أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله الخطيب - الإنسان الأمريكي المعاصر في فلسفة اريك فروم














المزيد.....


الإنسان الأمريكي المعاصر في فلسفة اريك فروم


عبد الله الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1023 - 2004 / 11 / 20 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أريك فروم (1900-1979) عالم من علماء النفس، ولد في ألمانيا وعاش في الولايات المتحدة الأمريكية ومات في سويسرا.
تخصص (فروم) بدراسة مشاكل إنسان القرن العشرين وكان ميدان دراساته وبحوثه مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى المجتعات الأوربية-انه من العلماء الذين يؤمنون بأن (هندسة) تكوين المجتمع لها التأثير الأساس في بناء شخصية الإنسان القديم و المعاصر.
وعد (المسيطرون) على المجتمع الأمريكي بعد التخلص من التبعية السياسية للأنجليز، في لائحة إعلان الاستقلال في (4/تموز/1776) الشعب (بالحرية والديمقراطية والتقدم الشامل والسيطرة على الطبيعة واستغلالها لفائدة الإنسان ، وبالوفرة المادية والسعادة القصوى، والحرية الشخصية غير المحدودة . كل ذلك كان وهما، وفر المسيطرون جوا (اجتماعيا خانقا) حده الأول ، استقلال الفرد الذاتي وإعتماده على النفس وحرية الإنتقاد، وحده الثاني (الخفي) عزلة الإنسان الأمريكي وخوفه من المستقبل. وقام الصراع النفسي بين الحدين، بين (الاستقلال) و(الخوف)، واصبح المجتمع الأمريكي كما (حدده أريك فروم) قد تخلص من أعداء الحرية القدماء (التبعية السياسية) للأنجليز، ولكنه حل مكانهم أعداء اكثر بغضا للإنسان ومن طبيعة مختلفة، أعداء لا يقعون خارج وعي الإنسان الأمريكي) بل هم عوامل (باطنية) غلقت منافذ الحرية الشخصية غلقا محكما بجنون وان هذا الصراع هو الأساس الأكبر في شعور (الغربة) والاستلاب والكآبة ومختلف الأمراض النفسية، وبذلك فقد الإنسان الأمريكي الجديد قدرة (التلقائية)-التفكير الأصيل-لأن كل ما يقوله وما يفكر فيه هو ما قاله غيره متجسدا في (الرأي العام) و(الحس المشترك) التي تخطط له (النخبة المختارة) التي تعتمدها الدولة ، أي إن (الفرد الأمريكي) فقد حسه الداخلي للحرية الفردية و(سَحِر) حسب رأي (فروم) بالحرية التي تنمو خارج الذات الانسانية، والتي هدفها تقويض كل الأسس الفكرية التي (طردت) أعداء الحرية التقليدين، وإحلال أسس (الامتثال) لكل شيء و(الخوف) من كل شيء .
أن مشكلة حرية الإنسان الجديد ليست مشكلة (كمية) بل هي مشكلة (كيفية) أي أنها الحرية التي يتمكن الإنسان في حدودها أن ينمو وعيأ، وان تكون له شخصية ذات حدود تعتمد بالثقة بالنفس (أنظر:إلبرت.إ . كان/مصرع الديمقراطية في العالم الجديد).
وأن أكثر العوامل تأثيرا على بناء الشخصية الأمريكية هو النظام الاقتصادي الاحتكاري الهائل الذي جعل الإنسان (سيد الطبيعة) لحد كبير من جهة ومن الجهة الأخرى جعل الفرد أكثر (وحدة وعزلة) وبذرت فيه شعورا (باللاجدوى) والعجز، وقد انعكس ذلك في الأدب الأمريكي منذ منتصف القرن التاسع عشر وعلى إمتداد القرن العشرين، وذلك بسبب الطابع الفردي للنظام الاقتصادي وتأثير تلك النزعة في زيادة عزلة الفرد، وقد أصبح الإنسان فيه (آله) لخدمة غرض يقع خارج ذاته بخضوع وامتثال، وبـأن يكون جزءا من (آله صماء) ، وأخيرا أن يكون مستعدا لأن ينقلب (وحشا) غبيا.
وكأساس لنمط الإنتاج الأمريكي، أصبح (رأسمال) الشخص هو مقياس نفعه وأهميته للمجتمع الأمريكي المعاصر وأما أولئك الذين لا يملكون (مالا) والذين عليهم أن يكسبوا عيشهم عن طريق (بيع) عملهم فانهم يخضعون لأقسى القوانين الاقتصادية الأنتاجية إضافة إلى استقلال صاحب العمل في السياسة التي يتبعها مع عماله.
ولأجل خلق (الذات) التي لا تعرف غير الامتثال سيطرت النخبة الصناعية العملاقة على التخطيط السياسي للدولة بشكله (الديمقراطي المزيف) (أنظر/نفس المصدر ص/61 وما بعدها و ص/81 وما بعدها) و(نقد الفكر البرجوازي المعاصر/د.مومجان:عضو المجمع الفلسفي العالمي ص/59) وعلى التحكم في فلسفة التربية، والتوجهات الصحفية والسيطرة على حركة النشر والتوزيع للكتب والمجلات كافة.
ان ذلك النمط الإنتاجي، جعل الإنسان الأمريكي (آله) من أجل تحقيق أغراض اقتصادية وتكنولوجية تحمل العداء للإنسان وحب السيطرة على شعوب العالم بالكذب والتزييف والعنف (أنظر.أريك فروم/الخوف من الحرية ص/97).



#عبد_الله_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وسياسة الرعب


المزيد.....




- وصفته بـ-وزير الإبادة-.. لحظة مقاطعة سيدة لكلمة بلينكن
- آخر تطورات فاجعة حرائق لوس أنجلوس وأين يقف عدد الوفيات
- أسفلها فضاء فارغ.. شاهد مغامرة أردنية معلقة بالهواء في سلطنة ...
- هاجمته بكلام لاذع.. فيديو لحظة مقاطعة بلينكن خلال كلمة يشعل ...
- استطلاع: واحد من كل ستة ألمان ينامون أثناء العمل من المنزل
- -سبيس إكس- تطلق أول قمر صناعي لـ-بيرقدار- التركية
- مستشار ترامب: اتفاق السلام بين إسرائيل والسعودية أولويتنا ال ...
- -كراسنايا زفيزدا- تنفي استخدام صاروخ -كينجال- من قبل القاذفة ...
- الغرق في -العسل الأسود-!
- -إنفوبريكس-: لم يبق أمام زيلينسكي سوى خيارات قليلة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله الخطيب - الإنسان الأمريكي المعاصر في فلسفة اريك فروم