عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 17:18
المحور:
الادب والفن
1
خنفساء الروث على ساق واحدة
أنا مُتعَبة ٌ.
يا لكِ من كرةٍ ثقيلة، آه لو كنتِ جافة بعض الشيء، لكنتِ أخف.
أنتِ ترهقينني؛ فماذا لو كنتِ تحملين معادناً وصخوراً ومحيطاتٍ حقيقية ًأخرى، وقارّاتٍ وكائنات، كبعض الكرات؟!
أنت تقتلين مجرّاتٍ بهذه الرائحة، رغم أن أنفي بعيدٌ، وفي اتجاهٍ بعيد، صوبَ الإله الذي ظل في السفح!
فيا إلهَ الحشرات العظيم، في الجانب المقابل: إمنحْني قوة كافية، ليس فقط على تحمل الريح، أو الروائح، بل على ارتفاع المنحدر، فأنت الذي أرسلتَ العظاءة التي أكلت شريكي وأعطبتْ لي ساقاً خلفية! أما تراني أدحرجها القهقرى دَفعاُ فتعود إلى المنحدر مرة ًبعد مرة؟ في كل مرةٍ تستدير حولي داهسة ًساقيَ المشلولة فيجمّدني الألم، وأراقبها بألف حسرةٍ حتى تستقر في السفح عند أقدامك، فأجرّ ساقي وراءها لأدفعها، فإنْ لم أصلْ في موعدي فمن سيُضاعِفُ البيوضَ تحسّـُباً؟ لذا قررتُ أن أكون بعيدة ًعنك، كأني سرّ ٌ مكورّ ٌ، بين أسرارٍكثيرة!
2
السجن الفاشي
حتى قبل بليون ٍمن الأعوام، أو قبل أيام ٍ، لم تكن هناك ذئابٌ أو ضباعٌ غريبة ٌ تدّخر الطعام، هكذا: بأقفاص ٍ من حجر.
وحتى بعض الدببة تشل ضحاياها بضربة على الرأس، أو الرقبة، تجعلها جاهلة ًمصيرَها، ثم تتركها حية ًفي الكهوف، أمامَها، حتى يحين أوانُ الوجبة التالية: هكذا يظل اللحم طازجاً.
فمَنْ نحن؟
3
الفخاخ
نحن (البشر الجدد!) لا نتركها في الغروب ونمضي، لنأتيها في الصباح، وهي مدماة ٌ من الصيد القديم، فارغة ٌ، مبللة ٌ بالندى، دون دم ٍ طريّ ٍ، أوجثثٍ باردةٍ تليقُ بها.
"الإنسان" هو الذي يتخلى عن الفخاخ في المعترَك الهائل: كرة الآكل والمأكول، كرة الخوف والدم والظلام!
4
الحديقة الخلفية
سلامٌ على حديقة أمسِنا، وسط الأدغال، وعلى عشبٍ تناهى في الخضرة والقِصَرْ.
حديقة ً خلفية ً كانت، بسور ٍحافل ٍبالصور والرسوم، كانت بها بضعُ ورداتٍ، وعوسجاتٌ كثيرة.
سلامٌ على الغابات، ودفاتر الملاحظات.
أما الزمنُ الذي لن نكون فيه بعضَ ذرّاتهِ، فلم يعد هناك.
وما أكثرَ الأزمانَ خابية ً، وكانت تـَطايَرُ كالشرر والنجوم المتهاوية.
فسلامٌ على المسافة التي نرسمها بين الطحالب الزاحفة في الأرض والنسيم في أعالي الشجر.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟