|
مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بالمغرب ظل متواضعا وعاجز عن خلق صناعة سينمائية وجلب العملة الصعبة
الزواوي المصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 16:10
المحور:
الادب والفن
يعود تاريخ تأسيس مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة إلى سنة 1977 . ولا يخفى على كل متتبع انه راكم كما هائلا من التجارب وحققت معه مدينة خريبكة صيتا افريقيا ولقبا ثانيا ، هو عاصمة السينما الإفريقية بامتياز يضاف إلى شهرتها بالفوسفاط . لكن مقارنته بمهرجانات ، كمراكش وطنجة .. ،التي استطاعت رغم حداثة عهدها ، أن تحقق تألقا دوليا وازنا . ولعل وضع المهرجان المتواضع رغم تبجح القائمين عليه ببعض ايجابياته ، وعجزه عن بلوغ العالمية و وجلب العملة الصعبة ، يطرح أكثر من علامة استفهام : هل الأمر يتعلق بضعف الميزانية التي لا تقارن بتاتا بميزانية ببعض المهرجانات التي تتجاوز ميزانيتها 4 ملايير سنتيم كمراكش؟ أم السبب يعود إلى تخلف البنيات التحتية وسيادة العقلية الهاوية والعدمية ..؟ هل هذه الأسباب وغيرها وراء هذا التطور البطئ والمتواضع للمهرجان وبالتالي عدم بلوغ المنظمين هدف خلق ثقافة وصناعة سينمائيتين بمدينة خريبكة ذات مرد ودية سوسيو – اقتصادية ؟ إن مقاربة الموضوع تطلبت من الجريدة محاورة مسؤولي المهرجان في مستوى الميزانية بواسطة ممثلها " عز الدين كريران " ،الذي أفادنا بالتصريح التالي " تنحصر مسؤوليتي في تسيير مالية مؤسسة المهرجان ، التي أعتبرها أساس نجاح كل تظاهرة . تتغذى هذه الميزانية من الدعم التي تتوصل به المؤسسة من جهات متعددة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : المجمع الشريف للفوسفاط يساهم بمليون درهم شريطة احترام بنود العقد المتجلية في تبني حكامة جيدة في الإنفاق تخضع لمراقبة الجودة وإدماج شعار المجمع في كل أنشطة المهرجان و للتأشير على البيانات يتبع طريقة صرف 50 في المائة في بداية التظاهرة بعد تأكد مراقبيه من الحكامة الجيدة واحترام بنود العقد لينتقل إلى نسبة 45 في المائة في ختام أنشطة المهرجان و5 في المائة بعده تحسبا للديون ; ويساهم المركز السينمائي المغربي بمنحة مليون درهم مع إمكانية إضافة 30 ألف درهم لتغطية أية ديون محتملة وتتم الموافقة بعد توصله بمشروع الموازنة المالية . وهو الآخر يجب وضع بيان النفقات والمصادر والوثائق بين يدي محاسب المركز وممثل وزارة المالية ليؤشر عليها ونفس الشئ بالنسبة للمجلس الجهة الذي ساهم ب 150 ألف درهم والإقليمي الذي ساهم ب 110 ألف درهم . أم عن كيفية تدبير التعويضات المخصصة للطاقم الذي يسهر على التنظيم الموزع إلى ستة لجان ، تشمل في مجملها ما يناهز 40 عنصرا ( أغلبهم أساتذة وموظفين ) يمكن أن تتقاضى أجرا يتراوح بين 500 درهم و3000° درهم حسب مر دودية وجودة ونوع عمل كل فرد داخل اللجنةو بالنسبة لجريدة " خريبكة الآن " ثم الاتفاق على 350 ألف درهم .و.نستعين أيضا بخدمات ما يقرب من 20 عاملا ضمنهم طلبة عاطلين سيتقاضون ما بين 500 و1000 درهم و22 حارسا سيتقاضون 22000 درهم ، كما تم الاتفاق مع شركات الحراسة والصوتيات بمبلغ 8000 درهم مناصفة بين صابر، الذي تكلف بالافتتاح ( الذي كلف مجمع الفوسفاط ما يقرب من 170 ألف درهم ) بفندق مصنف ، بينما تكلف شريكه النوبي بحفل الاختتام . أما نقل الأفلام فتكلفت حافلة سراك مقابل 700 درهم للرحلة إلى البيضاء أو الرباط.... ويواجه المهرجان من جهة أخرى صعوبات مالية تتطلب دعما ماليا يجب أن يفوق 400 ألف درهم ، مقارنة مع مهرجان" واكادوبو" ، الذي تصل ميزانيته إلى 4 مليارات و" قرطاج "ملياران ومراكش 4 مليارات ..وذلك لأن لمبلغ الحالي لا يكفي لاستقبال ضيوف كثيرين لهم وزنهم في الحقل السينمائي، منهم مخرجين وممثلين ونجوم وكتاب ونقاد وصحافيين...ويعود السبب إلى تراجع المجلس البلدي عن تقديم الدعم كما في السابق ( 800 ألف درهم ) وانحصر في بناء مركب ثقافي فقط.." ويعزى تواضع المهرجان أيضا " اى سيادة لدى البعض عقلية خريبكية عدمية تدافع على زوال المهرجان والحال أن على فعاليات المدينة المتنورة الدفاع على استمرار يته دفاعا على حق المواطن عامة وعشاق السينما خاصة في سيادة ما هو ثقافي ( فليس هناك الخبز واليومي وحدهما ). وفي الختام أود الرد على ما نشر بإحدى الجرائد الأسبوعية ( المسار )على لسان ناشط في حركة 20 فبراير إن لمدير المهرجان "نور الدين الصايل " فضل على استمرارية المهرجان ، إذ ناضل منذ السبعينيات كرئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية من أجل جعل الصورة وسيلة للتحرر من الاستبداد والظلامية عبر تنفيذ برنامج على المدى البعيد اهتم في مرحلته الأولى بالسينما والشغل وابتداء من الثمانينيات بالسينما وحقوق الإنسان وكذلك المجتمع فهو من حث المجالس البلدية على الاهتمام بالمسالة الثقافية وتعميم المركبات الثقافية التي تزخر بها حواضرنا ، ناهيك عن تطوعه بماله الخاص من اجل استمرارية المهرجان ودعم الكتب السينمائية ..." ومن جهته أكد "حسين أندوفي " المندوب العام لمهرجان للجريدة : إن المهرجان حقق تطورا ملموسا لما أصبح ينظم مرة في السنة انتقالا من سنتين وأربعة سنوات ..ففي ظرف 10 سنوات نظم ثمانية مرات كما يحتفظ بخصوصية عرض الأفلام الافريفية ، بيد أنه يحتاج إلى توفر المدينة على بنيات تحتية مهمة من فنادق مصنفة وقاعات سينمائية وطريق سيار ومطار ببني ملال أقرب من البيضاء وميزانية مهمة وعقلية احترافية ..." وتجدر الإشارة إن المهرجان رغم اكتسابه خصوصية السينما الافريفية بامتياز وما راكمه من ايجابيات تفيد سمعة مدينة خريبكة والمغرب على السواء فهو لم يستطع على امتداد تاريخه الطويل( منذ 1977الى الآن ) تحقيق احد أهدافه الأساسية " مساهمة المهرجان في تنمية الثقافة والصناعة السينمائية الافريفية بالمدينة فما عدا المركب الثقافي البلدي وقاعة الأفراح التابعة لمجمع الفوسفاط فلا شيء يذكر وعدد السينمائيين من ممثلين وكتاب في السينما عامة و السيناريو خاصة شبه منعدمين وحدث ولا حرج بالنسبة للمخرجين والنقاد والكتاب الإعلاميين المتخصصين بالمدينة فيعدون على رؤوس الأصابع ..الأمر الذي يتوجب على القائمين على أمر المؤسسة التي تتغذى من ميزانية وضرائب المواطن أن تعيد النظر في إستراتيجية المؤسسة الكفيلة بالمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية المنشودة واقعيا وليس على الورق. و خلق طاقم محترف ولجان متخصصة ضمنها لحنة تتابع وتنفد عن كثب توصيات وأهداف البرنامج وأخرى تعمل على خلق التواصل والتعاون مع الجمعيات والانفتاح على الفعاليات على نطاق واسع...مع استعمال آليات تواصل عن قرب وإتباع الشفافية ...فكلما ازداد عدد المختصين وعشاق السينما وثقافتها كلما ضمنت المؤسسة شركاء فاعلين حقيقيين. ويبقى التساؤل مطروحا بلغة الاقتصاد : فإذا بات مؤكدا أن المهرجان خدم السينما الإفريقية وسينمائييها ، فما الذي جنته مدينة خريبكة من "عملة " مقابل تسويق المهرجان لصورتها في افريفيا ؟
#الزواوي_المصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة والرجل المبدعان متساويان في السينما كفضاء محايد تتباع
...
-
الدستور والسينما- موضوع لقاء بين نور الدين الصايل رئيس المرك
...
-
عمال بلدية حطان بخريبكة يعتصمون والمجلس على أهبة لتطبيق الاق
...
-
مسيرة شعبية سلمية حاشدة لحركة 20 فبراير بالمحمدية
-
حركة 20 فبراير تنعي في مسيرة 19 يوليوز - دستور 2011الممنوح -
-
استئنافية خريبكة تؤخر ملف المعتقلين على خلفية أحداث 13 ماي ع
...
-
زوجة هالك تطالب العدالة المغربية بالإنصاف في ملف قاتل زوجها
...
-
مآل مالية مشروع التنمية القروية المندمج بين تساؤلات الساكنة
...
-
المعطلون يعتصمون داخل بلدية خريبكة / المغرب
-
مسيرة سلمية على إيقاع انسحاب مؤسسي حركة 20 فبراير
-
دورة تكوينية في تقنيات التنشيط التربوي والتعبير الجسدي
-
-التدبير الجبائي على ضوء القانون 47 -06 للمجلسين الجماعيين خ
...
-
أشباح حركة 20 فبراير يشنون حملة متطرفة وإرهابية ضد الصحافة ا
...
-
إصابة ما يقرب من 190 جريحا واعتقال 14 متظاهرا في موجهة عنيفة
...
-
-ألصورة من منظور رولان بارث-
-
وقفة تضامنية مع الصحافي المعتقل رشيد نيني : من أجل إطلاق سرا
...
-
ملف التشغيل يضع إدارة الفوسفاط بالمغرب على صفيح ساخن
-
نقابات التعليم تقر بأزمة النظام التربوي- التعليمي بالمغرب
-
تخليد ذكرى فاتح ماي ابانصهار الطبقة العاملة و شباب حركة حركة
...
-
اعتقال الصحافي المغربي -رشيد نيني - جريمة ضد الرأي الحر ومؤش
...
المزيد.....
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|