|
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 11:11
المحور:
الادب والفن
"واحمصاه...! وابوكمالاه..! واديرزوراه....!" مقطع من أغنية أم كردية إلى نهري العاصي والفرات الخالدين إبراهيم اليوسف
يكاد الشهر الخامس، من عمر الثورة السورية يجرُّ أذياله،موشكاً أن يلتقط جمعتيه الأخيرتين،من سبحة الوقت، مجلياً، عن مشهد من التناقضات الكبرى، قبيل تصحيح الصورة، كما يشاء الرسام، أمام اللوحة، والألوان، والرِّيشة، حيث: الثَّورة تتسع، تتسع، يوماً بعد آخر، رقعة وثواراً، يشترك في أوَّار، أوأتون، يوقده، ويقوده الشباب السوري، الشيوخ والنساء والأطفال، جنباً إلى جنب مع "ديناموها"الشباب، أنفسهم، لتكون بذلك أولى ثورة من نوعها، وهي تطهِّر كل تراب الوطن، من رجس الاستبداد، المعمِّر، بالعزيمة، والرُّوح العالية، وكلمة" لا" المدويَّة في ستِّ جهات المعمورة. كما أن النظام، المتآكل، الآيل إلى النهاية، المحتومة،لا ريب، قد برهن للعالم كله،عدم كفايته، ليكون في مستوى إدارة"حانة أو حانوت"، فحسب، وليس قياد بلدِ حضاريِّ، كسوريا، متعدِّد الأعراق، لكنه موحّد الرؤى، والأهداف،في حضرة الجلادين، وكانت مرجعيته الفكرية- وهوالذي شنف الآذان بتطبيقاته النظرية، ومدرسته، الخلبية، وأهدافه "الخالدة"- في مواجهة مطلب الشعب السوري، من "عين ديوار" و"قامشلي" ومروراً ب"دير الزور" و"حماة" و"حمص"، وانتهاء بريف "دمشق" و"درعا" مهد الحبر النوراني، و"الصنمين"،بالرصاص، وفق-الوصفة- البائسة، من دون أن يعلم أن كل رصاصة موجهة إلى صدر المواطن، إنما لتنال من هيبته، ومستقبله،هوَ، وهوَ الحريص على بناء عمارة مستقبل، هشِّ، هشاشة كرسيِّ، هاوِ، يريده هاودم وعرش،ومجد زائف،على امتداد خريطة، من ثروة، في عربة ثورة..! لم يوفِّر النظام البائس أي محرَّم، إلا وأتبعه، هاجسه الحفاظ على كرسيه، المنفلت، المنزلق، من تحت أُمرته، عن بكرة قوائمه، وإن لاحقه، لاهثاً، ليكلفه ذلك، بيع الوطن في البازار الدولي، ومزادات لصوص الخرائط، والشعوب، حتى وإن خلت هذه الخريطة من ملايين بنيها الأربعة والعشرين، مادام أن هناك فرق لصوص، ورقص، ومخابرات، وشبيحة، وهتّافين، بالمجد الملفق، الزائل، يصفقون للثياب الحريرية، لا ترى، يلبسها الإمبراطور المغرور، كما في مسرحية إبسن، الشهيرة، ليفضح هيبته وزيف الجموع، وأخدوعة جوقة الخياطين، المخادعين، مجرَّدُ طفل جريء، يرفع صوته عالياً: امبراطورنا عار...!. إنها مأثرةُ طفل إبسن، في مسرحيته الخالدة، وإن كان الإمبراطور،سيثأر لهيبته المنكسرة، بحبر، ورذاذ صوت أطفال درعا، كي ينتقم من الأطفال،على نحو مخز، يستدرج لعاب رشاشاته، حمزات كثيرين، بأسماء أخرى، في معجم الفسيفساء، لن يرهبهم قلع الأظافر، وبتر الأعضاء الذُّكورية. المسرحية السورية واحدة، أسماء الأمكنة هي التي تتغير،إنها مجرد عروض بهلوانية، لنص واحد، ومؤلف واحد، ومخرج واحد، وإن تعدد الممثلون، والطبَّالون، والزَّمَّارون، وعاملو الإضاءة، والإكسسوار، والديكور، والموسيقا الحية، لننتقل بين جمال الأمكنة ب"درعا" وبناتها، ومروراً بالمدينتين،حمص، وحماة،عينهما،في عاصيهما المجيد، وفرات موزع إلى ديرِ وبوكمال، وبطاقات الدعوة موزَّعة في الأمكنة المنتظرة، أنَّى قالت:لا....! لا، المتصادية نفسها لا، المرأة تمضي إلى حكاية زوجها للوليد في غد قريب لا، العاشقة تحتفظ بالكنزة، الصوفية، غزلت خيوطها من الحلم، لفتى لن يجيء..البتة.....! لا، الجندي، حبيسة في صدره الكظيم لا،الشيخ الطاعن في الحكمة لا، التاجر مسروقاً لا، العامل تتناثر على رصيف المدينة لا، المصلي في ديرأو جامع لا، الطالب الجامعي، يكتبها على ورقة الإجابة.. وينصرف إلى الاحتجاج لا، الشاعرتسبق صوته.......وخطواته..!. لااااااااااا.. ......................................... -مداهمات،رصاص، دبابات، مدرعات، طائرات، شبيحة،جنود،رصاص روسي،من إنتاج العام1973، جثث في الشوارع، جثث في الثلاجات..، جثث في الجوامع،جثث في الحديقة العامة، تتوسل إليها الأشجار والزهور، وروزنامة الغد الآتي، لا محالة...! غدٌ في مواجهة ظهيرة قائظة غدٌ مجيدٌ في مواجهة عواصفَ هوجاءَ غدٌ أبيضُ في مواجهة سخام في آخرِ سواده غدٌ طاهرٌ في عرباته المترقبة فوق صلابة حديد سكتها وسكتة الدكتاتورالطاعن في الرتب والدم...! ثم متاريس وصرخات أطفال جوعى يطلبون الحليب صرخات شيوخ انقطعت عنهم الأدوية صرخات شيوخ انقطعت عنهم الأدوية وهواء الرئتين
صرخات أمهات يقلن:لا،على طريقتهن، وهن يخلعن عن أجساد أبنائهن قمصان الدم،ويرمينهم بالقبلات الأخيرة.. والهلاهل.......... -هكذا في المدن سكر أسمائها: دير الزوروأعوام1980-1984 حمص عام1988-1990 حماة1993 والختام هناك..! الختام هنا..! الختام في الخافق... عينه في طية الخفقات الأسماء التي تنهض من الحبر رائحة الأغنيات في بستان الذاكرة الجريدة التي لاتقرأ أوراقها الصفراء حمرة الدم الفضائية التي تسهو عينُ مصورها عن الأنين في دورة النشيد هي ذي سوريا.. سوريانا....أولاء....! يصنع معجزتها ابنها الحقيق عربياً وكردياً أوشاشانياً أو أرمينياً مسلماً أو مسيحياً أو إيزيدياً جمهورية وعلماً يحضنان أسماء وأحلام كل هؤلاء جندياً لا يقبل أن تمرَّغ قبعته في طين من جبلَّة تراب ودم هي ذي سوريا.. سورياكم نفسها... وهي تفتح السؤال على مصراعي الألق والانتظار.
1-8-2011 أو عيد الجيش السوري في خساراته الهائلة "حيث كتابة تالية" [email protected]
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زمكانية الكلمة
-
مالم يقله الشاعر
-
طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
-
هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
-
الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر
...
-
-دفاعاً عن الجنون-
-
دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
-
بوصلة الرؤى
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
-
صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
-
كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا
...
-
في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
-
ثقافة الخوف
-
أسئلة اللحظة
-
حدود النقد
-
المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
-
المثقف الكردي والثورة السورية:
-
عقدة الأخ الأكبر
-
أُمثولة عامودا
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|