أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي














المزيد.....


التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


تتصل التعبيرية فكريا وجماليا بالرومانسية لانهما تلتقيان على صعيد رفض الالية في الحياة والمجتمع , فالاله بالنسبة لهما اختراع لقتل البراءة والطهر عند الانسان والطبيعة على حد سواء ,كما انها تقتل الجانب التلقائي والقدرة السليقة لدى الشعوب.كما تلتقي المدرستان ايضا في الفردانية ,حيث عدتا الفردانية والحفاظ عليها جزءا مهما من دورها ومهمتها الانسانية.وان احباط الشخصية باخضاعها للمجتمع معناه اضعاف الوعي الفردي البطولي الذي يقود الامم في ساعات المحنة .فالفردانية مطلوبة على صعيد الفعل التاريخي والابداعي ,ولايمكن ان تلغى لتحقيق فعل الثورة في داخلها .ولكن هذه الفردانية لاتتحقق في اي كان ,وانما بالابطال الذين يتوسم بهم الشعب امكانية تحقيق انجازات مهمة فالفرد هنا يعبر عن ارادة الكل .كما ان الجانب العاطفي له حضوره في الرومانسية (romantic) والتعبيرية (expressionism) على حد سواء فالخوف والحرص على مصير الابطال هو اهم مايعنى به الكاتب المسرحي في كلا الاتجاهين. وهكذا فان الافكار التي دافعت عنها الرومانسية هي افكار راديكالية ثورية وتحررية اذا كان ياخذ هذا الدفاع الجانب الفردي او الجمعي ولكن طالما انها الغت التشخيص الفردي وعنيت بالفرد الممثل لتشريحه اجتماعيا او كما اسماه (هيغل)الفرد الكلي فانها في الحالتين كانت تعبر عن حقيقة وجودها الاجتماعي والتحديات التي واجهتها .
قد استمدت تحديها لمصيرها (الفردي - الاجتماعي) من الموقف ازاء الطبيعية ,مرورا بالة الحرب , ووصولا الى الطبقات البرجوازية في الوقت الحاضر.اما التشخيص فان البطل التعبيري يجد نفسه في كل رحلة مهددا بعالم يحاول طعن ذاته بشكل غير انساني .صاغ الفرنسي الفوتوغرافي (هارفي) تسمية التعبيرية عام(1901)(1).عند وصفه للاعمال الفنية لمجموعة من الرسامين من اتباع (فان كوخ)و(كوكان) اللذين تطلعا للامساك بمظهر الاشياء المرئية عند تعرضها الى ضوء معين في لحظة معينة وقد استهدف هؤلاء تاكيد المشاعر الداخلية الذاتية القوية بخصوص الاشياء .وتصوير الحياة ليست مثلما تظهر فعلا وانما على وفق التعديلات والتشويهات التي تطرأ عليها بفعل رؤيا(vision) الفنان الخاصة بالواقع لتصورهما بان الحقيقة او الجمال التعبيري كائن في الذهن وليس مثلما يعتقد الانطباعيون (impressionists) في حاسة البصر.(2)
وانطلاقا من هذا المفهوم فقد اطلق اسم التعبيرية بعد ذلك على الحركات الفنية التي برزت بين الاعوام(1910-1925) واتخذت شكل الثورة الالمانية النموذجية ضد المدرسة الواقعية(realism) وتحقق اول استخدام ناجح لاسس التعبيرية على خشبة المسرح في مسرحية (الابن) من تاليف (هانزنكليفر)عام(1914).وقد بلغت هذه الحركة اوج شهرتها خلال الحرب العالمية الاولى.
وتتميز الدراما التعبيرية بعدد من الخصائص الاساسية ,حيث تنطلق من الرسالة نحو المتلقي عن طريق بناء المسرحية اساسا من خلال فكرة او موضوع وليس من خلال علاقات السبب والنتيجة بين الحوادث .ويتخذ الفعل في العديد من المسرحيات شكل البحث الوجداني او الرحلة او المحطات القائمة على طريق الاستشهاد.(3)اي تتخذ المشكلة الاساسية شكلا دينيا او اجتماعيا او فلسفيا او سياسيا.
اما صورة الشخصية في المسرح التعبيري .فان الشخصية المحورية والتي غالبا ماتشبه السيد المسيح(ع) تقع ضحية لتمسك الشخصيات الثانوية الاخرى بحبها للمادة او بنفاقها الاجتماعي .وكل شخصية من هذه الشخصيات الثانوية هي صورة مصغرة للمواقف الاجتماعية والانماط البشرية.والشخصية المحورية هي الوحيدة التي يباح لها الظهور في كل مشهد من المسرحية .لانها عنصرا رديفا توحيديا للفكرة.(4)
اما البطل التعبيري شخصية تضطهدها القوى المادية التي تحيط بها .فهو يعني معاناة روحية من ضغط الالة والمجتمع وسلطة (الاب) انه يمثل ذلك الشاب المتمرد الثائر على عالم الاباء الذين يرمزون الى كل انواع السلطات الاجتماعية والمادية.والشخصية التعبيرية قريبة من افكار واراء ووجهات نظر المؤلف ولهذا فانها تطغي في النص المسرحي على جميع من حولها بما فيها الشخصيات الثانوية التي ليس لها اي دور في البناء الدرامي (Dramatic structure) للمسرحية.وهذه الشخصية تنقسم وتتشظى حسب الحالات والمواقف والانفعالات التي تمر خلالها .فهي مرة تتكلم مع الاخرين .ومرة تذهب لمناجاة نفسها.وكل ذلك هو دفاع عن الذات التي دمرها المحيط الاجتماعي في مفاهيمه المتردية ووسائله التي لاتنسجم مع الروح الشبابية الثائرة .
وتتبلور صورة الحبكة(plot) ,والحوار(Dialogue) في المسرحية التعبيرية بوجود توجه لدى الكاتب الدرامي لاختصار كل عنصر باستبقاء اساسه الجوهري وهكذا يمكن للحبكة ان تصبح مجرد عرض لمقولة او مبدأ. في حين تصبح الشخصيات الثانوية انماط تعبر عن المواقع الاجتماعية وكما نرى في معظم النصوص المسرحية التعبيرية الشخصيات تتصف ولاتسمى باسم مثل:الشرطي -الزوج -الزوجة - الابن الخ..
اما اللغة والحوار فهما عبارة على منلوج طويل يلقيه البطل مشحونا بالمشاعر والعواطف بحيث تكون الكلمات اشبه بالمستودعات المعباة بالثورة والتمرد. وليس هناك حساب على اللغة والقواعد ويكون الانتقال من الشعر الى النثر,مسموحا مع تحولات والصراعات مع البطل.ويختزل الحوار بجملة اوجملتين وهو يشابه نظام (مورس ) الخاص بالبرقيات الارسالية .مع الركون الى الحركات والايماءات الارشادية .لتبعث ببلاغتها المشاعر الحادة.وماتعانيه الشخصية وصولا الى الموضوع.

المصادر
____________
1-نظرية الدراما من ارسطو الى الان-رشاد رشدي-ص140
2- الدراما والمذاهب الادبية -فايز ترحيني -ص76
3- التعبيرية في الشعروالقصة والمسرح-عبد الغفار مكاوي-ص97
4- المصدر نفسه-ص98



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الزمن في الدراما
- نظرية الانعكاس في الادب والفن
- ارسطو والشعر
- التطهير (catharsis) والسايكودراما
- الشعر والاخلاق في الجمهورية الافلاطونية
- الخرافة (myth)
- العلامة والسيرورة السيميائية
- علم المثيولوجيا(الاسطورة)
- المعنى الجمالي للوجود (نيتشه)
- نظرية المثل عند افلاطون
- وظيفة الشعر عند الفارابي
- التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)
- المحاكاة imitation
- الدكتورة وعلامة الكلبة النائمه


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي