أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - إستباق المراثي في الاجنبي الجميل؛














المزيد.....


إستباق المراثي في الاجنبي الجميل؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


استباق المراثي في الأجنبي الجميل

ذهب بعض النقاد إلى القول بان الشاعر المعاصر يستبق المراثي لنفسه ، فهل يأتي هذا من قبيل التكهن بموت قريب أم هو هروب من موت معنوي متكرر؟
ولأجل ذلك وقع اختياري على قصيدة (صاحب منهل )للشاعر الفقيد(مصطفى عبد الله) من مجموعته الشعرية ( الأجنبي الجميل) والتي يقول فيها :
""صاحب منهل "
صعد الدبابة
وتحّسس أزرار التحريك
والعتلات الدوّارة
جرّب أسم الآمر مهدي بجهاز الإرسال الرأسي
شّم هواء من أنبوب الغرفة
وغطى بالطين مصابيح العّدادات
ينصت لليل المحروق على الطرفين
خلّى في البيت الليل الصيفي
وجواداً مربوطاً كالبسطال
صاحب منهل
لم يتمهل
صعد الدبابة بالسنوات العشرين
في اليوم المجهول
ولم ينزل
فمنذ الوهلة الأولى عمد الشاعر إلى وضع المتلقي في بؤرة القص دفعة واحدة باستعماله للفعل الماضي (صعد) إذ إن الفعل الماضي –كما يرى بعض النقاد - له حقيقة الحضور في القصّ ،فالبطل المسرود عنه ( صعد وتحسسّ وشمّ وغطى وخلى ) وكلها أفعال ماضية جعلت ذلك البطل يحقق حضوره المادي في النص هذا الحضور الذي أريد من ورائه التأقلم في أجواء الحرب ، ولكن عملية التأقلم تلك لم تتم فالمروي عنه لما يزل متوجساً من عوالم مجهولة فنراه منصتاً
(لليل المحروق على الطرفين) ، وبما أن الصفة في الشعر ذات طبيعة مزدوجة يمكنها أن تمنح العبارة حيوية وتأثير كبيرين وتعمق الجو الشعري –على رأي بعض النقاد- فإننا نرى الشاعر يستعير لليل بطله الطفو لي صفة الصيفي قائلاً ( خلى في البيت الليل الصيفي)، أما ليله الحاضر فيصفه بالمحروق ( ينصت لليل المحروق على الطرفين ) ، ففي الصفة الأولى أراد استدعاء مساحة الراحة التي يشعر بها المرء لحظة حلول الليل بعذب نسائمه بعد نهار قائظ ، أما في الثانية فقد سلب من الليل ذلك الفعل الجميل وجعله ينتمي إلى قاموس منغصات الشاعر ، فهو ليل حرب ،تجد فيه النار وقتاً لاندلاعها وبذا تتسع أزمنة القلق والضيق وهذا ما نره أيضاً في تشبيه الحصان بالبسطال ( وجواداً مربوطاً كالبسطال) ،
فالشاعر لم يعد يرى غير الحرب وقاموسها وإذ يمتد الخوف ويكبر حجم الموت بتعدد أسماء الراحلين ، يحتفي الشاعر(بصاحب منهل ) سالباً منه صفة الإحجام عن متابعة الموت (صاحب منهل لم يتمهل ) وجاعلاً إياه مستمراً في ذلك الموت وكأنه يحياه أبداً باستعماله للفعل المضارع الموحي بالحركة والاستمرارية وديمومة الحال ( صعد الدبابة في اليوم المجهول ولم ينزل ) ،
كما وانه تابع الحدث بأسلوب قصصي يقوم على توالي الجمل المعطوفة على بعضها وتوالي الأفعال الموضحة للحركة والدالة عليها ،
وبذا يكون الشاعر قد عانى تكرار صورة الموت الذي أفضتْ به الحروب المتتالية متخذاً من ( صاحب منهل ) مرآة عاكسة لديمومة ذلك الموت .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتراب من حائط الموتى؛
- لماذا الصورة الشخصية؟؛
- تعريفات لمفاتيح الافق
- قصيدة الحياة اليومية في الشعر العربي القديم
- قصة
- رشدي العامل وتجارب الحياة اليومية
- خبز الدم
- شمولية الموت عند شاعرة الحياة
- حرية ام ماذا....؟
- اجهاض
- مثقفو الداخل والخارج ؛
- شاعر أم نبات طبيعي...؟
- ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
- حتى لاتمزق اللوحات
- رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
- هل القراءة تحتضر.....؟
- الشاعر والملك
- المساواتية
- حالة خاصة
- الثقافة والمثاقفة


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - إستباق المراثي في الاجنبي الجميل؛