أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!














المزيد.....

أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 15:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لوحة "جرنيكا".. واحدة من أهم أعمال الرسام الإسباني، أبو التكعبية، بابلو بيكاسو، شعبية.
صوّر فيها: الغارة البشعة العنيفة والقاسية والمدمرة على قرية جرنيكا الصغيرة الوادعة والقابعة في اقليم الباسك في أسبانيا، التي قام بها طيران النظام النازي، بغية اخافة معارضي الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، الذي كان يدعمه هتلر، ولتدريب الطيران الحربي الالماني استعداداً للحرب الهائلة التي سيُفجع بها العالم بعد سنتين من تلك الغارة.
اثارت تلك اللوحة أثناء عرضها عام 1937 في ما يعرف بمعرض القاعة الإسبانية في مدينة باريس، حيث كان بيكاسو يقيم ذاك الوقت، الكثير من ردود الافعال المتضاربة بعد أن شاهدها عدد لا يحصى من النظارة بما فيهم مواطنون ألمان يدينون بالولاء للنظام النازي.
في احدى المرات، جاء ضابط من الجيش الألماني لزيارة مرسم بيكاسو في باريس. وهناك وقعت عيناه عن نسخة من "جرنيكا"، فتملكته مشاعر الغضب كشخص يعلم تماماً موضوع اللوحة التي ينظر إليها وبعد تفرّس في وجهه لفترة، سأل الضابط بيكاسو بلهجة لا تخلو من احتقار ووعيد: "إذن، أنتَ من رسم تلك اللوحة".. مرت بضعة ثوانٍ نظر فيها بيكاسو بثبات في عينيّ الضابط قبل أن يجيبه بترفعه المعروف عنه: "كلا، بل أنتم من رسمها".
"أنتم من رسمها"، "أنتم من فعل هذا".. تأخذني تلك الكلمات إلى هؤلاء الغائصين إلى الركب في وحل الادانة والترهيب لشخص رجل الاعمال نجيب ساويرس، الذي قام بنشر صورة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يظهر فيها ميكي ماوس ملتحياً ومرتدياً العقال العربي، ويظهر بجانبه حبيبته مرتدية للنقاب.. متجاهلين أن الصورة منقولة عن مصدر عربي اسلامي، وأن الرجل أعتذر لمن يأخذ الصورة على محمل المزاح، مؤكداً بأنه لم يعني بنشرها عدم احترام لأي أحد.
في خضم السباب واللعنات، أجدني أنظر إليهم بشجاعة بيكاسو، والقول لهم: "أنتم من رسمها"، "أنتم من فعل هذا".. عندما جعلتم للدولة دين، وللدين زيي، وللزيي قداسة بلا قداسة!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سن القلم: كلمة واحدة.. كثيرة...
- هل من عفوٍ؟!..
- سن القلم: مصريات..
- فن هتلري!
- الحاكم بأمر الإنسانية!
- مفاجأة
- تحطمت التماثيل، ولكن..
- حرية الأكثرية!
- دائرة التحرير!
- سجناء في الحرية!!
- على هامش عيد الأسرة
- سقوط الآلهة!!
- ورثة الشر!
- محاكمة الفزّاعات!
- ذات الكأس وأكثر!
- هل نحن في عام 2011 أم في عام 2012 ؟!..
- من وحي المزود
- وطنية العيد
- سيف مرقوريوس !
- الضوء الأحمر !


المزيد.....




- بعد إشهار إفلاسها.. انخفاض عدد فروع مطاعم -تي جي آي فرايديز- ...
- -فخ صنعه إيلون ماسك-.. تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية مع ا ...
- جيل غزة المفقود: 96% من أطفال القطاع يشعرون باقتراب الموت بس ...
- إغلاق القصر الرسولي بعد وفاة البابا فرانسيس
- بعد تأكيد رحيل دي بروين- نجمان آخران قد يغادران مانشستر سيتي ...
- الجامعة العربية تؤكد دعمها للبنان وتطالب بحصر السلاح بيد الد ...
- وزير الداخلية التونسي: بلادنا ليست أرض توطين ولا حارسا للفضا ...
- الكرملين يعلق على أهمية عقد -قمة روسيا والدول العربية- في مو ...
- -إكسبريس-: تشديد العقوبات على روسيا تحول إلى فشل لأوروبا
- تونس.. الاعتداء على سائحة أوروبية بآلة حادة والسلطات تعتقل ا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!