ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 17:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلغنا من اخبار محمد عن المصادر التاريخية المهتمة بامره, انه بعد ان اشتد امر محاصرته وتبعه من قبل اهله وذويه في مكة, هاجر الى المدينة. حيث استقبله من عرفوا عنه و اتباعه بالأنصار.بينما عرف من صاحبه في هجرته بالمهاجرين. وكان حسبما بلغنا ان اهل المدينة كانوا يخرجون في انتظار وصوله من الصباح الى ان يشتد عليهم الحر فيرجعون اعقابهم. ولما وصلهم استقبلوه بانشودتهم المعروفة ان( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع...). وكان ما تفتق عليه ذهنه ان امر ببناء مسجد كان اول مسجد في تاريخ عقيدته وهو مسجد قباء. بعد ان اختار موقعه حيث تبرك ناقته التي ركبها طيلة طريق هجرته.
السؤال الذي قد يتبادر الى الذهن هو لماذا المسجد ؟ ولماذا الرهان على الناقة لأختيار المكان؟
اما الجواب عن السؤال الأول فهو واظح من ان المنتظر من محمد هو استقبال مريديه للجواب عن تساؤلاتهم بشان العقيدة الجديدة ,وكذا تبليغ مضمنها . املا في استمالة اكبر عدد من الأتباع .وحيث انه وان كان قد اعتاد استعمال كل منزل حل به ويحوله الى مسجد حتى دون طلب اذن اهله. فانه رآى في المسجد كمجال منفلت من حق الملكية الخاص , وبالتالي مجالا مفتوحا للعموم لهو خير من اعتما د مقر اقامته سواءا اكان خاصا به او بغيره .الأمر الذي قد يجعل اعتماده هذا ألأخير استثناء عن الأصل فحسب.
اما عن الرهان على الناقة بشان مكان بنائه, فقد كان يعلم ان هذه لن يطول امر انتظار افتراشها الأرض لشدة ما عانته وتحملته من تعب السير حاملة اياه طيلة الطريق التي سلكها .كما ا نه كان قد فكر في امر المسجد مسبقا. وانه ما كان يبحث الا عن موقع مناسب لذلك. ودليلنا هو انه مر بعدة اماكن عامرة ورغم ذلك لم يامر بالبناء الى ان بلغ المكان الذي ارتأى انه الأفظل والمناسب للعملية .ثم انه اقتصر في البدء على هذا المسجد بحيث امر بهدم مسجد اقيم من قبل البعظ قبالة مسجده تحت زعم انه مسجد ضرار. ولقد شجع اتباعه على بناء المساجد لما ينتظره من خدماتها حتى انه قال بان من بنى مسجدا ضمن بيتا في الجنة .غير انه لما لاحظ تنافس مريديه في اقماتها وتشييدها خاف من ان تصبح مساكنهم كلها بمثابة مساجد فنهى عن التباهي في اقامتها.
تم تشييد المسجد وهو بناية متواظعة وظع لها سقف من سعف النخيل والتراب بعد ان بنيت جدرانه من الوحل الممزوج بالقش. وامر بالنداء الى الصلاة هذا النداء الذي قيل بانه لم يعرف كيف يتم الى ان اهتدى العبد المحرر بلال الى صيغته. حيث صعد سطح البناية ونادي في الساكنة بعد التكبير ان حيى على الصلاة حيى على الفلاح... والملاحظ اللبيب لن يخفى عليه ان المجتمع المكي كان يعرف طرق المناداة في الساكنة اما لتبليغ خبر ما او ما شابه. بل ان مجتمعات الشمال الأفريقي والشرق الأوسط كلها تعرف طرقا من هذا القبيل وما يزال يعمل بها الى غاية تاريخه.
استغرقت مهمات المسجد وا حتوت كل ما يخطر على البال من شؤون الحياة الفعلية الواقعية وتلكم الموعودة بمقتضى عقيدة محمد.بحث نوقشت فيها امور السياسة والأقتصاد والأجتماع من تنقية بئر الى الأعداد لشن غزوة كما السؤال عن الغائب عن الصلاة من المتخلفين فكان بذلك بمثابة مراقب مطلع وقريب من شؤون الساكنة. حتى ان بعظهم يعرف البعظ ويشاركه اسراره الحميمية بحيث يستحيل على احدهم الخروج عن الجماعة وان فطن الى التجسس المعرض له .حتى وان ادعي ان هذا انما يدخل في اطار التآخي المفروض دينيا ووجوب السؤال عن احوال الغيرمتى خفيت . فيصاحب المريد من قبل الغير في كل مسارات حياته حتى انه يعرف عدد افراد اسرته فردا فردا اناثا وذكورا كما يصاحب هؤلاء بمجرد بلوغهم السن المفروض فيها الصلاة . حتى ان الأب ليشعربضرورة اسطحاب ابنه الصبي الى المسجد مخافة ان يعاب عليه من قبل الغير التهاون والتقصير في تلقينه التعاليم الدينية .فاصبح المسجد بذلك اداة لأحتواء الساكنة وصهرها في بوثقة واحدة لا محيد عنها بعد ان فرض حصار مشدد على كل من ستسول له نفسه الأنفلات من رقابة خدام العقيدة التي لا تنام. وحيث ان الأنسان اجتماعي بطبعه تربطه بالغير مصالح متبادلة فان من المنطقي ان يلج المسجد حتى من لم يقتنع, ليس فقط به ومهماته بل وحتى بعقيدة محمد اصلا, وذلك لتفادي نضرة العداء والأحتقار من قبل الغير واقربها اتهامه بترك الصلاة وما يستتبعه من وجوب اقامة الحد عليه.
ان المسجد اداة للتلصص على الساكنة . حتى اذا ما غاب احد معتادي القيام بشعيرة الصلاة به فطن به غيره مما يختار بعظهم زيارته بمنزله للسؤال عن السبب. فلا يكون من المعني الا ان يشركهم في اموره الخاصة بتبريره الغياب حتى باختلاق السبب او الأسباب كذبا ان هو كان قد اختار الغياب عن اقتناع .وقد يتعدى التلصص مثل هذه الحالات الى التدخل في شؤون الغير الذي لا يرغب في ولوج المسجد. اذ بمجرد ملاحظة توليته ظهره له الا وتحركت آلة النميمة والأتهام برميه بالزندقة او غيرها مما يثير حفيظة المؤمن بعقيدة محمد و يكون ذلك بالتالي دافعا له للنيل و الأنتقام منه ابتغاء مرضاة اله محمد وتبوئه جنات النعيم وما تحويه من حور عين وولدان مخلدين..الج.
توسع المجال الأقليمي لأتباع محمد نتيجة الغزوات العديدة والطويلة الأمد في مواجهة شعوب مسالمة قصد حملها على الأنتساب الى امته .فتوسعت بذلك عملية اقامة وتشييد المساجد كمحور يجمع الساكنة القريبة بل وحتى الظيف الأجنبي وبن السبيل خمس مرات في اليوم الواحد مبتدؤه ظهور الخيط ألأبيض من الأسود من الظلام و منتهاه ساعة متأخرة من الليل حتى انه لا يترك للمريد الا ما تيسر من سويعات يومه قصد التفكير في غير ما يرغب فيه محمد, ان هو استطاع الى ذلك سبيلا, لكثرة القيود التى تكبله من اكراهات الحياة اليومية الى جانب الأطار العام المفروض عليه التفكير بداخله. والذي نتيجته تحقيق مبتغي عقيدة محمد بشان تنشأة وصنع الفرد البشري على المقاس. مما نتج عنه ما انتهى اليه معظم المفكرين الذين يمتحون من كتابه من حيث عجزهم عن الفصل بين العقل والنقل بما يفيد في الحياة المعاشة .وان افلت بعظهم من المعتقل الأسلامي الرهيب فان ما ذاقوه من عذاب على ايدي الناقل انما تزخر به المصادر التاريخية ويندى لها الجبين.
عمت هذه المساجد احياء المدن والقرى, وتفنن بناتها في الزخرفة والاء المآذن حقها في العلو طولا وفي الشساعة عرضا .حتى غذت مدن وقرى الأنظمة الأسلامية ترنوا كلها الى السماء و استغلت المساجد بذلك فظاءات كان من الأجدر استغلالها لما يعود بالفائدة الدنيوية على المواطنين من تقريب الأسواق وألأدارات والمدارس وغيرها منهم. ثم اهتدى خدام العقيدة الى طرق شيطانية بعد ان اتسع مجال اقامة التبع الى تزويد خدام المساجد بمكبرات للصوت ليدخلوا بذلك الى فراش نوم المواطن واللعب على نفسيته واستفزازه ان ان الصلاوة خير من النوم. فيحل تبع محمد بذلك امر التبشير بعقيدتهم لأنفسهم في الوقت الذين يحرمونه على غيرهم من اهل العقائد الأخرى. ولمزيد من محاولات كسب الأنصا رواعتمادا على ايرادات الطفرة النفطية التي اشبعت بطونا واهملت اخرى, سار خدام هذه العقيدة في الأرض يبتغون المزيد من المساجد كأداة لغزو ما ااستحال غزوه من الأمم والشعوب .مستغلين ما تعيش تحت مظلته من انظمة ديموقراطية حامية لحرية المواطن في اختيار معتقده. وتنافسوا على السبق في تشييدها وسط احياء من يعتبرونهم كفارا بدينهم . مستغلين الدهماء من المهجرين الى هذه الأقطار فرارا من شرور ذوي القربى من اهلهم الموصوفين بالمسلمين . حتى انهم بدؤا في محاولة بدونة اقطار بلغت من التقدم مبلغا فاخذت اشباح ملفوفة في اقمشة سوداء سواد افكارهم شوارع وازقة المدن الأوروبية والأمريكية تمهيدا لأسدال الظلام الحالك على شعوبها وجلبها الى الأداء طوعا تحت ذريعة الحج الى بيت الله الحرام واخرى نصبا واحتيالا تحت ذريعة تمويل جند الله ويا ما اكثرهم.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟