|
حنان الفتلاوي : تستبدل الشك في اليقين ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 01:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابعت حلقتي استجواب رئآسة المفوضية العليا للأنتخابات من قبل السيدة النائبة حنان الفتلاوي من داخل مجلس النواب وامام الرأي العام العراقي ’ ظاهرة عراقية نشاهد فيها الحق يستجوب الباطل . فضيحة تزوير انتخابات 2010’ كانت صارخة من تحت ابط المفوضية وقد عراها في حينه الكاتب صائب خليل في سلسلة مقالات سلط عليها الكثير من علامات الشك المعززة بالأشارات المقنعـة ’ السيدة حنان الفتلاوي ’ استبدلت الشك باليقين واثبتت عبر الأدلة الموثقة ’ على ان مفوضية الأنتخابات ’ لم تكتفي بعملية فساد واختلاس هائلة ’ بل نفذت عملية تزوير غير مسبوقة ’ وهي الآن تشكل فيروساً خطيراً يهدد العملية السياسية برمتها ويعرض التحولات الديموقراطية المتواضعة للأنكسار والتشويه ’ ويجب في هذه الحالة الأسراع في معالجة الأمر عبر المساءلة القانونية والتطهير المشروع . المثير للأستغراب ’ ان بعض الكتل اتخذت موقفاً مغايراً لما يجب ان تكون عليه ’ وللمرة الألف تسحق على مشاعر الرأي العام العراقي ’ وتفتعل مبررات مضحكة لهزالة مواقفها ’ لتعلن اصطفافها الى جانب المفوضية متناسية ارتباكها امام اسئلة السيدة الفتلاوي’ وتأثير حمى الفضيحة على مجمل توازنها ’ ربما في الأمر مراهنة على دور جديد للمفوضية في انتخابات 2014 ’ او خطوة استباقية لترتيب اوراقها عبر عملية تزوير قادمة تكون نتائجها على حساب المستقبل الديموقراطي للعراق . من حق بنات وابناء العراق ان يستبقوا الأقدار حفاظاً على مكتسباتهم واصواتهم من الضياع ’ حيث ان المفوضية قد مارست دور العلاس للصوص التزوير محليين واقليميين ودوليين وقد تلعب دور الشريك في مؤامرة التزوير القادمة’ في هذه الحالة تصبح الحكومة امام واجبها لتمارس دورها وكامل صلاحياتها لحماية مكتسبات الناس من الضياع وتتحمل مسؤوليتها لضمان سلامة التحولات الديموقراطية عبر شفافية الأنتخابات القادمة . قد تحدث حالات فساد وتزوير في مؤسسات مختلفه لكنها لا تشكل كارثة جدية على مستقبل العملية السياسية والتحولات الديموقراطية مثلما لو حدثت بالنسبة للفوضية العليا للأنتخابات’ انها ذات علاقة مصيرية مباشرة بمستقبل الدولة والأمة بكاملها ’ وامامنا احداث تاريخية مرعبة نستذكر منها على سبيل المثال ’ فوز حزب العمال الأشتراكي الوطني ( النازي ) في المانيا وما ترتب على ذلك من مجازر مرعبة في داخل المانيا وخارجها . ان عملية تزوير انتخا 2010 ’ كانت مؤامرة بكل ما رافقها من تخطيط محكم ’ مصممة دولياً واقليمياً ومحلياً بغية العودة بالعراق الى الوراء حيث التسلط الطائفي العنصري لحزب البعث المقبور ’ كان السيد القائد اياد علاوي ومجلس قيادة الثورة لبعثيي ائتلاف العراقية على ابواب اللحظات الأخيرة لأعلان بيانات الأبادة والتنكيل الجماعي ’ لولا يقضة المخلصين من داخل وخارج الحكومة العراقية . شكل اعلان نتائج الأنتخابات والفوز المفاجيء لأئتلاف العراقية ’ البيان الأول للأنقلابيين ’ واصبح العراق على حافة الكارثة ’ كان الأمر خطيراً للغاية ’ والبعث قادماً من داخل صناديق الأقتراع ’ وقبل ان تستقر الفأس في الراس ويصبح الأمر واقعاً ’ نشير هنا ــ بالضد من رغبة البعض ــ الى المبادرة الأستباقية لأئتلاف دولة القانون والموقف الأيجابي للتحالف الكوردستاني ’ لقد تصرف السيد نوري المالكي ( دولة القانون ) بمسؤولية لسد اغلب الثغرات بوجه زحف المؤامرة عندما اعلن ــ كآخر الخيارات ــ عن تشكيل التحالف الوطني ’ وقد تحمل صبره بما لايطاق من اسقاطات الكتل التي ائتلفت معـه’ الى جانب ذلك ’ يحسب الى التحالف الكوردستاني وكتلة التغيير ( كوران ) الموقف الأيجابي في التعامل مع تفصيلات المؤامرة ’ حيث قدروا بطريقة سليمة المخاطر التي ستهدد قضية ومستقبل شعبهم ’ ولأول مرة في تاريخهم ’ قالوا للأدارة الأمريكية ــ لا ــ لن نفعلها هذه المرة كما كنا وكما كنتم تريدون . هل ان اعصار مؤآمرة التزوير قد مرت وانتهت بسلام ’ واصبح العراق في مأمن من اخطار الأعظم من القادمات ... ؟؟؟ بالتأكيد ــ لا ــ ان اجواء الحالة العراقية لازالت ملبدة بغيوم ورذاذ الغيث القادم ’ كالأستعدادات والأستنفارات ومختلف التصريحات الأبتزازية والمناورات الضاغطة ’ كذلك البيانات والخطابات المقلقة لبعض اقطاب ائتلاف العراقية ’ مثل التصريحات المريبة ودعوات التصعيد والتثوير التي يطلقها بانتظام رجل المهمات المشبوهة السيد علاوي ’ الى جانب الزيارات سيئة التوقيت للسيد النجيفي والشكوى المفتعلة عن مظلومية المكون السني والتهديد في تشكيل الأقاليم تمهيداً لأنفصال المحافظات الغربية ’ الى جانب التعطيل المتعمد لأكمال تشكيل الحكومة وخاصة الوزارات الأمنية’ كمبررات لتحقيق الرغبة الملحة والأصرار غير العادي للأبقاء على القوات الأمريكية عبر معاهدة جديدة ’ بينما حاجة العراق ماسة فقط لعلاقات اقتصادية وثقافية متطورة مع الوايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى ’ وليس بعيداً عن مجمل النشاط المربك للوضع العراقي التهديدات الجدية للمشروع الخطير لأمراء دولة الكويت لبناء ميناء مبارك الكبير بغية خنق العراق ومنعه من التنفس عبر موانئه ’ اضافة الى تكرار خرق السيادة الوطنية من قبل الدولتين الجارتين تركيا وايران عبر تكثيف القصف اليومي في اقليم كوردستان وتدمير القرى وتشريد اهلها ’ كذلك التجاوز الصارخ لأغتصاب حق العراق في المياه الدولية وتجفيف ارضه الخصبة تاريخياً وتدمير بيئته ليبقى العراق مستورداً للفضلات السامة من جواره ’ وهناك وسائل كثيرة وخاصة توظيف الأرث السيء الذي تركه النظام البعثي البغيض ’ كقرارات وعقوبات دولية مذلـة وديون كانت زيتاً لمحرقة حروب كان ضحيتها العراق شعباً ووطناً ’ تستغلها الآن اقزام الأسر الخليجية والأشقاء غير الشرعيين لأنظمة التطرف الطائفي العروبي ’ الى جانب كل ذلك وكثير غيره ’ تبقى المفوضية العليا للأنتخابات ’ البالوعة التي تنبعث من داخلها الأحتمالات المخيفة لمخطط اللعبة الدولية الأقليمية المحلية . هل ان المؤامرات والدسائس الناشطة من داخل العملية السياسية وخارجها ’ قادرة على سحب العراق الى الخلف حيث ظلام الردة المركبة ... ؟؟؟ بالتأكيد ـــ لا ـــ والف ــ لا ـــ . العراق الذي سحق وتجاوز الأسوأ ثابتاً على سكة مستقبله يعيد بناء وحدته اضعاف ما يهدم منها ’ بيئة مثالية للوعي والأبداع المعرفي ’ نشيطاً في اختزال مراحل التحولات الديموقراطية ’ متصارحاً متصالحاً مع نفسه ’ عاجلاً وليس آجلاً سيخلع كامل اسمال نظام التحاصص والتوافقات ويحرق ما تبقى من روث العقائد البعثية .. انـه العراق قادم كما ينبغي ان يكون عليه العراق . اخيراً : نهيب بالخيرين من داخل مجلس النواب وخارجه ’ ان يتحملوا مسؤوليتهم ازاء شعبهم ووطنهم وناخبيهم بشكل خاص ’ ونطالبهم ’ ليس فقط بالتضامن مع السيدة حنان الفتلاوي ’ بل ليتخذوا منها مثالاً في الكفاءة والنزاهة والأخلاص والصدق في حب العراق واهلـه . 26 / 07 / 2011
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصارحة ثم المصالحة ...
-
14 / تموز : ثورة في الوعي العراقي ...
-
بين السلطان والقطيع ...
-
حصار يفرضه المثقف على المثقف ...
-
التيار الديموقراطي وجهة نظر
-
علاوي : اللاعب الملعوب ...
-
الوحدة الوطنية وخرافة المضمون ...
-
الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...
-
المالكي بعد مهلة المائة يوم ... ؟
-
الكورد الفيلية : قضية حق يعاتب الجميع ...
-
ديموقراطية الغالب والمغلوب ...
-
فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
-
اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
-
امرأة في حدث وقصيدة ...
-
المالكي : على لوحة الأشاعات ...
-
السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
-
العراق بين الأمس واليوم ...
-
شفت شواربه وتغزرت بيه ...
-
ثقافة الغضب ...
-
مسان جيتج عشك ...
المزيد.....
-
-لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم
...
-
فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول
...
-
الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
-
الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة
...
-
ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي
...
-
توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط
...
-
وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال
...
-
لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل
...
-
فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|