أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان محمد صالح الهيتي - قصيدة دار سعدى















المزيد.....

قصيدة دار سعدى


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


إلى هيت
والى أهلها
والى أمي
و من أحب

يا دارَ سُــعْدى أتيـتُ الـيــومَ مرْتفِدا
من نَبـــع ِقلْــقتـك ِنهـــجاً ومُعْتقـَــدا
عُريــانَ أحمـلُ أعوامـي وتحملُنـــي
فعــانقيني وخلّــي الودَّ مُتقِـــــــــــدا
خمســونَ غانيــة ٌعـذراءُ غازلـَـــها
شيبي وما برِحَـت تُغري به الجَسـدا
خمســونَ يا دارُ ما حلَّتْ ضفائِـرَهـا
عشـقاً لغيـــر ِالذي غنّى لها وشّـــدا
كأنَّني يا أنــــــــــا طيـــرٌ بـلا شــجر ٍ
تمَخَّضتْ نفسُــهُ عُشّـاً ومـا ولِـــــدا
فجئـــتُ ابحــثُ عنــهُ جنْـب َداليــــة ٍ
كانـت نواعيرُهــا فيروزَنـا الغـَـــردا
لكنني لم أجــــــدْ منها ســــوى بـدن ٍ
مهزولــــــة ٍويد ٍمُـدتْ تريــدُ يـَـــــدا
فالهُدبُ قد شابّ والعينانُ قـد عَميَتْ
والدمعُ قد جـــفَّ والجفنانُ قـد رَمُـدا
ناحــتْ وقالــتْ سألتُ اللهَ لـي ولــداً
أنْ يتخذْ لحدَهُ من سِـــكْريْ إنْ لُحـِـدا
فقــــلتُ يا أمُ بُشـــــــــراك ِفــانَّ لك ِ
فينا العشيرَ الذي يَفديـك ِوالولـــــدا
*******
وســعُ السموات ِقلبي للــهوى وبـه
منــازلٌ لحـوارِِ ٍجــاوزوا العَـــدَدا
ودعتُهم والهوى يشكو الهوى وأنـا
مابين دمعــة ِنجــوى قائــلٌ ونــدى
(دوّارتي) يا حبيباتـي اعـــــز هوى
منكنّ فاعطـــوا لها مـن حبكِم مـَدَدا
وأعـطوا (لشاقوفَتي) منـه فانّ بهــا
لــي والعـراق ِلسانٌ ناطـقٌ وصـدى
*******
لو لم يكــن ذلك المعجونُ فـي كَبدِي
حبّاً لداري لعـِـفتُ الحــبَّ والكَبـــِــدا
ورحتُ ابحـثُ عن ارض ٍأقيـم بهـــا
فرداً مــع اللهِ عن جناتـِـه زَهــــَـــدا
عشــرٌ ودادٌ كبُرْنـا فــي مباهجـِــــها
خلّين ِما افترقا يوما ولا بَعـُــــــــــدا
كنا هلالين ِأعـطى النصفُ صاحَبه
بدراً أضــاءَ ليالــي الأُنس ِمنفـــردا
*******
يا دارَ سُـــعدى أعيدينــي إلـى زمـن ٍ
داعبتُ فيـه الهوى والحـبُّ ما نَهـــدا
فـكان( كـركـعُ) توبـادي وعاشــــقتي
عذريــة ٌحبُهـــــا فــي قلبـِـها وئـِـــــدا
حـوراءُ مسـكنُها الحلاّب لـو نظـرتْ
من طـرف ِناعســة ٍللحــبِّ لارتعــدا
كرديـة ٌهـي مـن أصْلي ومن نســــبي
حوريــة ٌصــــاغها الرحمـنُ مُـتَـئِـــدا
عشـــرية ٌعلّمتنـي الحــــبَّ أغنيـــــة ً
غنّتــها كـلثــــمُ لحنــاً خالـــداً أبـــــــدا
أطلالـُها أيقَظـتْ فـي خاطـري حلمـاً
فيـــه تعانـقَ ود ٌصـــادق ٌوهــــــدى
بكيــتُ يـا دارُ لمـا قادنــي سـَـــفري
إلـيك ِمقتــرباً أو عنــك ِمُبتعـِــــــــدا
فجــئتُ اخبرُ سـُـعدى أن َّعاشقـَــــها
قد مـات في حبِّها وجْـداً ومـا جَحَــدا

تنكّــرَ (الجريُ) لمــا جئــتُ أسالـــهُ
عن بيتـِـنا وتناســى الوصلَ وابتعدا
فقــتُ يا (جريُ) هيتــيٌ أنا فبكــــى
وقبلّ الشــــوقَ فـي عيْنـي َوافتــــئدا
وقادنـي فـي دروبِ كـنــتُ اعرفهــا
طـفـلا وكانـت لأحلامي رؤىً ومدى
وجدتـُه باســـطاً كفّيــــــه متـكئـــــــاً
علـى جذوع ٍهوتْ مـن سـقفِه دهــددا
ولم أجــدْ عـنْـده صغـْري ولا كِبـَري
ولم أجــدْ فيهمـا عُمـري ولـنْ أجـــدا
فجئــتُ يا دارُ والدنيــا إلــى عُنقـــي
مغلولـــة ًوذراعـي تُمســكُ المَسَــدا
أريـــــدُ أنْ تولــدَ الأيــــامُ ثانيـــــــة ً
عمـــري لأكبــرَ مَسْــنوداً ومُسْـتَـنِدا
وأنْ أعيـشَ عزيـزاً فـي هوى بلدي
منْ ذا يكونُ الذي لا يَعْشَقُ البلـــدا؟
*******
لـن يُنسَ ســورُك يا داري وقـلقـتُـك ِ
فمجـدُكـم اقعــــدَ الدنيــا ومـا قـَعــدا
من قارك ِســومرٌ شادتْ حضـارَتـَها
ومنـه نوح طلى الفـُـلكَ التي اعتمدا
ومنـك ِروحُ بــلاد ِالرافديـن ِسَـــمَتْ
لمّــا ولــدت ِلهــم يا امــة ٌأكـــــــــدا
بدرانُ ( ) في بلدي والأرضُ واحدُها
بــدرٌ فيا تـِيهْ لا تُغـري بنـا الحسـدا
*******
يا دارَ ســُعدى سـلام ٌهزّنـي وصَــبا
منهُ دمشق ٌبكـتْ لا من صَبا بردى
ومنهُ شــيّعَ شــوقي حُلْــمَ جارتــِــه
وناحَ بالطلـح ِلمـا ريمَــه جَحـَــــــدا
فجئت أسالُ عن مقهى شريفِ( )وعنْ
هوبيْ وساميْ وعوادٍِ( )عن الشُـهدا
عن نافع ٍ( )عن أمير ِالموت ِعن قدر ٍ
أبكى السماءَ وأبكـى النهـرَ والنُجُـدا
وجئت أسـالُ عـن خلّي أبي سـند ٍ( )
عن فارس ٍكان والخلاّنَ لي سَــــنَدا
وجئتُ أســالُ عـن ليل ٍسَــهرتُ بــه
مع الصحاب ِبـ( قندي) نرسم الأمدا
كــلُّ الأحاديــث ِكنّا لا نجالسُــــــــها
إلاّ مـع الـودِّ فيـها الرأيُ مـا فسَـــدا

*******
يا دارَ سُعدى إلى صغري احنُ وفي
نفسـي من الود ِّمـا يُدنيه ِلـو بَعـُـــدا
فجئتُ أسالُ عن صحْبي ومدْرسـتي
غازي( ) وعن بيرق ٍما زال مُنعقـِدا
عن النضال ِ( )التي صارت شريعتَنا
فصرتُ من صفوها سـاق ٍلمن وََرَدا
ففي النضال ِارتدتْ نفسي محاسنَها
علمـــا ًوحبّـا ًوأخلاقــــا ًومعتقـــــدا
كـان الأميــرُ علــى صفـّي بملحقهـا
(سطام سبتي) وكـنـّـا أخــوة ًسُعـَـدا
فــي صفـّها الأول ِالألفـيِّ علّمنـــــي
(حسينُ بن رجب ٍ) الحرف والعـددا
فأشْرقتْ في الضُحى شمْسي وكانَ لها
(خلوفُ بن احمد الجدعان ِ) معتمدا
عن الخطيب ِضياءُ الدين أسْألـُهــــا
وعـن بنـاة ٍأشــادوا صَـرّحَهـا سَدَدا
عن(جاسر ٍ) سيدي لو خيروني بان
أبقى لــه طالبــاً لاخْترتـُـه أبَــــــــدا
عن شاعر ٍ( ) قال يا أهلي إذا رَحلَت
روحي إلـى اللهِ خلّـوا جرْفـَهـا لحـدا
وعن مدير ٍ( ) لهـا ظلــَّـت قصائُـــده
تُغــازلُ الـراحَ والأوتــارَ والخُــُـردا
أبي مهنــدَ غيث ُالعــــلم ِوابلـُـــــــهُ
ســـقى المعارفَ فياضـــاً وما نَفـَـدا
*******
أن غرَّبَ الشوقُ عن قلبي ففي بَدني
عِشــقٌ يُشـــّرقُ هيتـياً بما قَصَـــــدا
للثانويــة ِجــاء َاليـــوم َيحْملـُنــــــي
علـّي أرى عندهـا بعضَ الذي فـُقــدا
وقفـتُ اســألـُها عن ســادة وهبـــوا
لنـــا المعــــارفَ زاداً والعـــلومَ رِدا
عن شاكر ٍابن ِعون ِالدين ِعنْ حسن
عن سـاحةِ العرْض ِفيها وائلٌ نَشَدا
عن صابر ٍعن فهيم ٍعن رياض ِوعن
عبـد ِالغفــور ِلساني كلمّا عـُقــِـــــــدا
عن حكمـة ٍخطّها محمـودُ بنْ شــكر ٍ
في عقلِنا للعُلـى من جـدَّ قد وجـَـــدا
عن نخلة ِالدار إسماعيل َ( ) عن رجل
لو قيلَ للعلم ِاســجدْ دونـَهُ ســَــــــجَدا
عن رابع ِالعلم ِعن خـلان ِخامســـــه ِ
عن نبــع ِطيـبة ٍمـا خالـَـط َالزّبـــــدا
عن صالح ٍعن كريم ٍعن غفور ِوعنْ
خيريْ وهاديْ وتوحيد ٍومــــا سَـرَدا
عن حكمة ٍخلّي عن رحمنَ بن حسن ٍ
عن عامر ٍعن وليـــد ٍعــن حميد ِنـدا
*******
قالـتْ فديتـُك من أي الرجــال ِأخــي
فقــلـتُ كلـّهــــمُ يا أخــــــتُ متْـــــحِدا
أنا ابن ُعمْشة َفخـْري أن يكونَ أبـي
محمـداً صـالحاً عبــداً لمنْ عُبــِــــدا
أنا ابنُ دار ٍإذا حـلَّ النزيلُ بهـــــــــا
قامــت تـُهــلِلُ أهلا ًللـــذي وفـَــــــدا
أنا ابنُ دار ٍإذا قـالَ الغريبُ بهــــــــا
آه ٍ تجيـّشــت الأركــانُ والعـُمــــَــدا
كلابُهــا تكرمُ الأضيافَ إنْ نزلــــوا
فيها كراماً وإنْ خانوا غـَدت أُسُـــدا
أنا إلهيتيُ ابنُ الشمـس ِما ولـــــدَتْ
حــواءُ توأمَه من بعــد ِأنْ ولــِــــــدا
الودُّ عنـــدي كما الإيمان يحفظـُــــهُ
قلبـي فينبضُ ميثاقـــا ًبمـا وعَــــــدا
فلســتُ ممن يُباري أمسَــه غــــــدُه
ولســتُ ممن يجاري سبتـُه الأحـــدا
ولســتُ ممن يبيعُ الشــعرَ مكتســـباً
ولســتُ ممن يـقــولُ القولَ مجتَهـِدا
لكننــي شـــاعـــرٌ الصــدقُ قافيتــي
واللهِ ما نطقــتْ يومــا لمن نـَقـــَـــدا
ولــنْ تُغــــازلَ مملوكـــاً ولا ملــــكاً
ولــنْ تـُعظــِّـم إلا الواحـــدَ الأحـــــدأ
*******
يا دارَ سُعدى قوافي الشـعر ِأكرمُهـا
ما ســيّدَ الأهلَ أو ما مجّــدَ البلـــــدا
جلالـُهــا أن يكـونَ القلـبُ شـاعرَهـا
والنفـسُ راويــة ًوالعقـــلُ منتقــــدا
وأنْ تخـــلّــد داراً أو حبيــبَ هـــوىً
وأنْ تـُعــزّ صــديقاً أو تـَـذُلَ عـِــــــدا
فلا ابـنُ ذبيــــانَ أقـــوتْ دارُ مـيتـِـهِ
ولا نسَــتْ مَيّــة ُالعليــاءَ والســــندا
ولا بكى حوملٌ ســقِط َاللـِّـوى فـَقـِفـا
خطـَّـتْ لتوضِـح َبالمـقـْراة ِما شَـهَدا
ولا هُريــرة ُفي ركـب ِالهوى رحلتْ
ولا الثـُرّيا تناســتْ شـاعراً وَعـَـــدا
ولا أمُ أوفى وفـَت في عهد ِعاشـقِها
ولا ســعادُ لكعــب ٍأرضعتْ ولـــــَــدا
لكنـّـه الشــعرُ يُعطــي كــلَّ فانيــــــة ٍ
زهــوَ الحيــاة ِويُحيهــا إذا نـُشـــدا
فصـغْـتـُـهُ بحتــريــاً مالـــــهُ مثـــــلٌ
عند المعرّي بما قـد قـالَ أو قـَصًـــدا
أهديتـُهــا من وفائـي خيــرَ قافيـــــة ٍ
عصماءَ ما ســببٌ أقـوى لهــا وتـَـدا
*******
يا دارَ ســُـعدى اعزُّ الناس ِمنزلــــة ً
أهلي الأُلى شـيدوا فوق العُلى عمـدا
فــذا (العقيليُ) قــد خطــت أناملـُـــه
سِـفرَ العـراق ِوخاطـتْ للـذرى زَرَدا
وذا (العبيـديُ) فــي أجــوائِهــا علـمٌ
ســـما مـع الزهــوِ ِحتى زادَه رَشـَدا
وذا (المحمديُ) قد جادَ الخميسُ به
من ثامـــر ٍرجـــلٌ يُعـطيك ما حُمــِدا
وذا (الصـميدعُ) جـاء الجـودُ منزلـَه ُ
مســتعطياً فاصطفى منه الذي نَشَـدا
وذا (الدلوجيُ) دلـوٌ فــي مكارمـــِـه ِ
فاضــتْ بحورُ الندى من كفـِّه فَـَنــَدا
وذا (الجميليُ) فـي سـاحاتِها عبـــقُ
تعطــرَّ الدهــرُ مزهــواً بمـا رفـَـــدا
وذا (الخطيبُ) وأصلُ الطيب ِمن دمِه ِ
تضوَّعــتْ ريحُــه للعالميــن هـــدى
وذا (المسيطرُ) ناعـــور ٌومنـْهلـُــــه
عذبٌ ومنبتـُـه طِيـــبٌ ومــا خـَضُــدا
وذا (ابنُ ألوسَ) ابـنُ الطيبيـنَ بــــه ِ
تسمو النفوسُ إلـى عليائِها صُعـَـــدا
وذا (المعبـــرُ) مــلاحٌ و مجْــدَفــُـــهُ
عونٌ لمــن أتعبتـُـهُ الريــحُ وابتعَــدا
وذا (ابن ياسينَ) مـا ملَّـت مواقــٌـده
ناراً ولا أرجَعــتْ أبوابـُـه أحـَـــــــدا
وعنــدنا بيـرقٌ (كيلانُ) نجمتـُـــــــه
عـلا السـواري فقام الجـاهُ واحتشدا
وعندنــا من (بني حمدانَ) كوكبــــةٌ ٌ
(غُريْرُها) تَغلبــيٌ عانــقَ النُجـُـــــدا
و(مْصيلُحٌ) غرة السعدون ِقد صَلُحتْ
به الســجايا وعمـرُ الدهـر ِما فـَســدا
و(سـادة ٌمــن قريش ٍ) ظلَّ مشهدُهـم
بحِجّــرِ ِعنــة محرابـــاً وملتـَحـــــدا
و(العامريُ) لــه من طــيِّ مفخــــرة ٌ
فجـَدُّهُ حاتـِــمٌ أعطى ومــا نشَــــــــدا
ومــن خفـاجــــة َ(بطـرانٌ) ندلِلـُــــهُ
لكنـّـهُ غيــرُ مــا يعني الكــلامُ مـدى
و(الأيهميُ) (قوامُ الدين ِ) قامتـُـــــهُ
تبختـَـرَ الغــارُ لما جنبــــهُ ســـــجدا
و(دوسـرٌ) من ذُرى نجد ٍاطلَّ علــى
داري فأكرَمهـــا دينـــاً ومعتقـــــــدا
منه (الحبيبُ) ومنه (القِـذ ُّ) يجمعُهـم
صوتُ( المؤذن ِ) في أرجاءِها غَرِدا
و (العبدليُ) إذا ما كنـــتَ صاحبُــــه
يُعطيـك من طـيب ِالأخــلاق ِمسْـتندا
و (الشمريُ) أميــرُ الرافـديـن ِفـــلم
يسكتْ على الضّيم أو يرمي به أحدا
و(العنزُ بن وائل ٍ) (هذالُ) بيْــــــدُرهُ
فنعِمَ منْ زارعٌ خيراً ومنْ حَصــــدا
و(المحلُ) فـي حيِّـنا غيـثٌ مرابـِعـُـه
للســائرينَ إذا حــلـّوا بـــه رغـَــــدا
ودوحة ُالشرف ِالسـامي( كبيْستـُنا)
عيالُـها أكرمــوا عقـلَ الدُنـى رَشـدا
جمانـة ُالعقــد ِ( ساهوكي) ودرتُـــهُ
صجري (الجنابي) فنلْ يا جيدَها السَعدا
وقـرة ُالعيـن ِ( قرغولي) ونظرتُهــا
والسـبعَ تنشرُ في أعداءه ِالحســــدا
واكتـب ْعـلى بيرق ِالآتـينَ مفتـخراً
ما جاع َجـارٌ (لجوعاني)ولا بـَـــرَدا
وحيِّ (حياة َ) ذاك السـيفُ ما خُذلِـت
كــفُّ لحامــلـِـه يومـا ولا غُمــــــدا
إن حلَّ( كربٌ) وان جاء (البلا) فـلنا
في الجابــرية ِأهـــل ٌيُسـْـرُهمْ أبــدا
وإنْ أردتَ مجيــراً جــاء ممْتشــِـــقاً
سيفَ المروءة ِ(مولىً) صادقاً صَمَدا
وإنْ نزلـــتَ بني(ارْديعانَ) تســألُهم
عن حاجــة ٍشـمّروا عن عزة ٍوندى
وإنْ أردتَ جبينَ الشــمس ِتُكرمُــــه
نوراً فنورُك (سعديٌ)قــــد اتقــــــدا
وإنْ أردتَ عقــالَ القــوم ِتُلبسـُــــــه
تاجاً فتاجـُك(قيسـيٌ) قــد انعقــــــدا
وإنْ نُخيتَ فصحْ (وضْحا) يجيءُ على
ظهــر ِالعزائـم ِ(نمرٌ) يحمـلُ المَــدَدا
فأختُهم (وضحة ٌ) لو ضِيمَ صائِحُهـا
يوما لقالوا اصْحبي يا(وضحة ٌ) فهدا
واختـُنــا( بركة ٌ) لو مـسَّ وجنتـَهـــا
طيفُ لقلنا امطري يا (بركة ٌ) نَكـَــدا
وفوق َهــــذا وذا مــنْ قالَ مُفتخـِــراً
للسائلينَ أنـــا الهيتـــــيُ وانفــَـــردا
فانَّ اشــرفَ فخــر ِأنْ تكــونَ لهــــا
ابناً وفياً ويُمسي الوالــــدُ البلــــــدا
فانْ مشــيتَ إلـــى العليــا لتخْطبهــا
من مجـدِها قبلنا الهيتيُ قـد صَعـَــدا
*******
يا دارَ سُــعدى أعيرني الوفـا كرمــاً
كي أرثي سـيدَ شــعر ٍمات منتـَفــَـدا
يا ابن الفراتيـن مليــونٌ بنا صُلبــوا
وثـورة ُالفكــر ِلم تُوقظ بنا أحــــــدا
عَقيـــــدُكَ اللهُ أنْ ترفـــقْ بقافيتـــــي
وان تعيــنَ علــى النفـّاثــَـة ِالعُقـَــــدا
أبا فــرات ٍتـَعبْنــا مــن مخاوفِنـــــــا
مذْ صارَ في عهدِنا المأفونُ معتمـدا
ومذ تزوج َعبـــدُ الشــــيخ ِعمـّتـَــهُ
صار الوليُ علينا نغلــَــها المَــــرِدا
يا ابن الفراتــين ما في الدار ِقافيــة ٌ
تـُرثيكَ فالشـعرُ صاغـوهُ لمن نـَقـَـدا
أبكيـــكَ صـمتاَ وفي نفسي مكابـرة ٌ
هـيـتيـة ٌما اشـتكتْ من خوفِها أبــدا
غـنّتْ لبغـــداد َيا عيـنـي فســامرَهـا
ليــلُ العــراق ِومـن ألحانِهـا نَشَـــدا
أخبرْ (حبيباً ) بأنّ الكتـْبَ قـد صدقت
والسـيفَ ما صدقتْ أنباؤُه فصَــــدا
وقلْ (لأحمدَ) أن المحبسين ِغــَــدَت
محابـِساً فــي زمـان ٍصــاهـرَ الأودا
إنْ كـانَ جنّــبكَ شــتى تَســتقيمُ بهـا
فانَّ جنْبــيَ شــــتات ٌتســـــلُ مُــــدا
فدَجــلة ٌهاجــرتْ بعــد الفــرات ِإلى
حيثُ الوجودُ بأرض ٍتحضنُ البلــدا
وابـن كوفــتِك الحمـــراءِ ارقنــــــي
دهــراً فأيقظ َفي عينـــيّ ما هَجــَــدا
ناشـــدتُه ولســـانُ الشــعر ِيتبعُنــي
حينــا ويتعبُنــي حينــاً بمــا رفـَــــدا
يا شـــاغلَ الدهــر ِدُنيانــا بهــا أرقٌ
واعدلُ الناس ِفي جفن ِالردى رقـَـدا
والعـيدُ قـد عـاد محمولا علـى قلــق ٍ
والريـح ُغـازلها السـفـّانُ فاتحـــــدا
والخــمرُ ضيّــعَ معنــاهُ وعنصـــرَهُ
مذ ضيّفـت تغــلبٌ في بطنـِها أســـدا
فيـا جواهــرَ عقــد ِالشعــر ِمعـــذرة ً
إنْ قـد تجاوزتُ قدْري فالوفاء ُمدى
النخـــلُ يا ســيدي يبكيــك منتظـــراً
عــوداً إليه ولــــو للمــوت ِمُتْســـــدا
يا دارَ سُعدى إذا مــا البعــدُ غالبنــي
غالبتـُـه باشتياقــي أنْ أراك ِغـــــدا

الرمادي 23/2/2003

++++++++++++++++++
بمناسبة ذكرى ولادة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي خصصت له الابيات الأخيرة من القصيدة انشر هذه القصيدة



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهلهل بن ربيعة
- الأفوه الأودي
- الشنفرى الأزدي
- كذبة المائة يوم
- حلم بين الكتل السياسية والكتل الكونكريتية
- رسالتان الى عمان والى السلطان
- دولة المواكب
- السياسة مو لعب طمّه
- باسمة
- الفساد المالي والإداري وأسبابه
- إنسوا السين وسوف واذكروا قد
- ليلى الحبيبة
- هي
- هي
- أم عصام
- بكيت مع النواب
- الهوى عمري وعمرك
- انا وامي وعيد العمال
- خمسون مرت وانقضت
- رونق


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان محمد صالح الهيتي - قصيدة دار سعدى