بركات معبد
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 19:14
المحور:
الادب والفن
أبحث في مناجم جسدها
عن هوامش الدهشة
ولذة التوحد
تضمني غفلة ضوء طفولي يشبه المس
تعتلي أفقي كقناديل أم هاشم
تدخلني صاخبة كرياح الخماسين
لتخرج من وجعي الأيسرِ
صرخة مسكونة بالتوق
تعض على حبلها السري بأجنة صبح خاطف
يوقظ ثدي الأمومة في جسد الأساطير
ينشطر دمي حين أعود إلى أول الحَفْرِ
أبعثر ما تبقى من جهد على ضفاف دهشتنا
يدفئ جمرنا بعضا
ويغسل نومنا وسائد العصافير الملونة
أبدأ رحلتي بلا هوية
تحت نوافذ المساءات الصاخبة
وبين نتوءات دروبها المعتقة برائحة الزحام
تساقطت من ذاكرتي أحجارها الجنوبية
تدحرجها الأطفال مع بقايا ألعابهم الرتيبةِ
كلما أطبقوا أجنحتهم تحت أسقف البنايات
يغمسون أهدابهم في جذور الأَسِرَّة المعلبة
ويعلقون تمائم المطر بأوردة البرق
أعود من ذاكرة الأمس
محملا بما يكفي من رسائل عينيها
ومن حيرة الأسئلة النائمة بين شفتيها
محملا بخجل المزارع على ضفاف الرغبة
وقيلولة الصيف بين ثدي التوتة وابط الساقية
أفتح نوافذ صدري لهسهسة الريح
وأتلمس الهدوء بين جفون الغربة الغامضة
صبحها الجنوبي
يبدأ خطاه من يدي إلى حدود الأرض
يحمل قبلة ريفية من نهد الصبايا السمر
ويحط كطير وحيد على وجه المسافة
قاصدا مدن الشمال المسيجة بضفائر المساءات
تصدني أظافر الشوارع بعنف
وتدفعني البنايات خارج أسوار التوقع
نساء بلاستيكية تملأ الأزقة كنباتات ظل
تتوغل بحكم الضرورة في مرايا الصدفة
أسير صامتا خلف عفويتي المترجلة
أحمل قصدية جسدي في حقيبة شاردة الفكر
فعلى بعد فراغ من تعثر حلمي
محطات أنهكها رحيل القطارات الهاربة للبعيد
تدفع الراجلين مثلي باتجاه طفولتهم الغائبة
صبحها الجنوبي
ينهي خطاه فوق راحة يدي
لم يلتصق بجدار المدينة بلاستيكية الأحلام والنساء
ولم تكن الجنوبية التي تحمل في يديها الحناء
- كما توهمت في طفولتي –
ترمي ببكر حروفها في اتجاه المطر
كانت تُسًرِّب أوجاعها من ثقوب السماء كل مساء
#بركات_معبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟