أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الخريجون (مضروبين بوري)














المزيد.....

الخريجون (مضروبين بوري)


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه الايام تحتفل الجامعات بتخريج دورات جديدة ، كلما ظهر مشهد على الشاشة لاحد تلك الاحتفالات اثار شجون الناس بدل الفرح ، على وجوه الطلاب المتخرجين تظهر مشاعر عدم المبالاة ، اما الخريجات فكل الذي تعلمنه من هذه الرحلة الاكاديمية بنطال ضيق ومكياج غجري غليظ وضحكات بلهاء كأنها البكاء ، خطابات الاساتذة في الاحتفالات مملة وتقليدية وينشغل عنها الطلاب بلعق المرطبات ، الخريج والخريجة لا يتمتعان بشخصية متميزة لا في الثقافة العامة ولا في الاختصاص الجامعي ، كانوا ابتداء يائسين من الحصول على وظيفة ففقدوا حماسهم للدراسة وتطوير المهارات وهم يرون مصير من سبقهم ، بعضهم يرى ايام الجامعة لهوا ولعبا وزينة وتفاخرا وعلاقات عاطفية ، تفكير كارثي مخجل ، احتفال التخرج فيه الكثير من البرود والفوضى وغياب النشاط والبهجة ، من يراهم يتذكر فورا الاعمال التي يمارسها الخريجون الاقدم بعد ان وقعوا في دائرة البطالة الوطنية فهم ما بين عامل بناء وسائق تكسي ونادل في مطعم وشرطي وبائع فلافل ، الاعمال المذكورة اعلاه لا تحتاج الى خريجي كليات ، اذا كان بائع الفلافل يحمل شهادة البكالوريوس فهذا يعني ان العمل في مطعم (باجة) يتطلب شهادة ماجستير. تفاقمت بطالة الخريجين منذ التسعينات عندما تخلت الدولة عن سياسة التعيين المركزي ، يقابل ذلك عجز القطاع الخاص عن استيعابهم فهو قطاع حديث وضعيف في بلد من العالم الرابع اعتاد على الحضانة الحكومية اقتصاديا وثقافيا وامنيا واصبحت الدولة مهيمنة سياسيا بسبب هذه الامومة الشاملة ، في ظل النظام الحالي تزداد بطالة الخريجين اتساعا وخطورة لان الدولة مهووسة بالرسملة والخصخصة المبكرتين وتراهما ثمرة مباركة للديمقراطية ، انه تقزيم لدور الدولة قبل ان تتوفر البدائل اللازمة ، جميع قطاعات الحياة بحاجة الآن الى حماية الدولة ورعايتها قبل التحدث عن اجراء اي تحولات اقتصادية ، الادلجة الشكلية والانفعالية للحياة الاقتصادية ترضي البنك الدولي وصندوق النقد لكن تسهم في تعميق الازمات وخاصة بطالة الخريجين . النصف الآخر من المشكلة هو عدم وجود ثقافة المطالبة والاحتجاج لدى الضحايا ، وعدم استخدام ضغوط اعلامية او تنظيمية على الحكومة لاجبارها على التفكير بالمشكلة او على الاقل تنفيذ قانون منحة الخرجين كحل جزئي ، يفترض ان يبادر ضحايا البطالة الجامعية الى ممارسة ضغوط على الحكومة باستخدام الصيغ المشروعة مثل تنظيم التظاهرات والتجمعات والمهرجانات ، بل اكثر من ذلك مثل تشكيل جمعية نقابية ذات دور اعلامي وسياسي ، لكن يبدو ان الخريج عندنا قد يعجز حتى عن وصف مشكلته بجملة عربية سليمة فكيف سيلقي خطابا مدويا يهز ضمير الحكومة ، سألت أحدهم عن المشكلة وموقفه منها فقال : (احنة مضروبين بوري) وانتظرته ان يكمل لكنه سكت وما زال ساكتا وليس لديه جملة ثانية يقولها .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام السلطة القضائية
- النخبة والشعب ... لكل معركته
- اساطير الاعمار والتنمية
- ارشيف الحرائق الذكية
- اعادة تعريف الانسحاب الأمريكي
- لكي يستعيد المواطن سلطته
- ملاعين ... ينتظرون التقرير
- كيفية ابتكار ازمة
- حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة
- أي صحافة وأي عيد ؟
- الصلح سيد الحلول
- وطن المهاترات
- تأملات فدرالية
- قرابين التوبة السياسية
- نهايات متعددة للمئة يوم
- بورصة الاعتقال والتهريب
- تحديات السلم الاجتماعي
- البراءة فوق الكفاءة والنزاهة
- 3 ملفات في دائرة التكهنات
- ثورات العرب وازمة الفكر


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الخريجون (مضروبين بوري)