شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت
- في الشحوة رواية لم يلحظها تحقيق دولي!
- فلسطين المنسيّة وسط ثورات محيطها
- هذا جناه ليبرمان.. يا تشيني!
- صفقات أميركية فوق دماء الليبيين
- القذافي الذي لم يرث الحكم
- أموال القذافي والسياسة الدولية


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - استقالة الأسد وخيارات المواجهة