أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)














المزيد.....


معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 08:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هو الظل الظليل التي يفيء اليه من يحس بثقل كاهله جراء ما يحمله من الاحسان و فضل الاخر، كما قال لي صديق و فشى عما يجري في غليله من هيجان و لم يتمكن ان يقولها لمن رحل قبل فوات الاوان وتاسف عن عدم تمكنه من الوصول الى المقابل ليزيح عن نفسه و جسده الدين و يجازي من احسن اليه باجمل تقدير، الا وهو الكلمة او المفهوم العميق المعنى و غفير الدلالات، و التي تريح النفس و الضمير و هي كلمة (شكرا)، و نعم الوقع الجميل الذي تتركه في النفس عند اراحة الاخر و الذات ايضا و حينما تنبع من صميم القلب و هي تحمل اجمل الاشعاعات لتنير روح من ينطق بها متزامنا مع من يسمعها و من يستقبلها في ان واحد .
من جهة اخرى نجد هناك كلمة اخرى و ما فيها، انها الاحساس قبل ان تكون كلمة لفظية وهي المعالج و المنظف لكل ما شاب الروابط بين المحبين، و طالما اخليت جعبة الافراد و الشعوب في هذه المنطقة من مثل هذه الكلمات، برضى الذات او رغما عنهم و فُرض عليهم ما يسد الطريق لامتلاك الجرئة في النطق بها و العمل وفق متطلباتها، و ما يمنع هذه الصفة هو ما توارثته الاجيال من بعض الصفات التي انتقلت عبر الاجيال و غطتها بعض المفاهيم المعقدة كالكبرياء و ما يلصق بالانسان من التسميات كعزة النفس و كم هي مشوهة للنفس في كثير من الاحيان. ولو دققنا في قواميس هذه المنطقة لاستكشفنا ما لا يقبله العقل السوي ولو بحثنا عن مثل هذه الصفات الجميلة لتاكدنا اننا نفتقرها و لم نجد في تاريخنا مرحلة متسمة بها، نعم انها الاعتذار عن كل خطا او فعل اضر بالاخراو بالجميع او اثر على حياة الشعب بشكل او اخر .
اما التسامح فهو الاخر المعدوم تقريبا و ان وجد بنسبة لا تذكر، فهذا ما يدعنا ان نعتقد بان الاحترابات و الاشتباكات و التعقيدات التي فرضت نفسها على حياة شعوب هذه المنطقة و افرادها، انه لامر طبيعي و لا يحتاج لدليل على ان نقول ما تحدث من بعض الافعال لم تمت بصلة بالانسانية ابد،ا و هذا دليل على ان نعلم بان الحقد و الضغينة و الكره متجذر في اعماقنا و انفسنا، و هذا ناجم عن اسباب و عوامل عديدة، منها فكرية او ايديولوجية او خلقها الاحداث في التاريخ و اصبح من السمات و الاخلاقيات التي تتمتع بها الشعوب، و من نتاجات الحروب و الغزو و الاحتلالات المتكررة طوال التاريخ، وهي ما غيرت من الاسس و الركائز الاساسية للمعيشة في الشرق الاوسط.
ان كان هذا الفقر في الصفات الحسنة المميزة لدى الفرد ينطبق على ما تتميز به الشعوب، فبدوره يؤثر بشكل مباشر على نمط الحياة و خصائص المجتمع ايضا وكما نلمسه حتى في وقتنا الحاضر، حسبما وصلت الينا منها و لا تزال سائدة على مسيرة الحياة .
اذن، نحن نتيقن من اننا لو تمحصنا بدقة في الصفات الاجتماعية للمجتمع و الافراد لاكتشفنا ان النقص الموجود من السمات الحسنة يدعنا ان نفكر في احتياجاتنا النفسية و العقلية و ما يحسن سلوكنا و عقليتنا و تصرفاتنا و اخلاقياتنا ، و كل ما نحتاجه بداية هو ارساء المفاهيم الاساسية الرئيسية لتحسين العلاقات بين ابناء المجتمع و تجسيد الصفات التي تدفعه الى التفاهم و التلاقي اكثر من الخلاف و الابتعاد، و من اهمها الصفات و المفاهيم الثلاثة العميقة في المعنى و الجوهر، بعيدا عن الصفات الطارئة والتي من الواجب محاولة ازالتها بكل السبل و التي تؤدي ديمومتها الى وضع العراقيل امام الرفاه و السعادة المنشودة للجميع، و كلما تبعنا الجوهر الحسن و ما يفرزه من الايجابيات على الاخلاقيات فتكون له ابعاد و معطيات تمس المجتمع و تقوٌم مسيرته المعيشية، و به ستيستقيم المسار الحيوي لحياة الانسان في هذه المنطقة المتشابكة، و هي الاعتذار و الشكر و التسامح.
هنا يجب ان اذكر بان للمفاهيم الثلاثة روابط قوية تعقد بعضها مع البعض. فعند الاعتذار عن الخطا يحس المقابل بان الاحساس الصحيح والمتولد لدى المخطيء كواجب لتصحيح الامور قد يفرض اعادة النظر و من الواجب تقبله، و هنا يجلب الاعتذار بعد ترسيخه و احداث وقعه كلمة جميلة اخرى معه وهي الشكر ، و بهما يمكن ترسيخ الارضية الملائمة للتسامح بمعناه الواسع المتشعب، والذي يعتبر علاج لكافة الامراض التي تعاني منها المنطقة منذ امد بعيد، و حينئذ يمكن تجسيد السلم و الامان و الاستقرارفي المنطقة و ضمان التقدم و الرفاه لابنائها .
كما هو حال الافراد و الشعوب ينطبق هذا الكلام و التوجه على السلطات المختلفة في بلداننا ايضا، فاننا لم نلق يوما بحكومة او سلطة ما اعتذرت عن اخطائها او شكرت جهود الشعب لما سعوا اليه، و لم نلمس التسامح بين الحكام و المحكوميناو بين المتصارعين من اركان الحكومة، و عليه يجب ان ينعكس ارساء جوهر المفاهيم الانسانية على السلطات كي تحترم الشعب سلطاتها لا تخاف منها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...
- هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
- انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
- اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
- يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة
- عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط
- التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري
- هل تخرج الحكومة العراقية من عنق الزجاجة ؟
- الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي
- استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!
- اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان
- نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
- انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
- الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
- ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
- هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
- التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية
- سوريا الى اين ؟
- حقا كلما ضاقت فُرجت
- لا تستغربوا من مواقف الموالين للنظام السوري مهما كانت نسبة ث ...


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)