((الخريط المخصب)) - نص شعري

حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 17:08
المحور: الادب والفن
    

فوقَ بيوتِ الطينِ
تتناسلٌ أطباقُ ((الستلايت))
مسوخا ً
تلدُ
لا علاقةَ لها بالقرودِ
ولا ((طناطل )) الشرقِ
المَخصي
صراعُ الأطباقِ التهمَ ، صراعَ الطبقاتِ
الأطباقُ تعرّض كل ألوانِ الطيفِ
ألشمسي
صراعَ الطبقاتِ
لا يعرفُ غير الأبيضِ والأسودِ
هكذا ينتصرُ رأسُ المالِ وتندحرُ
((أوهام)) أللونِ الواحدِ
في أقبيةِ ناطحاتِ السحابِ
عقاربُ ذيولِها عابرةٌ
للقاراتِ
تلتهمُ فِئراناً
فِـــــــــــــيليّة
استعارتْ رقابَها من
زرافاتِ الأ مازون ، المليءُ بِجِمالٍ برمائيةٍ،
تلتهمُ
سلاحفَ القصبِ المدججةِ ببعوضِ
((الاباشي))
العمياءَ
جاموسُنا :-
يضعُ حاسوبه فَوق ذؤاباتِ
القصبِ
ينضدُ روايةَ ((ثورة الزنج)) باللغةِ المسماريةِ
يقفلُ أبوابَ الريحِ، بجلودٍ بشريةٍ
مختومة بختم ِ
((الأمن))
يضع ((موبايله)) في دبر ماعزته لإعادة
الشحن
يشتمُ ماركس
يهاتِفَهُ يَجدهُ ((خارجَ منطقة التغطيةِ))
يحضر طبعة جديدة
ل((رأس المال))
((لينين)) صامتٌ في حنوطهِ
كي لا تتعفن خططه
الأممية

***************************
((قرمط ٌ)) من فوقَ ﭵباشتهِ في هورِ
((الغموكَة))1
يبثُ بياناتهِ
الثوريةَ
اصطادته
شباك((النت))
كبلته خيوط الوهمِ ،صادرت
أنواله
القصبيةِ
فأصبح أسيرُ أل((chat))
يَقتادُ((الكابوي)) عجولَه الهمريةَ
لترتوي
من نهر الذهبِ الأسودِ، في هورِ
((الحمارِ))
تنفرُ من بقايا علمٍ احمر ،ورائحة ((قرمط ))
وشعيراتٍ من أدبارِ
((الزطِ))
يفلترهُ عبر ورقَ الدولارِ
كي
ترتوي منه قطعانُ
((المارينز))
تضجُ وكالاتُ الأنباءِ ((بالعواجل)) الحمراءِ
عثرنا على أطنانٍ من
((ألخريط المخصب))2 في جماجمِ
((ألزوري))3
وحاويات ((القرع))الأبيضِ
مكدسَّةٌ في((المختارة)) عاصمةُ
((صاحب الزنج))
رؤساءُ العالمِ الأول يتبادلونَ التهاني
ملأ الراقصون العراةَ الميادينَ، تَشظتْ في السماءِ
سهامُ الفرحِ الناريةِ
اكتظتْ الساحاتُ بحفلاتِ زواجِ
المثليةِ
هتفَ العربانُ :-
لنا خصانا ولكم
مخصبكم
موانعُ الحملِ ستكونُ من حصتِنا
وداعاً للعادةِ
السريةِ
تَبرعّت عواهِرُ الأرضِ بملابِسها
الداخليةِ ،لسترِ عفافِ
الديمقراطيةِ
المصدرةِ
للشرقِ على أجنحةِ ((الشبح))
المحشوة بموانع
العَـقـــــــــــلِ
********************

راعينا
لم يسعفه ((حمــــــــــــــــــــــــــــاره الأميـــــــــن))*
توارى في جحرِ
الفئرانِ
عاد الى بداوته الأولى
تذوق القملُ ((كوكتيل )) دمه
المصنوع
من خاءٍ
و
راءٍ
كراسي
الحكمِ
تبسم بوجه
سيده
مبارك لنا النصر سيدي
سلمه مفاتيح آبارِ
النفطِ
فاتِحاً عليه مضايقه
المعوية
صار نجمُ الشاشة ، ملك ((يردح)) في قفصه على
زغاريد
((زبيبته))**
استل رَبابتهِ وانشد أبيات
حداء((الرعيان))
((حنه مشينه ، مشينــــــــــــه للحرق))
((يا بوش احتل لو جرينه.....يا بوش احتـــــــــــل لو جرينه))
البسوه بدلة عرسه ، هيأ له المسرح
تدلى لسانه
ما هكذا اتفقنا ياسي.....
أسدلت الستارة
صوت مترجم من وراء الكواليس :-
المخرج يدعوكم
لعمل مسرحي جديد، نقدم لكم
طاقم التمثيلِ
المنتخب
يكبرون باسم الله تحت راية ((التحرير))
تتشح ارض
السواد
بالسواد فرحا بقدوم
المخلص!!!!
فلينم أهلُ الأرضِ بأمانٍ:-
ما عادَ ((ألخريط المخصب)) ،المحمولُ
على ظهورِ السلاحف
عابرة البحارِ
يهددُ
أمنَ العالمِ
كُشِفتْ أسرار الشرق ِ
المخفيةِ
هجرَت الضفادعُ نقيقَها
تعلمت رقصَ ((الديسكو))، وسطَ هزِّ
رقابِ
الأفاعي ((الديمقراطية))
طمأنهم صاحبَ السموِ
عبرَ عقاله
النقال
سيعيرَهُم خفاشاً أورثُه له جَّدهُ السابعَ عشرَ
يكشف ُحَبةَ الخردلِ في جوفِ محيط ، لا يحتاج وقودا ً
يعملُ بقوة ِدفعِ
خصى
السلطان
الذرية
انشغلَ كل العالمِ بسرِ االخُصى
الدافـــــــــــــــــعةِ
*******************
وردَهم خبرٌ ملغوزٌ:-
لا تخَشونه أتْخَمتَهُ ((بالرومي)) المحشي، فَكَرِه طَعمُ
((العكَيد))4
وما عادَ ((صويحب))5
يصنعُ قنابلَهُ
الشعرية
عاد ،هائماً يفتشُ عن ((حَمدِه ))6
في أقبيةِ
((الخضراء))

***********************
هجروا أقمارَهم الصناعية َ
استوردَها
تجارَنا
لبيعِها ((تفصيخا)) ،أدواة احتياطٍ
لمالكي
((الستوتات))8
مؤتمراتٍ في السرِ والعلنِ تستنطقُ
أسرارَ
الشرقِ
جُلَّ ما يشغلَهم لغز((القربة ))و((الجود)) و ((المكَوار))9
وفك شفرةَ نقيقِ
ضفادعِ هورِ
الحمّارِ
عن
طرقِ
تراسلِها مع أل (( كي جي بي))
مستفسرةً عن سرِ
انقطاعِ
دورتها
الشهرية
يقف ((دالي)) مبهوراً أمام عبقريةِ
((العقال))
العربي
الخنجر المعقوف وعلف‘ القاتِ
مشتركات
الحاكم ِوالثائرِ
عمامةُ ملك الملوك
تخفي بحارَ العِلمِ ، المُصَّنعِ في
إسطبلاتِ تربيةِ الخيولِ
الطائرةِ
((مس بيل)) :- خائنة ٌلم تذكرْ شيئاً عن
خطورةِ
((بعرُ)) البعير ولا عن أسرارِ
صُنعَ
((أقراص النار))10 من برازِ الأبقارِ
غبيةٌ لم تلحظْ الاستخدامَ المزدوَج لل((أتـــــــــــاني ))11
في حمل ِالا ثقال ِوتفريغ الطاقةِ
الجنسيّةِ
لم تلحظ أن ((مَحابِس)) حكامنا
محطاتُ
رصدٍ
كونيــــــــــــةٍ
***************
((ستروس كان)) يعاشرُ عاملةَ
فندقهِ
انتفضَ الدولار غضَبا ًلخيانته ِ
الطبقية
((يساري)) قذرٌ
يُضاجعُ
((المعادن الخسيسة))
أطباق ((الستلايت)) تعاود تناسلها
تنشطُ حيامنها الملونة
فوق بيوتٍ من
((تنك))
تحسيناً للنسل12
تحبلُ قواريرَنا من خارج ِ
فحولتُنا
الوطنية
تتغوط عواهر هوليود في التيجان ِ
ألملكيه
ماحاجتنا للعملاء
صار ((ألبردي)) تحت َ
سيطرةَ خبراء الحرق
فلا ((خريط)) بعد
اليوم
أعلنها الإمبراطورُ
((الأسود))
كــــــــــــــــــذب ((بيانَهُم))13
لا أزمات لرأس المال
ان له غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزواتٍ
دورية
في كل بقاعِ العالمِ الأحمرِ والأصفرِ والأسودِ
في أفريقيا او في
الهندِ
تبارك لنا النصرُ، فككنا شفراتِ
لغةِ
((الشروكَي)) في ارضِ القصبِ
((يامَحْسَنْ طوبك يو مكَواري، مشكول الذمه عله الفاله))14
لا حاجة لنا بالنفطِ ، مهمتنا الكبرى في ارضِ
السوادِ
رسم َخارطة ((المعدان))15
الجينية

أيار 2011
معاني المفردات:-
*الحمار الذي عبر عليه صدام بعد اشتراكه بمحاولة اغتيال الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.
**رواية زبية والملك المنسوبة لصدام حسين.
1- احد اهوار جنوب العراق حدثت فيها ثورة مسلحة ضد نظام البعثعام 1969.
2- ثمرة البردي مسحوق اصفر يعمل على شكل كتل صفراء حلوة المذاق.
3- نوع من أنواع السمك النهري العراقي لا يزيد طوله على بعض سنتمترات.
4- لب جذر البردي وهو شبيه بلب النخيل ((الجمار)) حلو المذاق.
5- احد شخصيات قصائد الشاعر مظفر النواب.
6- احد شخصيات ديوان الريل وحمد للشاعر مظفر النواب.
7- سجن الحلة المركزي الشهير هرب السجناء ((الشيوعين)) منه عن طريق حفر نفق.
8- عربات صغيرة تجرها دراجة بخارية تستعمل للحمل.
9- قضيب خشبي ذو رأس من القير – سلاح بدائي بيد ابن الريف العراقي.
10- ((المطال)) أقراص تعمل من براز الحيوانات وتستعمل كوقود في الريف العراقي.
11- انثى الحمار.
12- بيوت الصفيح.
13- البيان الشيوعي الشهير.
14- أغا اهزوجة شعبية عراقية لاحدثوار ثورة العشرين ضد المحتل البريطاني
15- سكان الاهوار ومربي الجاموس.
***********************************

#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات