|
الأخوة في المجلس الشعبي .. ما هكذا تورد الأبل !
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثل شعبي يقول : ( اقعد اعوج وأحكي عدل ) وفي هذا الزمان اصبح الكلام العدل من الممنوعات ، بل من المحرمات ، وحينما نتكلم عن حقوق الشعب الكلداني ، يفرض علينا الحصار ، وتجري محاولات تكميم الأفواه وتوضع مقالاتنا في الحجر الصحي انا وزملائي من الكتاب في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، فإما ترسل مقالاتنا الى سلة المهملات او تحفظ بمبعدة عن اعين القراء ، وقرأت مقالاً لأحد الكتاب الكبار يقول : إن مفهوم الحقيقة عند الأغريق انها ( الحقيقة ) جاءت الى الناس عريانة فاستداروا لا يحبون ان يروا هذا العيب ، فعادت اليهم الحقيقة ثانية وقد تغطت ، فأقبلوا عليها ، بمعنى ان الناس لا يحبون الحقيقة العريانة اي لا يحبون الصراحة ، وهذا ينطبق على احزابنا ووسائل إعلامنا وعلى معضلة الشعب الكلداني في وطنه العراقي . اقول : إن الدفاع عن حقوق الشعب الكلداني ، ليس كفراً او معصية نرتكبها تستدعي الجلوس على كرسي الأعتراف امام الكاهن ، نحن نريد الحرية والانسان بدون حرية يتحول الى اداة ، فالمجتمع الحر هو مجتمع لا يخاف فيه الأنسان ان يختلف مع الآخرين . ما دام الكوردي من حقه ان يدافع عن حقوق الشعب الكوردي ، والعربي مسموح له ان يدافع عن حقوق الشعب العربي والآشوري من حقه ان يدافع عن حقوق الشعب الآشوري والشياطين من حقهم ان يدافعوا عن حقوقهم في جهنم ، وحتى اللصوص والحرامية يفسح لهم المجال للدفاع عن انفسهم . باستثناء المثقفين الكلدان لا يحق لهم الدفاع عن حقوق شعبهم ، لأن ذلك يدخل في باب التكلم عن التسميات وينبغي إهمال تلك المقالات ، هذه هي الحقيقة فالفضائيات الآشورية تفرض حصاراً ظالماً على كل ما اسمه كلداني ، ويشترك في هذا الحصار الظالم مواقع الكترونية بما فيها مواقع كلدانية معروفة . بعد هذه المقدمة المؤلمة ، ارغب في مكاشفة صريحة مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، وكان زميلي الأستاذ سعد عليبك قد اطلق عليه اسم المجلس الشعبي الآشوري الآشوري الآشوري ، لكن التسمية الصحيحة التي اقترحها هي المجلس الشعبي الآشوري ، وسيكون لي فائق التقدير والأحترام لهذا المجلس ان اتخذ مثل هذا الأسم الذي ينطبق عليه كلياً ، وسأكن له الأحترام كالذي اكنه للحركة الديمقراطية الآشورية وللحزب الوطني الآشوري . يوم التقيت بالأستاذ سركيس آغا جان عام 2009 وبحضور المرحوم حكمت حكيم ، قال ان التسمية الثلاثية رتبناها حسب الأكثرية اولاً الكلدان ثم السريان وأخيراً الاشوريين ، وليس ثمة اي فروقات بين هذه المكونات في التعامل ، إنها تسميات تاريخية لشعبنا المسيحي ، كلام سليم للأستاذ اغاجان يوم كان المجلس الشعبي منفتحاً يحمل في طياته شيئاً من العدالة والمساواة بين الأطراف ، لا سيما في مسألة توزيع الثروة ، رغم غياب منظومة المؤسساتية في توزيع تلك الثروات . اجزم بأن المجلس الشعبي قد شيد على سواعد واكتاف الكلدانيين ، وكان مصدر اصواته في الأنتخابات محصورة بين السريان والكلدان ، فالآشوري صوته مضمون للزوعا ، ومع هذا الموقف المنفتح للشعب الكلداني ، فإن السلطة (الحقيقية ) للمجلس محصورة بيد ، ربما ، شخصين من الأخوة الآشوريين ، وربما اكون مخطئاً ، لكن تجلى ذلك من الأشكالات الناجمة عن لقائي مع المجلس الشعبي ، وطريقة نشر الخبر ومن ثم حذفه ، او في مسألة الحظر المفروض على كتاب اتحادنا الكلداني . الآتي من الأيام كانت حبلى بأشياء جديدة تتخطى مفهومية الأخوة والمساواة ، لقد عقد المجلس الشعبي زواج المتعة مع الزوعا ، حيث قلب ظهر المجن للشعب الكلداني ، وقلت زواج المتعة ، لأن الأتفاق بين الطرفين هو من اجل محاربة القومية الكلدانية فحسب ، وتجمع الأحزاب السياسية لتي تعود لشعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين هو تجمع فاشل حيث اثبت فشله الذريع في اول تجربة حقيقية ، حينما استنهض الأخ يونادم كنا ابشع النوازع المذهبية فألب المكونات الأقلية في البرلمان لمنع الأستاذ رعد عمانوئيل ( الكلداني ) من اشغال وظيفة رئيس الوقف المسيحي ، وكان اعضاء المجلس الشعبي في البرلمان من الموقعين على المذكرة التي رتبها السيد يونادم كنا للانتقام من الكلداني الألقوشي رعد عمانوئيل . سؤالي : اليس هذا فشلاً ذريعاً لتجمع احزابنا السياسية ؟ فما هو الفرق بين رعد عمانوئيل الألقوشي الكلداني وبين شخص آخر من الهويات الأخرى لشعبنا ؟ فيبدو لي ان هذا التجمع هو معرض للمجاملات والزيارات والهدف الحقيقي هو إلغاء التسمية الكلدانية من الدستور العراقي والكوردستاني . نأتي الى المفيد في هذا المقال الذي اريد فيه توجيه نقد بناء للمجلس الشعبي ، في الأسبوع الفائت حضرت حفل افتتاح معرض الكتاب لجمعية الثقافة الكلدانية في القوش ، وفي لحظة الأفتتاح دعاني الأستاذ شمس الدين كوركيس للوقوف الى جانبه حيث كان مكلفاً بقص شريط الأفتتاح ، لكن في آخر لحظة حضر المطران ميخائيل مقدسي ، فدعي لقص شريط افتتاح المعرض . بعد الأنتهاء من المراسيم ، ابلغني الأخ غزوان قس يونان رئيس جمعية الثقافة الكلدانية في القوش ، وهو شاب القوشي كلداني متحمس للعمل . ابلغني بأني مدعو الى اللقاء مع المجلس الشعبي في دهوك ، وهو مستعد لنقلي الى مقر المجلس بعد الأتفاق على الموعد . باختصار شديد ، اتصلت مع زملائي في اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان لاستشارتهم حول اللقاء ، كما اتصلت بأعضاء مكتب اللجنة التنفيذية للمجلس العالمي الكلداني المنبثق من مؤتمر النهضة الكلدانية ، وكان رأي الأكثرية يستقر على مد يد المصافحة للجميع على ان يكون مبني على الأحترام المتبادل وليس الخضوع لأية جهة . في هذه الزيارة كنت اتوقع ان اجتمع مع السيد شمس الدين كيوركيس حيث كان لقائي معه في القوش ، لكن حينما وصلت الى دهوك قيل لي انه سافر الى اربيل مبكراً او شئ من هذا القبيل ، ولكن حدسي ذهب الى تفسير الغياب بأنه (تهرب ) من اللقاء ليس إلا . المهم في الأمر ان اللقاء تم مع الأستاذ فهمي يوسف نائب رئيس المجلس الشعبي وهو مثقف كلداني ديمقراطي ليبرالي يمتاز بفكره المنفتح على الآخر ولا يدخل الفكر القومي المتزمت في قاموسه . وحضر الأجتماع عدد من اعضاء المجلس الشعبي إضافة الشخصية الألقوشية الصديق صباح توماس ( ابو ليلى ) . لاحظت ان فضائية عشتار قد صورت اللقاء ، كما اخذنا بعض الصور التذكارية ، وقام المجلس الشعبي من جانبه بنشر الخبر في موقع عنكاوا ، ولا ادري إن كان الخبر قد نشر على موقع عشتار الألكتروني ، وحدسي كان يتموضع بأن نشر اللقاء سوف لا يتم ، فلدي تجربة مع المجلس الشعبي ، حيث سبق ان كتبت كلمة رثاء للمرحوم جميل روفائيل ، وامتنع موقع عشتار عن نشرها ، فكانت النزعة المذهبية المقيتة قد تغلبت عليهم حتى في مثل هذه الحالة الأنسانية . لقد نشر الخبر في موقع عنكاوا بالرغم من إني لم اكن راضياً عن ذلك النص الذي خرج بصيغة بعيدة عن الحقيقة والواقع . لكن مع ذلك رفع الخبر من موقع عنكاوا ربما بعد ساعة من نشره وبأمر من المجلس الشعبي . هكذا فإن المجلس الشعبي يفقد مصداقيته وحياديته حينما عقد زواج المتعة مع الزوعا ، وعقد معها حلف غير مقدس يستهدف محاربة القومية الكلدانية العراقية الأصيلة ، فهم يتعاملون مع القوى الكلدانية السياسية التي تخضع لهم بمنطق السيد والعبد ، وإن تجربة المجلس القومي الكلداني خير مثال ، حيث بعد ان اصبح هذا المجلس تابعاً مطيعاً ويبصم ( بالعشرة ) لكل ما يقرره المجلس الشعبي ، بعد ذلك (فقط ) فتحت نافذة المساعدات للمجلس القومي الكلداني . الحقيقة المعروفة ان المساعدات مقررة للمسيحيين دون اشتراط التنازل عن مبادئهم القومية لكن المجلس الشعبي لا يمنحها إلا لمن يركع له من الكلدانيين ، لأن تلك المساعدات تمنح للمنظمات الآشورية ببذخ دون قيد او شرط ، لكن بالنسبة للكلدانيين يختلف الأمر وتجربة المجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني قبله خير مثال على صدق كلامنا . إن المجلس الشعبي الذي اقترح له اسم المجلس الشعب الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية والحزب الوطني الآشوري وغيرهم ، فإن هذه الأحزاب باتت وحدها تملك الحقيقة المطلقة ويملكون الرؤى والحلول الناجزة ، هم وحدهم الحراس الأمناء للمبادئ وللوحدة القومية . إنهم ينهون ويأمرون وعلينا الطاعة فثمة سياسية الجزرة والعصا سائدة ، فالعصا لمن عصى عليهم . يتعين على الأحزاب الآشورية ان ينظروا الى الشعب الكلداني وطموحاته القومية بمنظار ديمقراطي منفتح دون اللجوء الى فرض اجندتهم المتزمتة على الشعب الكلداني ، فهذا الشعب الأصيل ليس من الأنصاف تهميشه ولا يمكن تحويل القومية الكلدانية الى اللاقومية مهما كانت الذرائع وتنوعت الأسباب، وهذا التعامل مهما حقق من نجاحات في ظل الأمكانيات المتوفرة لهذه الأحزاب حالياً سوف يبقى هذا الأسلوب طريقة لا إنسانية ولا ديمقراطية في التعامل . إن المجلس الشعبي إن اراد ان يعيد مصداقيته ، ينبغي ان يقف على مسافة واحدة من الجميع ، وأن يحترم التوجهات القومية للكلدانيين وغيرهم . حبيب تومي / عنكاوا في 21 / 08 / 11
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملا مصطفى البارزاني وجون كرنك و .. والوطن العربي الواحد
-
عودة طيبة الى صبنا الكلدانية وعلى نار ليست هادئة مع الأخ موف
...
-
مطلوب من الدكتور برهم صالح التدخل لتحصيل اموال المواطنين من
...
-
رابي يونادم لا يقبل بتعيين الأستاذ رعد عمانوئيل رئيساً للوقف
...
-
إقامة سنغافورة كلدانية في سهل نينوى احلام وردية وجدل بيزنطي
-
اين يقف الأستاذ نيجرفان البارزاني من العملية السياسية في اقل
...
-
حقوق الشعب الكلداني ليست ورقة للمساومة او بضاعة للمتاجرة
-
الرئيس مسعود البارزاني والمعارضة الكوردية
-
امريكا في عهد اوباما تبلع الإهانة في بغداد
-
منتهى الصراحة مع تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا من الكلدان و
...
-
صبنا الكلدانية صراع من اجل الهوية القومية
-
بعد استئصال الشعب اليهودي من الوطن العراقي يبكون على ارشيفه
-
شيرا درابان هرمز الجميل في القوش ليس مناسبة للاعتداء على الب
...
-
ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة العراقية وأحزاب شعبنا ا
...
-
القوش يا زهرة المدائن ومربض الأسود
-
وكانت رحلتي الى امريكا
-
إلا كوردستان.. !! لماذا ؟
-
المطران مار باوي سورو جسّد الوحدة الحقيقية بحضوره المؤتمر ال
...
-
نحن الكلدان لم نصلب المسيح يا اخوان !!
-
اجل يمكن ان يخطئ الشعب فينتخب الحرامية والفاسدين وحتى الفاشي
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|