أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم سليمان - الرهان الخاسر...














المزيد.....

الرهان الخاسر...


باسم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما تصبح مصلحة الأوطان هي البوصلة التي يسترشد ويهتدي بها أبناء الوطن في تبني مواقفهم السياسية، لا يعد حينها ثمة ما يفضي إلى خلافات جوهرية على الخيارات الوطنية، وعندما تعبر الأوطان أزماتها لن تعود هناك رهانات على ربح فريق وخسارة آخر، بل يصبح الرهان الوحيد على خسارة الوطن أو ربحه، وانطلاقاً من ذلك يمكن القول أن رهان الجميع يجب أن يكون على ربح الوطن، ولو حمل هذا الرهان في بعض طياته ما قد يوحي بخسارة فريق أو ربح آخر، يجب أن يبقى الرهان على ربح الوطن، فلو ربح الوطن ربح الجميع وبخسارته لم يعد لأحد ما يمكنه أن يربحه. ورغم جلاء هذه الحقيقة جلاء تاماً، نرى أ ن بعضهم لا ينفك عن الدعوة إلى إسقاط النظام السياسي، بما تحمله مثل تلك الدعوات من مخاطر على مقومات الدولة وكيانها، ولم يعد الأمر لدى غالبية السوريين في تبني مواقفهم السياسية متصلاً بالتمسك بنظام سياسي دون آخر، بل ينطلقون في تحديد خياراتهم السياسية من أرضية الحفاظ على الاستقرار القائم الذي يمثل أولوية الأولويات بالنسبة إلى المجتمعات، ولا يعني أن المجتمعات يمكنها أن تكتفي باستقرارها الناجز فحسب، بل لا يمكن للاستقرار أن يكتمل في أي مجتمع ما لم ينعم أفراده بمقومات سياسية تتحقق فيها كينونتهم وتعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة في المواطنة. وانطلاقاً من وعي المجتمع السوري بأن النظام السياسي قد أخذ على عاتقه إنجاز عملية التغيير السياسي الذي ينشده المجتمع والذي يشكل حاضنته النهضوية الوحيدة للخروج من الأزمات التي يعانيها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، نرى أن شريحة واسعة من السوريين قد عملت على التعبير عن رأيها في تأييدها لخطى ناظم الدولة السياسي عبر دعم خطى الإصلاح، سواء المنجزة منها أم تلك التي في طريقها نحو أن تكون ناجزة، كما أن الطبيعة الإنسانية عموما تجعلنا نرجح أن ما يطلق عليه «الشريحة الصامتة» إن وُجدت، لا يمكن لها أن تنضوي خارج إطار تلك الشريحة من المجتمع التي تتبنى خيار الإصلاح على أرضية استمرار الاستقرار والانتقال الهادئ والمستقر إلى البيئة الجديدة للحياة السياسية السورية التي ينشدها الجميع إلا قلة، ومن أسف أن نقول، إن بعضهم ممن كان نخبوياً بمعايير الحسابات التقليدية قبل أن تسلبه نخبويته تلك النخب الجديدة المكونة من مختلف الشرائح المجتمعية الوطنية التي لطالما اتسمت بوضوح الرؤية والتعبير المباشر عن مواقفها متجاوزة عصبياتها الإيديولوجية والذاتية وقد حزمت خياراتها الوطنية باتجاه تغيير بنية الحياة السياسية نحو تحقيق حياة ديمقراطية مكتملة الملامح، دون أن تتبنى خيار البناء على أرضية الخراب وانطلاقاً منه، هذا الخيار الذي لا يمكن أن يقبله منطق العقل البشري، ومع ذلك نرى «نخباً» تسعى جاهدة لتبنيه دون أن تتمكن من تقديم بديل له سوى ما يمكن أن يزيد من تقويض الاستقرار ويفضي إلى أزمة مفتوحة على الخراب والفوضى وتقويض مقومات الدولة التي يربطها بعضهم بالناظم السياسي للدولة، وانطلاقاً من معادلة الربط تلك يسعى هؤلاء إلى خراب الدولة طالما أنها ستؤدي إلى استهداف الناظم السياسي في تجاوز غير عقلاني لحقيقة أن الرهان على ربح الوطن وليس ربح المعركة على النظام السياسي، ما يجعل دوافع هؤلاء تبرز مجدداً على السطح من قبيل تلك المتصلة منها بأبعاد ثأرية أو إيديولوجية أو رغبة في تكسب سلطوي أو ارتباط بأجندات خارجية، ويسهم هؤلاء من خلال مواقفهم ورهاناتهم الخاسرة على إسقاط الدولة في إضاعة الفرصة التاريخية في تحقيق مفهوم المواطنة، ويبقى القول إن الربط بين إسقاط الناظم السياسي للدولة وبين إسقاط مقومات الدولة نفسها ليس طرحاً غير واقعي، بل هو في صلب الواقع وذلك لغياب البديل السياسي كلياً، دون أن ننسى أن ذلك يعود إلى غياب الحياة السياسية ولكن في ذات الوقت، علينا أن نستذكر أن الناظم السياسي للدولة نفسه يعمل على توفير الأرضية المناسبة لمشروع إصلاحي وطني سياسي يدعو فيه بشكل واضح وصريح إلى مشاركة الجميع، ما يشكل فرصة تاريخية من أسف يعمل بعض من نخب على إضاعتها، وكلما شعر هؤلاء بشيء من قوة وفرتها لهم المتغيرات الجديدة التي قد قدمها النظام نفسه، نراهم يفكرون في استثمارها في تعزيز عملية المواجهة مع النظام والدولة، في اعتماد مبدأ «تعزيز المواجهة يعزز القيمة المضافة للأشخاص « بدلاً من الانخراط في المشروع الوطني للإصلاح بكل ما يحمله هؤلاء من تحفظات، في إضاعة لفرصة تاريخية يتحملون وزر إمكانية عدم تحقيقها ويبقى السؤال، ماذا لو كان ناظم الدولة قد اختار خيار المواجهة والاستمرار في ما هو قائم، بما أنه ممسك بمقومات الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها العسكرية منها ؟



#باسم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة المواطن بالعام علة ثقافية
- المثقف بما ينتجه من أفكار عقلانية


المزيد.....




- بضمادة على أذنه ترامب يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ترشيحه ل ...
- ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات
- الأسد لـRT: لا نضع -شروطا- لإعادة العلاقات مع تركيا بل نتحدث ...
- ترامب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري بضمادات على أذنه (فيديو) ...
- وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل غير متوقعة حول مطلق النار عل ...
- إصابة 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون بقضاء ...
- بايدن لوسائل الإعلام: ترامب كذب 28 مرة فلماذا تركزون على فشل ...
- بايدن يعقد اجتماعين مع أجهزة المخابرات منذ محاولة اغتيال ترا ...
- انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
- اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم سليمان - الرهان الخاسر...