|
عيدية الرئيس بري،وحكومة الرئيس ميقاتي ...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 17:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عيدية الرئيس بري،وحكومة الرئيس ميقاتي ...!!!
إلى متى سينتظر اللبنانيون العيدية :
منذ العام 2005ينتظر اللبنانيون مع كل نشرة أخبار من هذه الأيام أن يزف إليهم الخبر السار الذي يضع حدا لأزماتهم السياسية والاقتصادية التي يعانون منها منذ أكثر من ست سنوات ، لكن لا النشرات الإخبارية ولا الخبر العاجل أو المانشيت العريض في الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة تمكنت من أن تفرح قلوب اللبنانيين ، في حين تبقى السجالات وخطابات التخوين والبطولات " والعنتريات " تحتل رئيسيات وسائل الإعلام كافة . السجالات في الكثير من التجارب الإنسانية عبر التاريخ أنتجت أسسا لنظريات علمية وفلسفية كبرى كالفلسفة الماركسية . فمتى يأتي الفرج الذي ينتظره الجميع من وسائل الأعلام، بعدما بات اللبنانيون يتصفحون جميع الصحف (الموالية والمعارضة ) ويتابعون كافة نشرات الأخبار علهم يجدون شيئا ما يشكل لهم بارقة أمل بغد واعد. مسمرون على مقاعدهم يتنقلون من إذاعة إلى أخرى ومن محطة تلفزيونية إلى أخرى ومن صحيفة إلى أخرى على أمل بات بقدرة قادر من المستحيلات ، يصغون إلى كل ما يقال من المحللين المعروفين والغير معروفين بحسب (الموضة الدارجة في لبنان ) اليوم ، فالجميع أصبحوا محللين سياسيين واستراتيجيين وخبراء في القراءة الجيو- سياسية أو الجيو- الإستراتيجية، ومشرعين في علم الدستور والقانون وعلم الدولة المدنية ومنجمين للحدث السياسي ومتنبئين، علما أن غالبيتهم لا تدفع فاتورة الكهرباء للدولة ، ولم يبقى سوى استضافة المنجمين النور والعرافين الغجر على هذه المحطات مع احترامنا لهاتين القوميتين . أن الأزمة اللبنانية باتت مصدر قلق للجميع ليس للبنانيين فقط بل لإخوانهم العرب والعالم كله وهذا ما تجمع عليه كل القيادات و (شبه القيادات) ، في الحين الذي نرى ونسمع على شاشات التلفزة أصواتا تشبه تغريد الحساسين والشحارير لدى شرحها للقضايا المصيرية الكبرى ولا تغيب بالطبع عن بعض الشاشات بعض التصريحات والمداخلات التي هي أشبه بنعيق الغربان ، عادى عن زغردة الرصاص عند إطلالة بعض الزعماء في المقبلات التي تجريها بعض المحطات التلفزيونية، مع رجال يدعون السياسة ، فيرى البعض أزيز الرصاص أعزب وأنقى من الحان بيتهوفن ، في حين أن الأزيز البتهوفيني هذا يشكل عامل خوف ورعب في نفوس غالبية اللبنانيين . ولعل اهضم هؤلاء الساسة ذلك صاحب الصوت العندليبي وان كان يحمل بعضا من التهديد والوعيد للآخرين الذي يتحفنا بمواهبه السياسية والعسكرية ( كاللعبة الأتاري) وتصويب صواريخه الذكية إلى غرف النوم . وفيما يتعلق بمديري هكذا برامج يبدو انهم دخلوا إلى الإعلام على حين غرة بعدما نهبوا العلم من مدرسة "هلوبز الهتلرية" للدعاية والأعلام ، وبعضهم تفوق بقدراته على مؤسسي تلك المدرسة . الكل انتظر كلمة السر ، والمواطنون عند أبواب السفارات ينتظرون كلمة السر أيضا التي تحملهم على جناحيها إلى عالم الاغتراب والهجرة القسرية عن بلدهم الأم إلى غير رجعة ، بعدما أدمنوا في وطنهم على الأدوية المهدئة للأعصاب والتي باتت بدورها مصدر توتر لهم . ينتظرون المبادرة تلو المبادرة فرنسية ،عربية ، إسلامية ، ينتظرون كل اجتماع وزاري مصغر أو موسع على أمل أن يخرج بحل يسهل عليهم بعضا مما يعانون ، يترقبون وينتظرون منوشهر، جوبه، لافروف، المعلم،العربي، كلينتون وحتى العفاريت الزرقاء اصبحوا يعلقون عليها آمالهم في بعض الأحيان . يترقبون لقاء بين رئيس و أخر قمة وأخرى بعدما فقدوا أملهم بالقمم الداخلية فالحلف الإيراني - السوري الممانع لكل الحلول والمفاوض باسم شريحة كبرى من اللبنانيين بات يقرر كيف يكون الحل الذي طالما أراده على مقاسه ، وبتنا على غرار "كوسوفو الصربية "تستجدي الاستقلال" من العالم ووساطته مع دمشق. بين الأمل والملل يعيش معظم اللبنانيين الذين أصبحوا اليوم كالأطفال ينتظرون هدية العيد في ليلة الميلاد , والبابا نويل رئيس المجلس الذي لم يمل من إطلاق الوعود تلوى الوعود ، العيديه تلوى الأخرى ، دون أن يدرك أن العيدية والهدية الكبرى تتمثل بالإفراج عن مفتاح المجلس ؟ وإعادة الحياة الدستورية والشرعية ، للمجلس من اجل الصراع الديمقراطي داخل حرم المجلس ، لقد جاء الفرج أخيرا وتم تشكيل حكومة جديد بخلال أربع ساعات فقط؟؟؟ بعد أن عانت من 5 شهور من المراوحة المحلية، والصراع الداخلي داخل الجبهة الواحدة لعدم تمكينها ،بالرغم من وعددوها الدائم بممارسة أنموذج جديد ومميز في حكم البلاد بعد السيطرة على الحكومة،بعد الإشارة السورية تبرع الرئيس بري بتقديم هديته المميزة للطائفة السنية وتزويدهم وزير سادس على حصتهم ،وذلك على حساب حصة الطائفة الشيعية من اجل تسير أمور الحكومة السريعة ،بالوقت التي تمر سورية بأزمة داخلية تكاد إن تتحول إلى أزمة طائفية وتذهب سورية إلى حرب أهلية ،لقد قدم الوزير هديته الصغيرة للطائفة السنية ،واخذ الوزارة كلها بوزرائها الست ورئيس الحكومة معهم ،لتصبح الحكومة الجديدة حكومة مواجهة دولية ،وحكومة مناكفات سياسية وكيدية في الداخل ألبناني،لان عنوانها السياسي بات مرهمنا في سورية وليس لبنان ،لان سورية تريد ان تفوض عليها في صراعها الجديد مع المجتمع الدولي بعد أن بات النظام السوري في مرمى العقوبات الدولية والأوروبية . لكن ليس باليد حيلة وما عليكم أيها اللبنانيون سوى التحلي بالصبر لان ( الله مع الصابرين) فأسماء الله الحسنة جل جلاله 99 اسما ، لقد ممررنا بأزمة سابقة بعد تأجيل انتخاب الرئيس وضياع مفتاح المجلس "وتم إرجاء الانتخاب إلى ثمانية عشر مرة . ولكن بعد الموافقة السورية ، تمت العيدية بسرعة بعد إيجاد المفاتيح المفقودة للمجلس،وتحققت المعجزة وأصبح لنا رئيسا !!! واليوم بعد هذه العيدية التي أنتجت هذه الحكومة بتركيبتها المميزة فهل ستصمد الحكومة وتحقق المعجزات التي وعدنا بها نحن أللبنانين من قبل هذا الفريق،فريق الأكثرية الجديدة، ذات الطريقة المعكوفة، والرعب الموجه، من خلال القمصان السوداء والوعيد والترهيب ، أما لا يمكن الفرح المطول بهذه الحكومة بسبب وضعها المتأزمة، محليا وعربيا ودوليا. لان مهمتها محدودة وهي المواجهة الدولية والتأيد السياسي للنظام السوري، وسوف يعمل الرئيس بري فيما بعد على ترضيتنا من خلال عيدية جديدة تطل علينا ونبقى بانتظارها، لان الوقت لا يزال مبكرا جدا،والحل لا يزال بعيد لأننا ربطنا بالمحاور الإقليمية وحياتنا أضحت بعيدة عن قيادتنا المحلية . انتظروا أيها اللبنانيون... العيدية للمرة التاسعة والتسعين ، فنحن مؤمنون بالله عز جل ولن نسلم امرنا ( للشيطان الأكبر) الذي يقف خلف الحدود يعرقل المبادرات والحلول ،عسى ولعل تتحقق المعجزة ويكون لنا دولة سيادية مستقلة حرة،بعيدة عن الكيدية والمناكفة السياسية وسياسة الجذبات المحورية...!!! د.خالد ممدوح العزي. كاتب إعلامي ،وباحث مختص بالإعلام السياسي والدعاية [email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حناجر المتظاهرين يطلقون: -جمعة صمتكم يقتلنا - رفضا للتواطؤ ا
...
-
قراصنة النظام السوري للإعلام الالكتروني
-
احتجاجات مستمرة في سورية ، رغم انتشار الأمن والقتلى في ارتفا
...
-
المثقف السوري: ودوره في حركات التغير الحالية، بظل الاستبداد
...
-
حوار السلطة ومؤتمر المعارضة، والمظاهرات في نقطة اللاعودة، ود
...
-
الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...
-
سهير الاتاسي : مناضلة سورية من اجل الديمقراطية
-
مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبا
...
-
اللوحات الإعلانية
-
حكومة لبنان: والقرار ألضني
-
سورية: كرة ثلج تتعاظم، واحتجاجات واسعة وحماة تتصدر المشهد.
-
الثورة السورية: والتعاطي الروسي الجديد:
-
سورية: مظاهرات مستمرة، جمعة وراء جمعة، نزوح متوالي، والضحايا
...
-
الرئيس الأسد: إطلالة منتظرة، و خطاب غير موفقة ...!!!
-
لافا خالد: معارضة سورية تقاوم النظام بالقلم والكلمة.
-
التربية والديمقراطية في العراق الجديد
-
سورية: احتجاجات جديدة وحلب في قلبها، وارتدادها على لبنان
-
ما هو مستقبل -العلاقات السورية-اللبنانية- :بظل تشكيل حكومة ا
...
-
سورية: مظاهرات يومية ودم طاهر.
-
الإعلام السوري الرسمي وتعطيه مع ثورة ربيع سورية ...!!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|