أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسلم بديري - سرقات أدبية علي عبد النبي الزيدي خلف قضبان زكريا تامر سارق ام مسروق ؟ حلقة1















المزيد.....

سرقات أدبية علي عبد النبي الزيدي خلف قضبان زكريا تامر سارق ام مسروق ؟ حلقة1


مسلم بديري

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


سرقات أدبية
علي عبد النبي الزيدي خلف قضبان زكريا تامر
سارق ام مسروق ؟ حلقة1
لا تُعَزُوني .. فما عادت تُسليني كؤوس الكلام
سألني أحدهم ذات يوم عن المسرح
فارتسمت بذهني للفور صورة ذلك الزيدي الاسمر
ترى ماذا سيرتسم في ذهني لو سألني الآن, بعد الذي كان ..؟
بالصدفة تماما كان كل شيء وانا ابحث عن النصوص المسرحية وقعت تحت يدي مسرحية " عودة الرجل الذي لم يغب" واخذتها وقراتها بنهم شديد فصرت افترس حروفها افتراسا .. وما ان اتممتها حتى استلقيت على ظهري والابتسامة تملا فمي وتعدو فمي لتملا المكان , لقد كان النص ابداع حقيقي "من حيث الفكرة" فقد راقتني الفكرة كثيرا ففيها تجديد حقيقي ينم عن ابداع غير متناهي وبالصدفة ايضا – بعد فترة زمنية-
كنت اقرا مجموعة قصصية لزكريا تامر وهالني ما رايت....
ان فكرة المسرحية جائت صريحة من خلال العنوان مع بعض المخادعة " وهي فكرة عودة رجل بعد غياب دام سنوات غير قصار الغياب حقيقة يبدو للقارئ من اول وهلة انه الموت ولكن ما تفتح لخيالك المجال حتى تذهب في تفسير هذا الغياب عدة تفسيرات
المهم ان تجديد الزيدي لم يكن من صنع يديه بل حافر قلمه لم يطأ حافر زكريا تامر فحسب بل التهمه هو وارضه وبقيت في نفسي انفي ذلك الهاجس الذي راودني وأطرده طردا ولكن :
هل اغالط نفسي ؟الحقيقة لا يمكن ان توارى خلف محبتي ل علي عبد النبي الزيدي الفكرة التي هي روح مسرحية الزيدي لقد اُخذت نفسها بالنص من قصة " السجن " ل زكريا تامر المنشورة ضمن مجموعة الرعد الصادرة عن منشورات مكتبة النوري عام 1970
وسنة النشر كانت هي الصادم الاكبر الذي طبع الهاجس الذي الح معلنا السرقة –الاقتباس –لا اعرف ماذا اسميه حقيقة واخذت محبتي ونفسي الامارة بالخير ان افند هذا الهاجس فجريت وراء الجنون ورحت اردد :
نعم لِمَ لا يكون زكريا تامر من سرق الزيدي علي عبد النبي..؟
وضحكت بكل اسناني كيف تُسرق فكرة نص من كاتب كتب مسرحيته او نشرها سنة 2005 في حين قصة زكريا تامر كتبت او نشرت عام 1970
اذن من السارق او المقتبس اوو ..؟
عموما لا اطيل وادخل في الموضوع مباشرةَ
من حيث فكـــــــــــــــــــــــــــرة النـــــــــــــص:
بالنسبة لزكريا تامر فقد كانت :
رجل يعود بعد غياب (اشار تامر الى ان الغياب هو الموت او السجن ) يعود من مقبرته او سجنه تاركا قبره او سجنه ليقصد منزله حيث يجد زوجته قد تغيرت هو لما يزل كما تركته والشيء المهم هو ترقب وخوف هذا الشخص العائد من الغياب فقد كان ملاحقا من قبل السلطات او الدولة
بالنسبة ل علي عبد النبي الزيدي فقد كانت :
رجل يعود لزوجته التي تركها قبل اعوام غير قصار ليجدها قد تغيرت وهو كما هو ببذلة العرس وتفاصيل شخصيته التي تغير بعضها .. والمهم هو ترقب وخوف هذا الشخص من السلطات او الدولة والظروف المحيطة ..
بالنسبة للشخــــــصيات :
في نص زكريا تامر " السجن":
شخصيتان هما رجل وزوجته " مصطفى الشامي و لميا
في نص علي عبد النبي الزيدي :
شخصيتان : هما العريس والزوجة
بالنسبة للتفاصيل الاخرى والجو العام للنصين :
تتشابه الشخصيات في ما بينها في النصين المناقشين تقريبا في كل شيء وربما استغل الزيدي تشابه الوضع الذي يعيشه البلد بالنسبة لتامر والبلد الذي يعيش فيه الزيدي
فق
فقد كان الرجل في نص زكريا تامر محبا للموسيقى والمواويل والعشب الاخضر "على حد تعبيره "
وبطل مسرحية الزيدي ايضا يحب الموسيقى والعزف ووو كما جاء صريحا على لسان البطل
"الليلة تشتاق فيها الموسيقى لأصابعي، سأعزف حتى الفجر، أعزف موسيقا بحجم الورود، بحجم لهفتي وحلمي.. ياه، ما أجمله من حلم، حلم ( يتكلم مع أصابعه ) أيتها الأصابع إياك أن تخذلي حلمي،"
وفي جملة اياك ان تخذل حلمي اشارة واضحة الى تأثير الظروف والنهاية بالنسبة للشخصية وهذا ايضا من ضمن التشابه بين النصين
"جملة غير انه تعب من بناء البيوت وستغمض عيناه بعد قليل " الواردة في نص زكريا تامر اسستغلها الزيدي لرسم ملامح بطله فقد استثمر الزيدي جملة " تعب من بناء البيوت " لبيان ان البطل وغيبته كانت لاسباب ومسميات تؤمن بها الدولة فذاك تعب من بناء البيوت وهذا افنى عمره بغيابه يبني للدولة بيوتا ثم يجد نفسه مصدوما باللاشيء والضياع
عبارة " ولولت زوجته لميا وانتحبت طويلا غير انها كفت عن البكاء لما سادت ظلمة الليل"
الواردة في قصة زكريا تامر استغلها الزيدي في رسم صورة الزوجة التي رغم حزنها الطويل على زوجها رفضت مجيئه بعد سنين لتغير حاله كثيرا وعدم التشابه بين الاصلي وبين الذي رسمت الظروف شيئا جديدا من ملامحه
الظروف المرافقة لعودة الرجل متشابهه في النصين فقد رسم زكريا تامر ملامح انتظار الزوجة باضطجاعها وحيدة على السرير العريض والصمت الذي يرافق حنايا ذوائبها
في حين رسم الزيدي ايظا ظروف الانتظار بالاشارة اكثر من مرة الى السرير الخالي والانوثة المهجورة والصمت ايضا
كيفية العودة واللون الذي يرتديه الشخصان –الرجال- في النصين كان متشابه تماما بما في ذلك من ايحاء ودلالة..:
فيقول تامر : "سارعت نحو الباب وفتحته بحركة سريعة مفعمة بالتوجس واللهفة, فالفت زوجها واقف كشجرة بلا اغصان متلفعا بكفنه الابيض"
في حين يقول الزيدي : " ينزل ـ ببطء وحذر ـ من على سلّم سطح الدار، يرتدي بذلة زفاف، يتثاءب، يبدو خائفاً، يترقب، يتفحص المكان بشك، تبدو حركة رأسه تشبه إلى حد ما حركة رأس الدجاجة.."""
وعبارة "شجرة بلا اغصان المذكورة" انفا على لسان زكريا تامر لم تفت الزيدي فقد استغلها في المشهد الاتي من مسرحيته :
" ..... ومع تخلصها تأتي ذراعاه الاصطناعيتان بيديها، تتفاجأ بهما، تصرخ برعب صرخة قوية، وعندما يرى العريس أنه أصبح بلا ذراعين يصيح صيحة مدوية ويهرب بخجل صاعداً سلم السطح...)
دخول البطل وخوفه وتاكيده على اغلاق الباب جاء متشابه في اماكن عده ..
وكما اشرنا الى قول البطل في مسرحية الزيدي ايتها الاصابع لا تخذليني تشابه كبير مع زكريا تامر في رسم تاثير الحرب والظروف الخارجية التي اثرت على البطلين
فيقول تامر : " مصطفى يلتصق بها ويقول بلهجة مداعبة : دفئيني , صوت مصطفى يتبدل يفقد مرحه ويتحول الى صوت اجوف مذعور متذمر"
اما الزيدي فيقول :
"
العريس: (يقف أمام آلة البيانو، يضع أصابعه، يعزف.. يحيلنا عزفه مباشرة إلى موسيقى جنائزية أو ما شاكل ذلك، يتوقف، يترك الآلة مذعوراً) لا أتذكر، لا أتذكر، لا أتذكر، أبعديها عني.) "
وظروف خوف البطل الرجل من الذين يطاردوه فقد رسمها زكريا تامر :
" وجدت نفسها تهرع نحو الباب وتفتحه بتردد فاذا بشرطيين يرتديان ثيابا بيضا فبادر احدهما يقول لها : اين زوجك مصطفى الشامي؟ لماذا سمحتي له بالنوم والعودة ؟ "
اما الزيدي فيقول :
"" المرأة:
ومن هؤلاء الذين طاردوك؟
العريس: ماذا أصابك؟ ألا تعرفين من هؤلاء ولِمَ يطاردونني؟ "

وفي مقام اخر يقول تامر واصفا بطله :
وانزلاه عن السرير وحملاه كقطعة من الخشب وغادرا المنزل بينما كان بكاء مصطفى يشتد ويتصاعد عبر سكينة الليل وولولة لا نهاية لها "
اما الزيدي فقد اخذ المقال وسخره في مواضع عدة
" (يقف أمام آلة البيانو، يحاول أن يحرك أصابعه، لكنه يفشل، يكرر المحاولة.. لا فائدة) أشعر أن أصابعي، أصابعي... (يتفحص أصابعه).
العريس: أشعر أنها ليست بأصابعي.

وغيرها مواضع كثيرة اخذ الزيدي منها ما استطاع ليصنع بها مسرحيته التي يباهي بها كل من يباهى والتي رسمت الجو العام والمصيري للشخصيات ولكن كلمة الحق تقال لقد غير الزيدي شيئا من دور الزوجة

والان ايها القارئ السعيد كما يقول الزيدي
هل تستطيع ان تميز السارق ؟
ولنا وقفات اخرى
المصـــــــــــــادر :
- الرعد مجموعة قصصية لزكريا تامر عن مكتبة النوري دمشق ط1 1970 صفحة 1-11
- بلغني ايها القارئ السعيد مجموعة مسرحية لعلي عبد النبي الزيدي منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2005



#مسلم_بديري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الحسين بريسم اختزال بحجم الكِبَرِ
- من أدب السجون (فحولة عنّين) قصة قصيرة


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسلم بديري - سرقات أدبية علي عبد النبي الزيدي خلف قضبان زكريا تامر سارق ام مسروق ؟ حلقة1