لجنة دولية تعيد فحص جثمان الزعيم الاشتراكي المغدور أدلة جديدة في قضية انتحار سلفادور أليندي

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 02:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

تتضارب الآراء و تدور الأساطير حول موت الرئيس الشيلي سلفادور اليندي ، الذي قامت لجنة خبراء عالمية بإعادة تشريح جثمانه مؤخرا، و جاءت النتائج لتدعم الرأي القائل بانتحار الرئيس، وتأتي إعادة تشريح الجثمان ضمن فتح ملفات جرائم انقلابي 11 أيلول 1973خلال فترة تسلطهم التي انتهت عام 1990 .
كان من المقرر أن يفتتح الرئيس في الحادي عشر من أيلول 1973 معرضا للبوستر معاديا للفاشية تحت عنوان "دائما من اجل الحياة" في الجامعة التكنولوجية في العاصمة الشيلية، لكن الرئيس لم يستطع الإيفاء بوعده فقد هاجمت قطعان الانقلابيين قصر الرئاسة في ساعات الصباح الباكر، وبعد ساعات قلائل، من المقاومة البطولية، استشهد أليندي في قاعة الحرية إحدى قاعات القصر الرئاسي. كان المهاجمون قد طالبوا أنصار الرئيس بالاستسلام مقابل الحفاظ على حياتهم، "أليندي لا يسلم نفسه" كانت هذه كلمات الرئيس الأخيرة كما قال احد حراسه أثناء التحقيق. للمرة الثالثة يجري فحص جثمان الرئيس، فعملية الفحص الأولى جرت بعد استشهاده مباشرة و بإشراف الانقلابيين، أما الثانية فتمت عند إعادة دفن الجثمان بعد نهاية ليل الفاشية في عام 1990و المرة الثالثة و الأخيرة جاءت في ضوء قرار لقاضي التحقيق ماريو كريسيو في منتصف نيسان الماضي.
منحت النيابة العامة القاضي ماريو كريسيو صلاحيات إضافية للإشراف على إعادة التحقيق في 726 ملف قتل سياسي جرت خلال تسلط الفاشية في شيلي من 1973 – 1990 ، بالإضافة إلى ذلك قدمت عائلات الضحايا و المنظمات الإنسانية 400 ملف أخرى لإعادة التحقيق ، ويعد إعادة التحقيق في مقتل اليندي الحالة الأبرز وبداية لمراجعة التاريخ الشيلى الحديث.
وفق نتائج الفحص الأخير فان الرئيس الشيلى استشهد بعد أن استقرت رصاصتان من بندقيته الشخصية في أسفل فكه، هذا ما أكده طبيب التحقيق بارستيو بوستوس في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الثلاثاء 18 تموز الجاري في العاصمة الشيلية، وهذه المعلومات هي جزء من تقرير مطول من 500 صفحة أعدته لجنة التحقيق التي شارك فيها مختصون في الطب الجنائي في شيلي وشرطة مكافحة الجرائم ، فضلا عن خبراء عالميين.
تباينت ردود الأفعال حول نتائج التحقيق فقد رحبت عائلة أليندي بالنتيجة ، وقالت ازابيل اليندي ابنة الرئيس السابق وعضو مجلس الشيوخ عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن العائلة لم تشك يوما بانتحار الرئيس وهذا ما أكده طبيبه الشخصي، أما محامي الحزب الشيوعي الشيلى ادواردو كونتريراس فقد أكد على إن إعادة الفحص قد أزال الشكوك، في الوقت نفسه انتقد المحامي الشيوعي عائلة الرئيس لرفضها إعادة فحص الجثمان مؤكدا " ان ارث زعيم الوحدة الشعبية ليس ملكا لعائلته وان كرامة الرئيس لم تكن يوما مطروحة للنقاش، لقد كان الرئيس صادقا في كلماته و لم يسلم نفسه للخونة".
أكد قاضي التحقيق ماريو كريسيو إن إعادة التحقيق في جرائم القتل السياسي لا تزال في بدايتها وانه يشرف على إعادة فتح المئات من الملفات، وتشير المعلومات التي وفرتها لجنة تقصي الحقائق، التي شكلت في عام 1990، إلى مقتل 3197 مواطنا شيليا على أيدي السلطة الفاشية، ونشر الحقائق حول هذه الجرائم سيساعد على التئام جروح كثيرة في شيلي. يجري الحفاظ على الذاكرة التاريخية للشعب الشيلي بطرق متعددة منها إعادة إقامة المعرض، الذي كان يفترض أن يفتتحه الرئيس في الحادي عشر من أيلول 1973،ثانية على إحدى قاعات متحف الذاكرة و حقوق الإنسان منذ بداية حزيران الماضي.
يذكر إن الانقلاب الفاشي الدموي في الحادي عشر من أيلول عام 1973 قد أطاح بحكومة الوحدة الشعبية المنتخبة و قطع الطريق أمام التطور الديمقراطي في شيلي بعد فوز التحالف اليساري الذي ضم الحزب الاشتراكي و الحزب الشيوعي الشيلى و قوى يسارية أخرى، وجاء ضمن سلسلة انقلابات دبرتها المخابرات المركزية الأمريكية شملت العراق عندما تم الاجهاز على ثورة الرابع عشر من تموز في انقلاب 8 شباط 1963 الأسود، وكذلك الانقلاب الدموي في اندنوسيا عام 1964 و الذي راح ضحيته مئات الآلاف من الشيوعيين و الديمقراطيين، ثم توالت الانقلابات في القارة اللاتينية طوال سنوات السبعينيات و الثمانينيات.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات