|
فوبيا الفوبيات
عائش يعيش
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن في الشرق تسحرنا اللغة، وتغربنا المصطلحات، وتغرينا المعاني، ولكننا بكل الأحوال ندور حول ما يصدره لنا الغرب، ونحوم حوله، ربما لكي لا نتهم بالتقصير، أو الجهل؛ في الغرب تنشأ لديهم أزمة، أو لنقل معضلة ما، فيضعون لها مصطلحاً، يختلف بمعانيه عما هو في القاموس اللغوي، "الأصولية على سبيل المثال لا الحصر" وليس علينا هنا أن نغامر في تسمية من صنعها، أو من روج لها، وبالمقابل فنحن نسمع بالمصطلح، فنذهب لكي نفتعل معضلة تتناسب والمصطلح، حتى ولو استحال حدوثها؛ ومنها على سبيل المثال ما يدور الآن من مصطلح تقليدي مرّ عليه أكثر من عقدين، وهو: الإسلاموفوبيا، حصل هذا بعد الانتهاء من فوبيا كانت سائدة لسبعة عقود، وهي كومنيستفوبيا، التي كنا نعيش معها، وفي أجوائها، وما أن انهار الإتحاد السوفيتي، حتى فرغت الساحة لمصطلح جديد، وفوبيا جديدة، بل فوبيات أخرى غير ما هو معروف كمعنى للفوبيا في قواميس علم النفس، وتعريف الفوبيا، ومدلولاتها المبسطة لا الفلسفية: هي كل ما يدور حول الخوف، أو الفزع من أمر ما، وهو هلع لا مبرر له، لأنه ينشأ من داخل الفرد، ويتشكل داخله، وينمو معه، من ذاته لذاته، من الآخر إلى الأنا، حتى دون أي فعل من الجهة التي يفزع "بفتح الياء" منها، ولا وجود لحركة من المُفزع للمفزوع، وبهذا تكون الفوبيا نوع من أنواع الأوهام، تنشأ من جهة المفزوع من دون علم المُفزع نفسه، ولكن معنى الفوبيا الاصطلاحي قاموسياً يتغير عندما يوظف سياسياً، وتنشأ حوله مفاهيم جديدة بعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي، كما حصب وسيحصل مع اصطلاحات أخرى. فإذا ما خرجنا من جانب التدليل، والتعليل للفوبيا بين المصطلح القاموسي، والتوظيف الإيدلوجي البرغماتي، نود هنا أن نجوس في أعماق التاريخ لنرى إلى الدوافع لهذه الفوبيا، والفوبيات المتوالدة كأجنة المختبرات اللاصطناعية، ومن وراءها فتنتشر ديماغوغياً. ولا بد لنا أن نبادر بالقول: إن القوى الخفية العظمى لا ترتاح من غير تعميم هلع، وخوف لشعوبها، وهو فوبيا شيء ما، فوبيا لأي شيء، فوبيا تشغل الناس عن الواقع، وعن الأهم، وتلهي العالم بعيداً عن الأمور الحقيقية، والصراعات الخفية، وما يدور في الكواليس من مؤامرات ودسائس، لا تخطر على بال الفرد الاعتيادي، ولا يمكنه حتى أن يخمن من، ولماذا كل تلك العوامل التي تصيب الشعوب، وما أسباب الحروب، ودوافعها، وإذا ما انبرى أحدهم للإشارة إلى جهة مُنفذّة، أو موجهة من بعيد؛؛؛ قيل له: آآآه أنت مصاب بلوثة، وكل عقلك يدور حول نظرية المؤامرة، وتفكيرك محصور فيها. بعد الحادي عشر من أيلول 2001، إلتقيت زميل أكاديمي مشهور من أعمدة جامعة يورك الكندية في تورونتو، وهو أمريكي نيوريوكي من الذين رفضوا الحرب على فيتنام، فهاجر إلى كندا، وصار كندياً، وبعد مراجعة الأحداث بعيون وتحليل أكاديمي، وتفسيري بأن ما حصل لا يمكن أن يكون بتدبير جماعة محدودة، وحدها، وأنما هناك أيدي خفية مهدت لعملها، وساعدتها، ولربما كانت قد هيأت الكثير من الشواهد، وأعدتها مسبقاً، وبليلة وضحاها، قامت الدنيا، لتقدم أدلة "نورد واحدة منها لضيق المجال" وهي أوراق ثبوتية غير محترقة أخرجوها من طائرة أحرقت الأخضر واليابس؛؛؛ وبعد كلام طويل لكلينا ... وباختصار؛؛؛ انبرى ملتفتاً إليّ قائلاً: أه فأنت من الجماعة المؤمنين بنظرية المؤامرة، فلم أجبه. وبعد أيام هاتفني، وقال، أتعرف أنه كان لي أقارب، وأصدقاء لم يداوموا يومها، فقد منحوا إجازة لعدة أيام إبتداءً من يوم العاشر من أيلول؛؛؛ ربما يطول الحديث، في هذا الإطار، الذي أشبعته وسائل الإعلام، فملأ آلاف الساعات الفضائية، وعبأ أطنان من المجلدات، والسؤال يدور هنا، من هي القوى الخفية إذن؟ نقول إن القوى الخفية العظمى التي لا بد أن لها مكانتها القوية في العالم، علينا أولاً تخمين زمن تأسيسها، وسيطرتها على مقادير العالم في إدارة الأزمات والحروب، فبعض المؤرخين يرجعون تأريخ تأسيسها إلى القرن الأول الميلادي بعد بداية انتشار المسيحية رغم كل المؤامرات التي سبقتها، وقد أجبر هيرودوتس الثاني على الانتماء لهذه العصبة من بين أحد عشر منتسباً من صهاينة العالم القديم، ولكن علماء الآثار، والمفسرون للحفريات، ومترجموها، يؤكدون أن هذا المجمع المدعو بالقوى الخفية، قد تأسس إبان غزو نبوخذ نصر لأورشليم قبل ثلاثة، أو أربعة عقود من الميلاد، ويشير الباحث أحمد حمدي الطاهر في كتابه الموسوم مؤامرات اليهود على العرب والإسلام بقوله: وقد دبر اليهود خلال الفترة القرون الأولى الميلادية من تاريخ المسيحية الفتن والاضطرابات التي أثاروها على معتنقي الديانة المسيحية، وكانوا وراء المذابح التي وقعت بين اليعاقبة والنساطرة على أيدي الحكام الرومانيين الوثنيين، الذين كانوا يبيدون مخالفيهم في العقيدة من أتباع الكنائس الأخرى؛؛؛ وبعد ظهور الإسلام قاوم اليهود توسعه وانتشاره وحاربوه على نفس خطط وأسس ومبادئ جمعية القوة الخفية، الذين كانوا قد اتفقوا على هدم المسيحية، فإن أحفادهم قد اتفقوا كذلك بعد ظهور الإسلام على هدم الدينين الإسلامي والمسيحي معاً؛ "بجعلهما يتصادمان"، ولم ينجحوا حتى الآن رغم انطلاء هذه المؤامرات على البعض من جهلة التاريخ السياسي والعقائدي (*1). ولم تختف هيمنة القوى الخفية منذئذ، بل كانت تخفت، أو تتوارى وراء تسميات مختلفة، لعل الدارسين لتأريخ الحركة الصهيونية يعرفون أبعاد كثيرة عن الحركة، وحيثيات توابعها من التجمعات والجمعيات؛ هذه القوى الخفية ولكي تبقى، وتدوم سيطرتها لا بد أن تدير وتهيمن على أمرين هامين يضعان العالم في بؤرة توتر دائم من خلال أزمات، تعتمد على فوبيا تروج لها، وهكذا فإن الاعتماد الأول على وسائل الإعلام لكل عصر بعناصره، وأدواته، وعلى المال الذي يغذيها، وتغذيه بعين الوقت؛ وقد كان الهم الأكبر للقوة الخفية هو محق المسيحية بكل أشكالها، ولما عجزوا تلبسوا لبوس المسيحية، وأنشأوا كنائس صهيونية ظاهرها مسيحي، ولكنها يهودية التعاليم مثل كنيسة الميثوديسم "القاعدة" التي يتبع لها سيء الصيت الخنزير المقيت بوش الابن، ويورد الباحث أبو إسلام أحمد عبد الله، في كتاب الماسونية في المنطقة، ما جاء في تعاليم الماسونية التي تقول: إن الكنيسة عدونا الخطير، فلنستفد من إخواننا الذي تنصروا في الظاهر، لبث الفساد في الكنيسة، وإشاعة أسباب الخلاف والفرقة والصراع بين المسيحيين، ونشر الأنباء التي تسيء إلى رجال الدين فيقل احترامهم ويزدريهم الشعب في كل مكان؛؛ علينا أن نتسلل إلى جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ولابد أن نتسلم مناصب رئيسية في القضاء والوزارات الرئيسية والجامعات، وأقسام الفلسفة فيها، والقانون والطب والاقتصاد السياسي والآداب والعلوم وأهمها جميعاً الطب؛ فالطبيب يطلع على أسرار العلائلات، وتغلغل في صميم حياة أعدائنا النصارى، ويقبض على كل شيء لديهم، الصحة والحياة؛؛؛ إلخ (*2). إذن الفوبيا ليست من طبيعة البشر، ولا هي ظاهرة طبيعية، لكي تغزو البشر متى تغيرت الظروف البيئية، حتى كسلوك نفسي لا يمكن أن تتحكم بمصائر الناس كما نراه سائداً في الإعلام العام؛ ففي أثناء الكومنسيتفوبيا عممت القوى الخفية الاتجاه الإسلامي المتطرف وغذوه، بل ودعمته بكل ما لديها من قوة مادية، ومعنوية: سلاح، وإعلام فقط لكي يقضوا على المنافس الأكبر وهو العالم الاشتراكي، وكانت حجج ووسائل ترويج الأكاذيب عن البعبع، والفزاعة الكبيرة وقتها أن الفوبيا الكومنيستية تندرج صفاتها السلبية في: الإباحية والغرب أكثر إباحية من شرق أوروبا، وكانت تشيع عن الشيوعية وقتها بالبوهيمية، ومظاهرات في لندن أيام السبيعيات من القرن الماضي تنادي بقبلة المثيل في الشارع، وفوبيا الإلحاد، وكنائس أوروبا الشرقية تعج بالمصلين، أكثر من نورتدام في عيد الميلاد، وويستمنسر آبي في عيد القيامة، ومع هذا تعج وسائل الإعلام بالترويج، وتسخير الإعلام المدبج لترهيب الناس من خطر الشيوعية، وإنه لا يقضي على المسيحية وحدها، وإنما هو خطر على الإسلام، وصارت هناك تيارات ومدارس دينية متطرفة "للمسيحية والإسلام" على عدة أصعدة، هنا لا بد من التبشير بين الكاثوليك بأن الشيوعية تقضي على المسيحية، بينما تقوم إرساليات التبشير بتوزيع الإنجيل المزور، وهناك خطر على الإسلام من الإسلام المعتدل مثلما يأتي الخطر من الشيوعية نفسها التي تقول بأن الدين إفيون الشعوب، وقد أخذوا المقولة مجردة مما قبلها، وما بعدها، تماماً كما يتهم أحدهم الآخر بالكفر عندما يبدأ الأول بالقول "لا إله" فيقول الثاني للناس: انظروا هذا الكافر، قبل أن يتم الجملة وهي "إلا الله". ورغم أن ظروف تلك الفترة لا يمكن الحكم عليها بمعيارنا الحالي، ومع هذا فإن الجيش الروسي كان في أفغانستان لمولات الحكم الشيوعي هناك، فقد اعتبر الغرب وجوده غزواً، لم تكن مستعمرة مثل الآن، ولا رؤسائها دمى، كان هناك برلمان على الأقل، وأحزاب في جبهة وطنية، وها هم الأمريكان يستعمرون البلد منذ عقد، ويشيعون الفوضى، والدمار، وانتهاك حقوق الإنسان فيه منذ عقد من السنوات. وعلى صعيد آخر صار لكل عصر فوبياه الخاصة: فهناك فوبيا الشاه، التي هيأت للمرحلة المقبلة بنظام ديني متطرف بقيادة الخوميني، وبمباركة فرنسا، وأمريكا، وما أن سقط الشاه، ونشأت فوبيا الخميمني، ثم فوبيا صدام، وفوبيا بن لادن والقاعدة، وفوبيا نهاية العالم في 21-5-2011، وحالياً انسحبت لفوبيا 21-10-2011 هلمجرا فالقائمة ستطول، وما سيأتي ما هو أكثر سخرية. إذن لا بد من فوبيا قائمة لكي يلتهي الناس، ويعيشوا رعب المرحلة في اليوم، والساعة والدقيقة، فإذا ما هدأت الأمور، وتكشفت الأكاذيب حصلت فوبيات على صعيد آخر مثل: فوبيا العقارات، وفوبيا انهيار البورصات، وفوبيا الأزمة المالية العالمية... وفوبيا عام 2000 حول انهيار المعلومات الكومبيوترية المفتعلة، وما خلفيتها إلا جني أرباح أكبر لجيوب، وأرصدة القوى الخفية. نقول بأننا نعرف الإسلام المعتدل أكثر مما يعرفون هم عن أديانهم لو كانوا مؤمنون بغير عبادة المال، فهو ليس كما يشاع عنه بأنه دين السيف "فالسيف كان وقتها أداة المهاجم، والمدافع" وهذا الإسلام أتحف العالم بالعلوم "علم الجبر، وعلم الكيمياي" والعرب المسلمون هم من أوجدوا الصفر، وأضافوه على الأرقام الرومانية، والآداب، والعمارة، ولم يكن هذا ليحصل بالقوة، ولا في ظل الاستبداد "يضيق هنا المجال": أما الكتاب المقدس فإنه لدى الغربي متضمن على جزين اثنين: العهد القديم "التوراة"، والعهد الجديد "أناجيل: بولص، ومتى، ومرقس، ويوحنا" الأربعة وغالباً ما يخلط الغربي بينهما "بين العهد القديم، والعهد الجديد"، ويتخذ من الأول معاييره، خاصة وأن القراءات في الأناجيل الأربعة تعتمد على نصوص من الأول؛؛؛ وللفاهم، أو اللاهوتي هو معيار للمقارنة، أي لتمجيد رؤيا المسيح الذي جاء ليغير، لا لينفي، وقام يجادل كل فقرة في التوراة، ويفسرها بمنظاره، لا بمنظار الأحبار، وهنا تكمن العبرة، فالمسيحي الحقيقي لا يقتدي بالتوراة، وإنما يقرأها من خلال مناقشة التعاليم الإنجيلية لها، وبتفسير مسيحي لا يهودي صهيوني. لجهل الفرد الغربي البسيط فإنه يعتبر أن هذه ناحية إيجابية، وتقييمية للأول على الثاني "أي التوراة على ألأناجيل الأربعة بحد ذاتها"، لهذا يساء الفهم، ويكثر الخلط والمزج، وبناء عليه نرى المسيحي الغربي لا يعير الانتباه للمفارقة، ولا للمقارنة على عكس المسيحي العربي، أو المشرقي بما فيهم السريان بلهجاتهم المتعددة، ومن هذه الثغرة تنفذ الصهيونية للمسيحي الغربي، وتوهمه بأكاذيبها، وتزويرها لما جاء في الأناجيل الأربعة. ومن هذه الفوبيات تنشأ ردود أفعال يراد لها بالباطن تهييج المجتمعات الغربية، وترهيبها بالإسلام، وكما يفعلون مع قسس الكنيسة الكاثوليكية بزج أسماءهم في إساءات أخلاقية، كلما بادر الفاتيكان خطوة صحيحة باتجاه الحق، فيثيرون زوابع من خلال وهم الحرية الشخصية، فيوحون لرسام ما للإساءة لشخصية رمزية قدسية كشخصية الرسول على أن ما يقوم به الفنان هو نوع من أنواع الحرية الفردية للتعبير، ولكنها بجلها ليس بأقل من انتهاك معتقدات الآخرين، وهي تحييز واضح، ولا يندرج تحت شعار حريات الرأي، فالحرية، اية حرية مشروطة، ومقيدة بحرية الآخرين، في قواميس السياسة، وحقوق الإنسان، وإن التعرض لأية شخصية اعتبارية لأية جهة مذهبية، أو فكرية، هو التحييز ضد تلك الجماعة، وليس فقط لرمزها االمعنوي؛؛؛ إنها إذن إحدى منتجات الفوبيا المعكوسة، وتوريط حتى الحكومات من خلال أوهام، وتهديدات، "كما حصل في النرويج" واللعب على التناقض بين حرية الرأي، وبين التشهير، والتخويف، وزج الفن والإعلام في توظيف غاياتهم الدنيئة. وهنا يأتي من جديد اللعب على نظرية الفوبيا الوهمية، ويجيدها ويعرف كيف يفبركها الرؤساء الإسرائيلون، وكيف يناورون، ويلعبون بعقول الغرب، وآخرهم خطاب نياتنياهو في الكونغرس في الأسابيع القليلة الماضية: الذي لعب على الألفاظ، وغيّر في التعابير، فبين أن الدولة الصنيعة، والقائمة على أراضي وأرواح أهاليها الأصليين، أكثر ديموقراطية ممن حولها، وأن هذه الدولة حمل وديع يحيطها الذئاب من كل جهة؛؛؛ رغم أن اليهودية هي الدين الوحيد الذي يرسم تاريخ المستقبل على تنبؤات في كثير من المغالطات التاريخية، فتبيد من حولها بكل دم بارد، من مقولة أنهم شعب إلياهو- ألوهيم المختار، وقد أثبتت التراجم من السومرية كذب وزيف ادعاتهم؛؛ هناك أمر هام له علاقة بالهلع المتبدل، وهو إبقاء الشعوب بحالة استنفار دائم، خاصة بعد تفرد نظام اقتصادي واحد يقود العالم، عالم لا يخلو من تناقضات، تقود لتنافس، وتنابز؛؛ لهذا فإن الأمر يبدأ وينتهي بالمال، وحصد رأس المال من أفواه الجياع، وليس من فوبيا غير فوبيا المال، فوبيا الفوبيات. *مصادر عن القوة الخفية: 1 - (مؤامرات اليهود على العرب والإسلام: أحمد حمدي الطاهر: مطبعة شاهين بعمان الأردن 1969) (ص:125) إن الماسونية هي جمعية "القوة الخفية" التي أسسها اليهود عام 43م في عهد هيرودتس أغريبا الثاني ملك اليهود، وحفيد هيرودتس الأول الكبير، الذي ولد في زمنه المسيح، لتدمير المسحية والقضاء عليها، والابفاء على الإتحاد اليهودي، وإرجاع العالم إلى اليهودية: ففي عام 43م راجع الطواغيت اليهود ملكهم وتناقشوا في موضوع انتشار المسيحية، فرأوا فيها وفي امتدادها، قوة دينية شيطانية منظمة، خرجت سليمة من شباك المؤامرات، فاقترحوا على الملك تأسيس جمعية باسم "القوة الخفية" ليقابلوا المسيحية بقوة تفوقها. وكان يتزعم هذه الجماعة في بلاط هيرودتس زعيمان يهوديان خطيران هما "حيرام آبيود، ومؤاب لاوي"، وفي أول اجتماع لهم خطبهم هيرودتس قائلاً: إن الغاية من جمعيتنا هي إرجاع العالم إلى اليهودية، وسحق تعاليم يسوع الذي سبب الانقلاب الروحي والسياسي عند الشعوب، فيجب أن نجعل أول ضربة من ضرباتنا على من يتبع تعاليم هذا الدجال "يعنون به المسيح". وإن أول طريقة نجعل بها جمعيتنا عظيمة وخطيرة ومشوقة، وهي أن نكتم عن جميع الناس سر تأريخ تأسيسها.. أما الطريقة الواجب اعتمادها، فهي أن نفهم من يدخل معنا فيها، وإن هذه الجمعية قديمة جداً، لا يعرف شيء عن تاريخ إنشائها، ولا من هم منشؤها، وإنها كانت منحلة وميتة منذ عهد يسير، وإذا وجد معترضون! ولا بد من وجودهم، فينبغي أن نحملهم على التصديق بقولنا ؛؛ إن الملك هيردوتس الثاني قد وجد في خزائن أوراق أبيه أوراقاً قديمة، تشير إلى جمعية قديمة، ذات شعارات وقوانين، فأحب أن يجددها ويخرجها من مدفنها لأنها أعجبته، فجددها على حسب ما عرف عنها من تلك الأوراق، فبهذا الكتمان نخفي الغاية التي من أجلها أسسنا جمعيتنا هذه، كما نخفي تاريخ تأسيسها عن كل إنسان؛؛ فأجابه حيرام: وعلى المؤسسين بالدرجة الأولى أن يقوموا بالقتل، وصنع كل محرم في سبيل حفظ كيان الدين اليهودي؛؛ وإن يبقى سر جمعيتنا محفوظا بيننا نحن التسعة "وهو الإتحاد اليهودي"؛؛ وقد سارت القوة الخفية خلال هذه الفترة على الخطة التي رسمها لها مؤسسوها الثلاثة: هيرودوتس الثاني ملك اليهود المتعصب، وحيرام آبيود، ومؤاب لاوي، وتلك الخطة هي هدم المسيحية التي نافست اليهودية وهددتها بالقضاء عليها. (ص:128) وبقيت هذه الجمعية تحمل اسم القوة الخفية حتى عام 1717م حيث طرأ عليها تعديل في الشكل دون الجوهر؛ ففي هذا العام اجتمع ثلاثة من ورثة السّر: وهم جوزيف لامي وولده إبراهيم وآبيود "يحملون نسخة أحد المؤسسين الأوائل"مؤاب لاوي وقد احتفظ بكل ما مرّ على جمعية القوة الخفية من أسرار وتطورات من عام تأسيسها 43 – 1717م. ففي يوم 23-6-17171م عقد بلندن مجلس خفي ضم ورثة السّر الثلاثة، واثنين من العميان الكبار هما ديجون كوزالييه، ورفيقه جورج ليخططوا لها مخططاً جديداً يتفق مع روح العصر الحديث؛ فحذفوا من جمعية القوة الخفية ما أراد ورثة الشّر حذفه من المصطلحات الغريبة القديمة والرموز البالية؛ وأصدروا قرارات تعيد القوة الخفية العجوز الشمطاء، بكراً لعوباً، تغري عميان البصائر المطموسي البصيرة من شتى جنسيات وشعوب العالم، وبسحرها البراق تضع على أفواههم كمامة من قشور درجاتها وتسوقهم حملاناً إلى مسلخ مكرها وخداعها، وتستطيع بما خلعوا عليها من أردية مزركشة بسموم ألفاظ "حرية، مساواة، تعاون، إنشائية" تمثل الدور الذي أُسست من أجله، ولكن بأساليب مبتكرة ومصطلحات معقولة ويمين حديثة. 2- (ص-38). (الماسونية في المنطقة: أبو إسلام أحمد عبد الله، عو دار الزهراء للإعلام العربي بالقاهرة 1986.)
راجع أيضاً: http://ahewar.org/rate/sy.asp?yid=5580
#عائش_يعيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|