فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 16:17
المحور:
الادب والفن
من العدم الى هباء القرون
والوطن يتصرّفُ كنغلٍ عــاق
يرمم فناء مقبرته بالأسماء
يملؤها بالألقاب والكنى
وقد عمم مقصلة الفناء
*
من زمان وهويعتصرُ قلبي بالخطب
والتواريخ
يحرّمني بالديانات
ويحللني بالقدرية البغيضة والفتوى
ومثل خطاب ركيك
يدس في يدي مدونة البطولات الفجة
المقدسة ..
ومطولة الأشخاص بتواريخهم الزائفة
وقد نكّلو بنا طوال القرون
يشجعني ان اطيع ؛ واصلي لمآثرهم الكاذبة ..
وكلما قلت ان المهمشين اهم من ابطالك
لطمني بالآيات والأحاديث
جعلني
اجتر حكمة الله عن ظهر قلب
هامسا وكئيبا من التكرار
*
الوطن الذي جفت الأنهار بين يديه
وذبلت الحدائق
لامياه في الساقيه
ولامواعيد للعشاق
اطلق الحروب الغامضة
وبرر جنون الطوائف
اقفل الطرقات والجسور
واختصر الألوان في السواد
اختصرنا في كلمة
واحدة
.. الموت
*
حين عمم الأرقَ والدمَ والفناء
انكسرت جوزة الناس
وخرجو كدورة النمل دون ممالك..
الأهل نفرو من الجزع القتل المُر
الجيران اخرجو عدة الخلافة والثارات الفاسقة
ملفات التقية والبرود الجنسي للديانات والطوائف
ثارات الأخوة والمواطنة الجائفة
ثارات فاكهة العهر في ضيعة الرب
ثارات لتاريخ الغموض البائر
وثارات للتهم المتبادلة والفاظ الزرنيخ
ثارات لاتتوقف مثل اسهال مواسم البكاء
والنفاق الضال والتبول في الفسح المقدسة
والوطن النغل يسقي بالدم لعنتهُ المجيدة
ثار قريش .. سياسة الهيمنة والمال
ثار البيوتات الوارثة في بقاع الشام والحجاز
وهي تزوق الشرور العريقة
وتفسر القتل الآثم
يتقدمهم الكبير بلحيته الماكرة ونساؤه وجواريه
وقد صفق له ولبيته الأصدقاء الحداثيون الملتحون
استعادو خطاب الجثث كبنية في حوار التشظي – يااله الخطاب
وفسروا الأبادة بالتنوير وتبنو التطهير
تطهير الوطن النغل
من ادرانه وحكو لي بلسان رواية التفتيت
كيف سيكون منبر الوطن
لخطب الجهجهون الأسود
جهجهون التمرغ في كذبة الغد البنيوي!!
*
ذبابة الوطن
ذبابة النغل يقتلني طنينها
طوال الطريق
*
في فسحة الهجرات والأقاصي
اخترت طريق العزلات
لاوطن لي غير غابتي
والحصى الملون
والشواطيء
تتطهر الروح
وتتعلم النسيان
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟