الغرور الأكاديمي القاتل

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 19:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لم أكن اريد الدخول في هكذا محور من محاور الحوار المتمدن لأن الدخول في مثل هذه المحاور يسبب من وجع الرأس أكثر مما يوصل إلى نتيجة .
نحن في الشرق وبسبب الجذورالدينية الضاربة بعمق في تربيتنا نرى الواحد منا ودون أن يدري مفتقداً لأهم صفة من صفات الرجل الأكاديمي وليس هو وحده فقط بل نرى هذا الأمر عند الغالبية العظمى من حملة الشهادات وما فوق هي صفة التواضع وقبول الرأي الآخر وما جرني جراً إلى الكتابة في هذا الموضوع هو حديث دار الليلة على الهاتف بيني وبين أحد الأكاديميين في بلدي وهو مؤلف لعدة كتب تبحث في نظرية النقد الأدبي وخصوصاً في مجال الشعر وحيث أنا مدرس متواضع لمادتي الرياضيات والفيزياء فليس لي شأن في نظريات النقد الأدبي ولكن ما يهمني هو الكيفية التي يفكر بها الكاتب وما يطرحه في كتبه فالقضية ليست قضية استعراض معرفي مخزون في الذاكرة بسبب نوع الدراسة فالقدرة على الإستعراض المعرفي يتقنها غالبية الأكاديميين وهم مدربون جيداً على كيفية إنشاء حلقات البحث وكيفية اللف والدوران مطولاً حول الفكرة التي قد يوفقون في النهاية في طرحها وقد لايوفقون وقد كتبت على صفحات هذا الموقع في ذكرى الكبير علي الوردي والذي رأيته كبيراً بسبب قدرته على تمثل المعرفة العلمية وكأنه مختص في ذلك ليس هذا فقط بل وفي قدرته على توظيف هذه المعرفة توظيفاً في إبداع واستنباط آراء تقارب الحقيقة بدرجة كبيرة وقد ذكرت في المقال أن هذا المبدع أجبرني على تغيير رأيي في مقاطعة الكتاب الذين يكتبون بالعربية لأنك تقرأ الكثير من الكتب المتنوعة فلا تجد فيها قيمة معرفية مضافة إذ أن جل هؤلاء الكتاب يكتبون مستشهدين أو معتمدين على باحثين وكتاب غربيين أو شرقيين وترى أنه لا يمكنك استشفاف أي شيء أصيل لدى الأغلبية الساحقة منه فآراؤهم في جل المواضيع التي يكتبونها هي ملحقات بما ينتهجه الآخرون غير الناطقين بالعربية .
علاوة على ذلك كله فنحن نلتمس لهم الأعذار لهم لأننا كناطقين بالعربية ما زلنا في مؤخرة الركب الإنساني وما زال البحث العلمي في شتى الميادين بحثاً بدائياً على الرغم من كثرة إجازات الدكتوراة الهائلة في أعدادها والتي يتم منحها سنوياً,فلم تصلني حتى الساعة أية معلومة عن إجازة دكتوراة طرح فيها صاحبها شيئاً مبتدعا أصيلاً فيه خروج عما هو مألوف أو على الأقل وهذا أضعف الإيمان تطويراً ذا شأن في ميدانٍ ما من ميادين العلم والمعرفة .
أما على الصعيد الثقافي فهناك المقالات القصيرة التي يفترض بكاتبها أنه أصدرها لتوضيح فكرة ما أو طرح موضوع ما للنقاش وآخر ما كنت أفكر فيه هو تكون الكتابة عملية استعراضية لما نحفظ وليس لما نفكر فيه بل وندعوا الآخرين ليفكروا معنا فيها فالغاية من كتابة المقالات القصيرة يجب تكون في رأيي وخذة في رأس النائم ليصحو أو صدمة لتصحيح الطريقة التي نفكر بها . بل إن الألعن هو ديكتاتورية الكاتب ذو البعد الأكاديمي ,
لن أطيل فلست ممن يحبون الإطالة والإستعراض لما في الذاكرة على منهج أؤلئك الذين أكتب هذا المقال بسببهم .ولكني أتساءل هل للتربية الدينية دور في حسٌنا الديكتاتوري أم أنه الغرور الأكاديمي القاتل ؟؟؟؟؟

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات