أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه الخالدين !2 من 2















المزيد.....

في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه الخالدين !2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 11:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كان العام التالي بين آذار 1982 وأيار 1983 عاماً حافلاً بالمفاجئات والعطاءات والنجاحات سواءاً بما انجزته وحدات البيشمه ركة والأنصار او بما تحقق على صعيد النضال الشعبي في قرى وقصبات ومدن كردستان العراق، بعد تقهقر وحدات الدكتاتور صدام في الحرب العراقية ـ الأيرانية اثر معارك المحمرة وعمليات " والفجر" ، واضطرارها الى سحب العديد من الوحدات والغاء العديد من الربايا . . وكان ان دخلت وحدات البيشمه ركة الأنصار الى المدن وباعداد كانت تتزايد وازدادت الألتحاقات وتحقق التلاحم بالناس، الذي انتظره الجميع بلهفة، الأمر الذي كان يجد صداه في الوسط والجنوب مبشراً بقرب نهاية الطاغية .
الاّ ان الموروث والمخطط كانا لايزالان كما بدا اكبر، ولم يقتربا بعد من الأرادة الوطنية العربية الكردستانية، الأمر الذي تسبب بتغييرات متنوعة مفجعة ادّت فيما ادّت الى حرب اقتتال الأخوة التي لم تجلب الاّ الويلات للجميع، فيما كانت جبهة الحرب العراقية ـ الأيرانية تتحرّك نحو كردستان اكثر من السابق، وبدأت كل دول المنطقة تدخل الحرب باشكال متنوعة، الأمر الذي ادى بمنظمة الأنصار الى ان تضطر الى الأنسحاب الى الجبال البعيدة مجددا بعد كارثة بشت ئاشان، وبعد ان صار التواجد صعبا بسقوط العديد من الشهداء .
وكان ان واجهت منظمة الأنصار واقعاً جديداً تميّز بتغيّر واقع ساحة النضال المسلّح
في كردستان وتوازن القوى فيها، وواقع الحرب العراقية ـ الأيرانية وتشوّه المجتمع ومناورات الدكتاتورية، اضافة الى الظروف الأقليمية و الدولية وتفاعلها، التي كانت تطرح بقوة ضرورة اعادة بناء منظمة الأنصار ونشاطاتها وتكتيكاتها، اضافة الى اسلوب علاقتها مع التنظيمات المحلية في القصبات والمدن، والتي كانت اموراً اكثر تعقيداً وصعوبة من قرارات يتفق عليها في هيئات كانت تبتعد عن مجرى المتغيرات العاصفة، لقد احتاج الواقع آنذاك اسناد ودعم القادة الميدانيين الجدد الذين استطاعوا التصدي ومواجهة المرارات المتتالية، وكانوا ذخيرة الأنطلاق المتجدد .
كان الشهيد سعدون من جيل الرواد الكثيري النشاط القليلي الكلام، من جيل القادة الشباب الذين استوعبوا نصائح الشيوخ وحكمتهم واحبوا الناس وكوّنوا تجربتهم هم وشقوّا طريقهم بالعمل المثابر المتفاني وبالتضحيات اللانهائية في سبيل قضية الشعب بقومياته وكادحيه . . كان على حيويته وتفاؤله كالقادة الشباب الواعدين الآخرين الذين عرفوا الأنطلاق من الأمكانات الواقعية الموجودة باليد، لتطويرها، وكسب الناس والمقاتلين بتحقيق نجاحات لهم وفتح ابواب الأمل امامهم، وفق الواقع الأجتماعي المدني ـ العشائري ـ الفلاحي والأمي ـ المتعلم ـ المثقف، وقد اصرّوا على تحقيق انتصارات مهما كانت صغيرة وصانوا وحداتهم من مخاطر الأصطدام بالقوات الكبيرة وتجنبوا خوض المعارك الجبهوية المهلكة ضمن واقع 1983 ـ 1985 .
بعد ان لمع اسمه في معارك الفصيل الأول / سرية ميركه سور الذي كان آمره، استلم الشهيد سعدون مسؤولية سرية خوشناوتي في خريف 1985 في ظروف امتازت بالخطورة والتقلّب وكان امامها ان تثبّت نفسها متجوّلة في الريف المحيط بحرير ـ شقلاوة في مناطق خوشناوه تي ـ برانه تي ـ دولي باليسان وان تقوم باعمال عسكرية صغيرة ، لتأمين موطئ قدم (محطة امينة متقدمة) لضمان نجاح نزول مفارز قاطع اربيل بكامله، التي اجبرتها ظروف تلك الفترة، ان تتحرك من كافية / زيبارتي وان تمر في مضائق محفوفة بمخاطر الهليكوبترات والكمائن تمتد من شاندري ـ قرية قنديل ـ عبور الزاب الأعلى قرب سد بيخمة ـ قرية بابا جيسك ـ سهل حرير، الذي مثّل الشريط الأمني الداخلي الذي اقامته الدكتاتورية لمنع تلاحم البيشمه ركة الأنصار بالجماهير .
لقد استطاع الشهيد ان ينهض بتلك المهمة الصعبة بنجاح اكثر من المتوقّع، حيث اضافة لذلك استطاعت السرية بقيادته، ان تشكّل فرق المدن المسلحة بالتعاون مع التنظيم المدني للحزب، وان تقوم باعمال عسكرية مشتركة صغيرة ولكن دائمة مع التنظيم الداخلي للحزب الديمقراطي الكردستاني والأشتراكي الكردستاني ثم مع الأتحاد الوطني الكردستاني ايضاً ، الأمر الذي رفع من حماس ووتيرة نشاط المنطقة وازدادت الألتحاقات، حتى صار دخول وخروج وحدات البيشمه ركة الأنصار الى ومن شقلاوة امراً طبيعياً مع مراعاة عدم الضجة . وقد عمل الشهيد سعدون وبالتعاون مع ناشطين آخرين على بناء خطوط سرية امتدت الى بغداد وعدد من مدن الفرات ومدن اخرى، من شقلاوة التي لم تخلُ من الغرباء حتى في الظروف الأستثنائية .
وكان ذلك اضافة لتحقيق وجهة الحزب، كان ضمن وجهة الرواد الذين اطلقت قرارات المؤتمر الرابع مبادراتهم، في ان يكون الأنسحاب عند المحن الى الداخل وليس الى الخارج ! الأمر الذي اعتبره كثيرون آنذاك ضرباً من خيال، في ظروف ازداد فيها استشراس الدكتاتورية، خاصة بعد استخدامها الغازات الكيمياوية في ضرب المدن المعارضة، الاّ انهم نفّذوه بنجاح في ظروف عمليات الأنفال سيئة الصيت من جهة وكان آصرة هامة في انتفاضة ربيع 1991 لاحقاً .
وضمن جهوده الدائبة تلك تعلّم اللغة الكردية، الأمر الذي يسّر له التفاهم والأختلاط وبناء اواصر صداقة وعلاقات مع اوساط عشائرية هامة وتفاعل معها، وكانت مفيدة للجميع . . لقد انطلق الشهيد في حبه وتفاعله مع الناس بكل قومياتهم وطوائفهم، فأحبوه، وساهم من موقعه في زيادة خدمة السرية لأهالي القرى وفلاحي المنطقة ودفاعها عنهم امام قطعان الدكتاتورية الدموية، فاحتضنوها اكثر . احبّ رفاقه الأنصار فاحبوه، وكان قد اهتم اضافة الى سلاحهم، بملابسهم ومشاكلهم الشخصية وساعدهم على حلّها، وكان حريصاً ودؤوبا على ارسال المساعدات لعوائل الشهداء، بل واستطاعت السرية ان تنظّم طريقاً لأرسال الجرحى الخطرين الى الخارج، عبر اطراف ميركه سور .
وفيما تزايدت الروح المعنوية وفعاليات وغضب الجماهير والتفافها حول قوى المعارضة ووحدات البيشمه ركة الأنصار، التي بدورها زادت من نشاطاتها . لقد استطاعت مفارز قاطع اربيل آنذاك ان تنزل بكاملها تقريباً بعد ان مهّدت المفارز الصغيرة الأولى الطريق لها بشجاعتها وفعالياتها ونشاطاتها العسكرية والسياسية، وبالأخص التي قادها اضافة الى الشهيد سعدون، المناضلون الشهيد ملازم ئارام، ابواحلام، ابو احرار، الشهيد محمد حلاق . . التي بتعاونها مع كل القوى الكردستانية الأخرى، حوّلت الأرض ناراً تحت اقدام دكتاتورية صدام الدموية .
وكان ان صعّدت سرية خوشناوتي (سرية الشهيد ملاعثمان) بقيادة الشهيد سعدون عمليّاتها ونجحت بالقيام بعمليات نوعية كبيرة الأثر باحتلال مقر أمن وقائمقامية شقلاوة، والضغط على معسكر سه رميدان الى حد انكفائه على نفسه ثم انسحاب قواته، اضافة الى القضاء على وحدة القوات الخاصة المتخصصة في شقلاوة عام 1988 وعشرات العمليات النوعية الأخرى . . لقد ازداد عدد افراد السرية وتوسعت ساحة عملياتها وبدأت بالتخطيط لتشكيل فصائل جديدة كفصيل صلاح الدين، وفق وجهة لدراسة ان تتحوّل الى فوج او سريّتين، وان يكون لها مقرا خفيفاً في شقلاوة .
التقيت بالشهيد سعدون المرة الأخيرة في خوشناوتي قرب قرية كاني جيز عام 1988 في لقاء جمعنا مع ماموستا رزكار امر الفوج آنذاك لتدارس كيفية التصرف لحماية اهالي شقلاوة من تهديدات السلطة التي هدمت بيوت عوائل الأنصار في منطقة عملية تدمير وحدة القوات الخاصة في شقلاوة، واعتقلت قسماً منهم وارسلت الباقين الى السرية مع تهديد افاد (ان لم تكفوّا عن العمليات العسكرية في شقلاوة، فان مصيرها لن يكون افضل من حلبجة) . .
وتوالت السنين . . وتشبث الشهيد سعدون بالوطن، ولعب ادواراً بارزة في انتفاضة كوردستان المجيدة عام 1991 وكان ورفاقه امام مهمات معقدة من نوع آخر، وقد فرح من عرف الشهيد سعدون، بانتخابه الى قيادة الحزب ثم الى المجلس الوطني الأنتقالي . . فشعبنا ووطننا بأمس الحاجة لأمثاله من من الرجال من القادة النزيهين، الذين يكرسون حياتهم لقضية الشعب .
لقد هزّ نبأ استشهاد المناضل وضاح حسن (سعدون) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ورفيقيه نوزاد توفيق وحسيب مصطفى ، هزّ اوساطاً كثيرة من الأعماق لفداحة الخسارة التي لن تعوّض بسهولة من جهة، ولعدم التصديق بان الحادث الذي قامت به ايادي الأرهاب كان محض صدفة . . وانما كانت جريمة كبيرة مخططة استهدفت قائد شيوعي وحزبه وتهدد قادة آخرين ان لم يجر احتراساً ويقظة واجراءات اكبر، سيّما وان البلد مقبل على الأنتخابات، ويد الأثم تتلوّن وعصابات الظلام والجريمة لايزال في جعبتها الكثير، وفق اوسع الآراء .
المجد كل المجد للشهداء الأبرار ! ولعوائلهم ورفاقهم واحبابهم الصبر والسلوان !
خالدون في ضمير الشعب ابداً !
مهند البراك، 17 / 11 / 2004



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 2 من 2
- الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2
- الدكتور سلمان شمسة في ذمة الخلود !
- العراق : الأرهاب، الحدود، الأنتخابات !
- منع - الحوار المتمدن - ، المفاجأة ان لايكون !
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !2 من 2
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2
- ‎ـ 4 ـ‏‎ ‎ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذج ...
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !‏ ـ3 ـ‏
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ! ـ 2 ـ ...
- ـ 1 ـ ‏ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ...
- الدكتاتور الأسطورة امام العدالة !‏
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري !‏‏ 1 من 2‏
- رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ ‏2 من 2‏
- ‏رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ 1 من 2‏
- محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!‏
- ‏ من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏2 من 2‏
- من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏‏1 من 2‏


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - في استشهاد القائد الأنصاري الوطني وضاح حسن -سعدون- ورفيقيه الخالدين !2 من 2