أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2















المزيد.....

متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدءاً لابد لي ان اشير الى ان الجزء الاول من مقالي هذا والمنشور في هذا الموقع قبل ايام قد اثار ردود فعل هوجاء من قبل بعض مثقفي القطيع الديني ، فبعض افراد هذا القطيع علق على مقالي الاول والذي نشر في مواقع اخرى منقولا من الحوار المتمدن بتعليقات اقل ما يمكن وصفها انها كانت بلهاء لا تحتوي سوى ثغاء القطيع ، ففي الوقت الذي تحدثت به عن كارثة المهدي المنتظر وما الحقته بنا كأمة عراقية سلخت العترة المقدسة جلدها وحاكت من خيوطه عباءات وعمائم ومداسات للصوص والمأبونين والقتله وجعلت منهم وكلاء لله على الارض يتحكمون بمصيرنا ومستقبلنا ، راح بعض افراد القطيع يعيرني بطليقتي التي اختارت حياتها قبل عشر سنوات لتعيش مع رجل اخر ؟؟
في حين انبرى اخرون ليصفونني بالبعثي والناصبي ، في حين انني اكتب باسمي الواضح المعلوم لكل معارفي اعداءاً كانوا او اصدقاءاً ولا اظن ان كاتبا يملك تاريخا اسود كما يصفني مثقفو القطيع يستطيع ان يكتب باسمه العلني الصريح دون ان يضع في خلده ان هناك من سيفند اراءه بنشر غسيله القذر ، فاللص لا يستطيع الحديث عن الامانة ، والقاتل لا يستطيع الحديث عن الرحمة ، والخائف لا يقدر على كشف وجهه ، انني لن الغي فقرة التعليق والتصويت التي يتيحها هذا الموقع لكل كاتب ، لن افعل هذا كما فعل كتاب اخرون اجلهم واقدر فكرهم بعد ان ضاقوا ذرعا بتعليقات الموهومين والمطموسة عيونهم .
المهدي المنتظر ابن العترة الطاهرة المباركة الالهية كما يدبج له المسلمون بفئاتهم كافة ، غاب منذ وفاة " والده " الحسن العسكري ، المعلومة هذه اظنها اكثر من عادية ومملة ، ولكن ماذا كان قبله ؟؟
لقد تناوب على سلب العراق وقتل شبعه وسرقة موارده ستة معصومين من العترة الطاهرة ذاتها بدءاً بعلي بن ابي طالب وانتهاءاً بالحسن العسكري ، فعلي مولود في مكة ومات في العراق ، والحسين بن علي مولود في يثرب ومات في العراق والكاظم مولود في الابواء بين مكة ويثرب ومات في العراق ومحمد الجواد مولود في يثرب ومات في العراق وعلي الهادي مولود في يثرب ومات في العراق والحسن العسكري مولود في يثرب ومات في العراق ، الا المهدي المنتظر فانه مولود في العراق ولا يريد ان يموت ؟؟؟؟
ان ملاحظة اماكن الولادة والوفاة لهؤلاء المعصومين يفرز سؤالا غاية في الاهمية ، فمثلا اذا كان الكاظم قد مات في سجون العباسيين فكيف ولد له ولد في يثرب اسمه علي الرضا ، واذا كان علي الرضا قد مات في مشهد في ايران كيف ولد له ولد في يثرب ايضا اسمه محمد الجواد واذا كان محمد الجواد قد مات في العراق فكيف ولد له ولد في يثرب اسمه علي الهادي واذا كان علي الهادي قد مات في سامراء في العراق كيف ولد له ولد في يثرب اسمه الحسن العسكري الذي تشير مصادر الحوزة الى ان لقبه " العسكري" قد جاء من محلة العسكر في سامراء القديمة ؟؟؟؟؟؟؟
هل كان هؤلاء الائمة يضاجعون نساءهم في جزيرة البدو ويعودون الى العراق ؟ اليس نشأة الولد من مسؤولية الاب سيما اذا كان الاب من العترة الالهية المقدسة ، ام انهم كانوا مشغولين بجني اموال الفيء وركوب الجواري وليذهب الولد وامه الى الجحيم ، ويعن سؤال اخر اكثر خطورة من هذه الاسئلة كلها ، لماذا المهدي شذ عن هذه القاعدة فتمت ولادته بالعراق واختفى منذ اكثر من الف عام ولا احد يعرف اين هو ؟
ان التسلسل الوراثي التي اتبعه ابناء العترة الطاهرة هو تسلسل ملوكي خالص ، والا ما مصير اولادهم الاخرين ، هل كان هؤلاء المعصومون لا يخلفون الا ولدا واحدا لكي يورثوه ؟؟ هل هذه هي العترة التي سينشر مهديها العدل والحق في الارض وهي التي ما نظرت لحقوق اهل البلاد بعين الشفقة والرحمة لاكثر من 250 سنة فتداولت الحكم فيما بينها وحجبته عن اهل البلاد الاصليين وتقاسمت الثروة فيما بينها وتركت ضروع الامهات تجف من الفقر ونشرت ثقافتها الصحراوية وغيبت ثقافات اهل العراق الذين اخترعوا اول حرف في الكون ؟
غاب المهدي غيبته الصغرى وجعل له اربع سفراء يحلبون الناس رزقهم ولقمة عيشهم ويسممون عقولهم بالخلاص القريب ويستعبدون اولادهم ويركبون بناتهم تبركا وتقربا من صاحب الزمان ، وعندما مات اخر السفراء ابتكر دهاقنة العترة المقدسة اسلوبا اخر اسموه رسائل المهدي الى فقهاء الامة ، وهذا يعني ان اسطورة هذا الرجل لا يمكن لها ان تنتهي الا بفناء العالم ، فلا هو قادر على الظهور لكي يزيح عن ظهور الناس عبء فقهائه الذين يعيثون بالارض تجهيلا وتقتيلا وتنكيلا ، ولا فقهاؤه حكموا عقولهم وانبهم ضميرهم فاراحوا الناس من هذه الكذبة ، ان المسلمين في شرق الدنيا وغربها يعرفون موقع سرداب المهدي ولكن لا احد يعرف السراديب التي دفن بها ضحايا هذا الرجل الذين قتلوا على مدار الف عام ونيف بالفتن والفتاوى والكراهية المذهبية والاحقاد العرقية ، ان المسلمين يحفظون عن ظهر قلب اسماء امهات المهدي المفترضات ولكن لا احد منهم يحفظ اسم ام عراقية واحدة فجعت بولدها لانه قال ان المهدي يشبه ثوب الامبراطور العاري ، تلك القصة الرائعة المقاصد التي كنا نسمعها في مدارسنا الابتدائية .
منذ داست اقدام هؤلاء المعصومين ارض العراق والى يوم الناس هذا لم نسمع بمأثرة قاموا بها من اجل خير العباد والبلاد ، ومن يعترض على كلامي هذا فليقدم برهانه ، واظنني في غنى عن تذكيركم بمقولة علي بن ابي طالب " اهل العراق اهل الشقاق والنفاق " الى اخر الشتائم التي ما زالت تنزل على رؤوس العراقيين من قبل جماعة الفقهاء الذين خولهم مهديهم بسوقنا مثل الغنم الى معلفه الالهي ، ستة من المعصومين عاشوا من خيرات العراق لما يزيد على 250 سنة ولم يقدم اي منهم على بناء قنطرة او تعبيد طريق او ملجأ للفقراء او مدرسة اومسجد ، ناهيك عن تعمير دير او انشاء كنيسة للآراميين العراقيين الذين كانوا يملأون فجاج ارض الرافدين من الشمال الى الجنوب ، وقد كشف نقصان ماء بحيرة الرزازة مؤخرا عن مدينة ارامية غارقة تحت الماء ليتضح البرهان العلمي الملموس بان كربلاء لم تاخذ اسمها من بيت الشريف الرضي كربلاء انت كر وبلاء وانما هو اسمها الارامي القديم المنحوت من قرب ايل ، فكربلاء القريبة من بابل هي قريبة من الرب كما تعني كلمة ايل البابلية .
ومنذ ان داست اقدام هؤلاء المعصومين ارض الرافدين اختفى كل اثر لثقافة ابناء هذه الارض حتى وصل التشويه الى شكل الحرف الارامي ليتحول الى عربي بقدرة قادر، وانني لاعجب من حكام تدالوا السلطة الالهية طوال قرون ولم يفكر احدهم بانشاء درس للغة الارامية تلك اللغة الام التي ما زالت ساطعة على السنة سكان جبال الموصل وعقرة وبعشيقة وكثير من ضياع بلاد الشام ، بل ان الحكام الالهيون سعووا وبجهد متواتر ومتوارث الى ابادة سكان العراق الاصليين وتكشف الاخبار اليوم عن نزوح جماعي للمسيحيين العراقيين الى المنافي لان عدالة المهدي لا تسمح لغير المؤمنين به بالبقاء في ارضه التي ورثها كابر عن كابر .
يعرف العراقيون من اجيال الخمسينيات والاربعينيات من القرن المنصرم ان الحياة االيومية في حواضر وقرى العراق كانت لا تخلو من نشاط اليهود ، فمنهم التجار والصناع والمزارعون والمثقفون والوزراء والفنانون ، وكان العراقي المسلم لا يخلو من صديق يهودي فما الذي تغير خلال 60 عاما فقط ليصبح اليهودي اعدى اعداء العراقي ، هل هذه السجية اصيلة في الذات العراقية ؟
ان الادلجة السياسية المبنية على النهج الديني هي التي ابعدت وعادت هذه الطوائف العراقية الخالصة من الشراكة المجتمعية والبناء المدني للدولة ، ولقد ظل الوعظ الملائي الذي ينفث سمومه كل يوم جمعة من منابر المساجد سيفا بيد المتعصبين لابادة مخالفيهم ، فما معنى العدل الالهي الذي سوف ينشره المهدي على الارض ــ اذا فكر بالظهور ــ وهو يتحدث برسائله المزعومة عن اعداء وثارات كما ينقل عن رسائله التي تداولها سفراؤه الاربع فترة 50 سنة .
لا اريد ان اسال عن عدد الذين شجوا رؤوسهم او قطعت رؤوسهم بسبب المهدي لان مهمة مثل هذه تتطلب برامج وكمبيوترات ضخمة بسب الجرح الغائر عميقا في الجسد العراقي ولكن ليتقدم احد المدافعين عن هذه الخرافة ويذكر لنا ايا من هؤلاء او اؤلئك الذين بلعتهم حكاية السرداب وما هي الكرامات التي حازها من فعلته هذه ، ليتقدم الذين يشتمونني ليل نهار بمواقعهم الضحلة ويقولوا لي كم عدد النساء العراقيات اللواتي تم اغتصابهن باسطورة المهدي وكم عدد الاطفال الذين تيتموا وكم عدد المدن التي تقدست وكم عدد التي تدنست .
ايها السادة ان ما ينفق على هذه الخرافة في العراق يعدل ميزانية بلد متوسط الموارد ، فهل من العدل الالهي ان يبقى ملايين الاطفال في الشوارع تحت غائلة الخوف والحرمان والجوع واليتم، ويتمتع من لا وجود له باموالهم ؟
وهل من العدل الالهي ان تحمي الاف عناصر الشرطة موكب من لا وجود له وتبقى العائلة العراقية تعيش هاجس الخوف من السطو والاغتيال والخطف؟
وهل من العدل الالهي ان يلوب ملايين العراقيين من قيظ الصيف وبرد الشتاء ويتمتع من لا وجود له بكهرباء الدولة على مدار الساعة ؟
وهل من العدل الالهي ان يغيب التعليم والرفاهية والمساواة والحق من اجل ظهور مزعوم ؟
يتبع



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
- رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
- افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
- خصيات نووية
- من اجل لطيف الراشد
- وزراء الحسين
- الرب الاسلامي ينافس الفقراء
- تسع كلمات قتلت العراق
- ما هذه الطغمة المقدسة ؟
- 11 شجرة خارج السياج
- السيد لا يحب الازهار
- انا حمار الجنة
- فنتازيا الوجع
- 337 +316 = صفر
- استكماتزم


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2