أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - هجاءُ الخطابِ الأنويِّ














المزيد.....

هجاءُ الخطابِ الأنويِّ


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 03:42
المحور: الادب والفن
    


بعيداً عن التوغل في أنواع الأنوية، فلسفياً، الميكافيلية منها، أو الأخلاقية، أو الذّاتية، وغيرها، وبعيداً-كذلك- عن دراسة الأسباب التي قد تدفع ببعضهم- أحياناً-للوقوع في فخّ هذه الآفة، المستعصية على العلاج، و لاسيما عندما يبلغ تضخم "الذّوات" لديهم، لدرجة التوهم بأن الذات قد غدت عند من انزلق إلى أسفل مهاوي هذه العاهة، البشعة، بأنها هي مركز دوران العالم، برمته، بل ربَّما يشطُّ الخيال الواهن به، للتوهم بأن الكرة الأرضية، إنما تدور كرمى له، وأن الشمس تشرق في أول كل صباح، من أجله وحده، وأن أنهار العالم برمته، تجري إلى مواعدها، من أجله، وأن ورود العالم كله تفتح بتلاتها من أجله، وأن أيَّ مساس بهذه الأنا، ولو من قبيل النقد، ليعدُّ انتهاكاً بنظام الكون، بكامله.

إن أية قراءة في أحد النماذج المتفرِّدة، في تضخم أناها، تبين أننا-بحق- أمام حالات مرضية، صارخة، تستدعي ممن حولها، التعامل بمنتهى الحكمة، معها، ولاسيما أنها لا يمكن أن تتقبل أي ضرب من النقد، بكل تدرجاته، حتى وإن كان يتناول سلوكاً "بادياً" في شذوذه، لا يمكن إخفاؤه البتة، لأن الموازين تنقلب لدن ضحايا هذه الآفة، رأساً على عقب، بحيث تصبح نزوات الذات، وخيالاتها السقيمة، وأهواؤها المنفلتة، برنامج عملها، ونظامها الداخلي، وإن كان مثل هذا البرنامج، أو النظام الداخلي، غير مستقرين، على حال، شأن شخصيات هؤلاء الضحايا،الشذَّاذ، الأفاقين، ممن يمحورون العالم، بحسب أمزجتهم، ومنافعهم، من دون أية مراعاة، للآخرين، من حولهم، بل ومن دون أيِّ اكتراث، بأية نواميس وأنظمة متفق، أو متعارف عليها.

ومشكلة الأنموذج المصاب بفايروس الأنوية، في وجهها المنفِّر، المفرِّط، أن لا قرار يمكن الارتكاز عليه، سواء أكان في تعامله، مع من حوله، أو في تفاعل هؤلاء معه، فما هو مقبول لديه اليوم، مرفوض في الغد، وهكذا دواليك، ما يجعل رؤيته ضبابية، وأحكامه هوجاء، مجانية، اعتباطية، رعناء، إذ يرفض الإذعان لأي قانون، خارج دارة أهوائه، ومزاجه المتحوِّل، والمتقلِّب، غير المستقر على حال، بيد أنه-في المقابل- يطالب كل من حوله الإذعان لأطروحاته، أية كانت.

أجل، إن هذا الأنموذج، قد تكون خطورته قليلة، ضمن حدود دائرة جدّ ضيقة، في ما لو كان مجرد كائن عادي، وقد تنحصر وتنعكس مضارُّه ، عليه، وحده، فحسب، إلا أنه ليشكل حالة كارثية، إن كان ممن يمتلكون القرار، ليكبر محيط إساءاته، بقدر سعة هذا القرار، الممتلك من قبله، إذ يجد أنه في مركز يخوله فرض أحكامه على سواه، والأكثر خطورة، أن يكون هناك من تتلاقى مصالحه، الموقوتة، مع مصلحة هذا الكائن، الزئبقيِّ، غريبِ الأطوار، وهو ما يجعله يعيثُ فساداً، ويمعنُ في الجور، والظلم، والعنف، وتسفيه الآخر، في رؤاه، وفكره، وسلوكه، مهما كان هذا الآخر صائباً، في كل ذلك.

وحقاً، فإن مسؤولية المحيط، تكمن في التنبه من خطورة هؤلاء المرضى، أية كانت مواقعهم، والتعامل معهم بمنتهى الحساسية، والحذر، لأنهم أحوج إلى الشفقة، والعطف، وضرورة وضع الإصبع على مكامن أمراضهم، وتشخيصها، من دون أية مساومة، لئلا تتفاقم أحوالهم، فيلحقوا المزيد من الضرر، بمن حولهم، وهذه هي مسؤولية –عامة- لا يمكن التهاون إزاءها البتة.




#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - هجاءُ الخطابِ الأنويِّ